| أفاق اسلامية
تقابله بعد غياب طويل، دام عدة أشهر، بل عدة سنوات، فتفرح عند رؤيته، وتسر بلقائه ومقابلته، فتسلم عليه بحرارة، وتصافحه شادا على يده، وتختار له اجمل عبارات الترحيب، فهو أخ تتقرب الى الله بحسن استقباله، وجميل لقائه، ولكنه يقابلك ببرود، ويرد عليك بفتور، تسمع منه عبارات، تنم الى عدم اهتمامه بك، والى عدم مبالاته بلقائك، كلامه يشبه كلام من هو بين اليقظة والنوم، ويده بيدك كيد الميت، عابس الوجه، مقطب الجبين، تتساءل عن أسباب ذلك! لعله مريض! لعله..! لا ليس فيه شيء من ذلك، انما هو ضعف الايمان، وعمل الشيطان، اللذان يتسببان في حرمان العبد طرق الخير، ويجعلانه لا يلتزم باوامر الشرع، لا يتأدب بآدابه، ولا يحرص على تعاليمه وتوجيهاته.
ان اللقاء بهذه الطريقة وهذا الاسلوب، من الامور التي تتنافى مع اخلاق المسلمين، و صفات المؤمنين، لان الاسلام جاء بالحث على اظهار المسلم لفرحه وسروره عند لقائه باخوانه، واعتبر ذلك من المعروف، ففي الحديث الصحيح الذي رواه الامام مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق» فطلاقة الوجه، والابتسامة، واظهار الفرح عند لقاء اخيك المسلم، من المعروف الذي حث الدين عليه، ورغب فيه، ومن الصدقات المتقبلة، سماع اخيك منك كلمة طيبة يفرح بها، ويدخل السرور على قلبه بسببها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:« والكلمة الطيبة صدقة..»، واما الابتسامة فشأنها في الدين شأن عظيم، حث الدين وجعلها صدقة منك على نفسك، ففي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم:« تبسمك في وجه اخيك لك صدقة».
ان القدوة في هذه الحياة هو الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم اكثر الناس تبسما في وجوه اصحابه، ففي الحديث الذي رواه الترمذي عن عبدالله بن الحارث قال: ما رأيت احدا اكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم فينبغي للمسلم ان يحرص على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم لاسيما في هذا الخلق النبيل الذي يثمر المحبة والمودة بين المسلمين ويبعث الاطمئنان في نفوسهم، ويعينهم ويشجعهم على مناصحتهم لبعضهم، بل ويحصلون من خلاله على مرضاة ربهم عز وجل.
انك عندما تقابل الناس بطريقتك هذه عابس الوجه مقطب الجبين فانهم سوف ينفرون منك ويكرهون لقاءك، بل ويتهمونك بالكبر وسوء الخلق وغير ذلك. فإياك والعبوس عند لقاء إخوانك.
aart1422@maktoob.com
|
|
|
|
|