| أفاق اسلامية
ان الذكر والاستغفار هو الباب الاعظم بين العبد وربه مالم يغلقه العبد بالغفلة، يصرع الانسان شيطان الجن كما يصرع الشيطان اهل الغفلة والاعراض. قال بعض السلف اذا تمكن الذكر من القلب فان دنا منه الشيطان صرعه كما يصرع الانسان اذا دنا منه الشيطان فيجتمع عليه الشياطين فيقولون ما لهذا؟ فيقال قد مسه الانسي. الله اكبر..هكذا يكسب ذكر الله واستغفاره المرء قوة ونشاطا وايمانا يصرع به شياطين الجن مع قوة في البدن حتى ان الذاكر ليفعل مع الذكر مالم يظن فعله بدونه، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة وعليا رضي الله عنهما ان يسبحا كل ليلة اذا اخذا مضاجعهما ثلاثاً وثلاثين، ويحمدا ثلاثاً وثلاثين، ويكبرا اربعا وثلاثين لما سألته الخادم وشكت اليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة فعلمها ذلك، وقال: انه خير لكما من خادم. ان ذكر الله بالقلب واللسان هو روح الاعمال الصالحة فمتى خلا العمل عن الذكر كان كالجسد بلا روح. ذكر الله يطرد الشيطان ويرضي الرحمن ويزيل الهم والغم ويدخل على القلب الفرح والسرور والقوة والنشاط انه نور في الوجه والقلب والجالب للرزق. يكسو الذاكر مهابة وحلاوة ونضرة ومحبة، انه يورث صاحبه المراقبة والانابة ويفتح للمرء بابا عظيما من ابواب المعرفة، ويورث القرب منه عز وجل. وذكر الله له كما قال تعالى «فاذكروني اذكركم»..الذكر يحط الخطايا والسيئات، ويزيل الوحشة بين المرء وربه، فهو حياة للقلوب..قال صلى الله عليه وسلم: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت رواه البخاري، ورواه مسلم فقال: مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت.
والذكر يعدل عتق الرقاب ونفقة الاموال، والحمل على الخيل في سبيل الله عز وجل ويعدل الضرب بالسيف في سبيل الله ففي الحديث الصحيح عند الترمذي انه صلى الله عليه وسلم قال: الا اخبركم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم، وخير لكم من انفاق الذهب والفضة، وخير لكم من من أن تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم؟ قالوا بلى قال: ذكر الله تعالى..ولهذا ترتفع منزلة الذاكرين الله كثيراً والذاكرات الى ان يباهي الله عز وجل بهم الملائكة كما اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالذكر اوصى النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه واحبابه..جاءه رجل فقال يا رسول الله: ان شرائع الاسلام قد كثرت عليّ فدلني على امر جامع اتمسك به فقال صلى الله عليه وسلم لايزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل..ولو لم يكن في الذكر من الثواب إلا ان الله امر المؤمنين به ورتب الفلاح عليه لكفى فيا باغي الخير اقبل ويا باغي الجنة اقترب من رحمة الله بذكر الله تعالى.
|
|
|
|
|