| الاخيــرة
زار المملكة الدكتور جولي تساي الأستاذ المساعد في جامعة اللغات والثقافة في بكين، ونشر مقالاً في صحيفة الجامعة أوضح فيه انطباعه عن المملكة، وقد اقتطفت من تلك المقالة الطويلة ما يلي:
المملكة العربية السعودية دولة عربية قوامها الإسلام. ومن السهل على الزائر غير المسلم أن يلاحظ المظاهر الإسلامية المتميزة في الحياة اليومية. ففي أوقات الصلاة، ينقل التلفزيون الأذان من مكة المكرمة ويتوقف العمل في الدوائر الحكومية، ويغلق التجار أبواب محلاتهم ليذهبوا إلى المساجد لأداء الصلاة.
ونلاحظ كذلك أن المساجد والجوامع موجودة في كل حي وشارع وحتى في القرى الصغيرة التي لا يزيد قاطنوها عن أسرتين أو ثلاث .
ومن السهل تمييز ومعرفة المساجد والجوامع إذ إنها غالبا ما تكون أجمل المباني في الحي وأزهاها وتتصف الحياة اليومية للسعوديين بالطابع الديني الإسلامي . ومثلاً ففي معظم المناسبات الرسمية والشعبية تتلى الآيات القرآنية قبل إلقاء الكلمة الأولى أو افتتاح الحفلة . وتتصف عبارات التحية والمجاملة أيضا بالطابع الديني المتميز مثل «السلام عليكم» ، أستودعكم اللّه، حياكم اللّه» إلخ.
وهناك آداب خاصة تتعلق بآداب المعاملة بين الرجل والمرأة فقد لاحظنا أن هناك حداً فاصلاً واضحاً بين الرجل والمرأة ففي مطار الرياض الدولي يصطف الرجال والنساء كل على حدة للمرور بنوافذ التفتيش للجمرك . حتى في الفنادق التي ينزل فيها الأجانب، كان من المفروض على النازلات الأجنبيات أن يلبسن الرداء الأسود عند الخروج من الغرفة، وخصص لهن جناح خاص للأكل في كل مطعم . وقد أثَّر الإسلام في السعوديين وأضفى عليهم الصفات الطيبة والخصال الحميدة . فلا توجد في المملكة ظواهر القمار والخلاعة والربا، ولا يزال الشعب السعودي يحتفظ بأخلاق أجدادهم الكرام، ويتمتع بروح السخاء والشهامة والتعاون ومساعدة الآخرين ، وإليكم أمثلة رأيتها بأم عيني تدل على ذلك .
ففي ذات مساء كان أحد الأساتذة يقود سيارته ليوصلني إلى الفندق، وعند مفترق الطريق، وجد شاباً يقف على الرصيف، فسأله وعرف أنه طالب جامعي يسكن خارج المدينة، كان في انتظار سيارة أجرة ليعود إلى المسكن فدعاه الأستاذ ليركب معنا وأوصله إلى بيته الذي يبعد عن الجامعة بحوالي 20 كيلومتراً .
ومثال آخر: ذات صباح جاءني سائق الجامعة ليوصلني وبينما نحن نسير على الطريق، رأينا سيارة متعطلة تقف وسط الشارع، فما كان من سائق سيارتنا إلا أن اتجه خلف السيارة المعطَّلة، فلما اقترب وراءها خفف السرعة ودفعها بمقدمة سيارتنا من الخلف حتى اشتغلت من جديد ... كل ذلك خلال دقائق معدودة دون أي تشاور أو تفاهم مسبق بين السائقين، فعجبت وسألت الرجل: هل تعرف سائق السيارة العاطلة ؟ فأجاب: لا، بل أي سائق يرى هذه الحالة لا بد أن يفعل مثلما فعلت . وقد تركت هذه المشاهد في ذهني انطباعات لا تمحى، إنها تعكس جانباً من الأخلاق الفاضلة للشعب السعودي والعلاقات الطيبة بينهم.
إني أحيي الشعب السعودي الصديق، وأتمنى له الخير والسعادة ومزيداً من التقدم والإنجازات. ولتبق الصداقة بين الشعب الصيني والسعودي إلى الأبد.
|
|
|
|
|