| متابعة
* اسلام آباد ثناء:
إن الرئيس الجنرال برويز مشرف بحظره لخمس منظمات دينية، بما فيها منظمة جنود الصحابة وحركة الجعفرية الباكستانية، قد أعاد حبس جن العنف الطائفي إلى قُمْقمه.
إن القتال الذي كان يدور بين جنود الصحابة الباكستانية وحركة الجعفرية الباكستانية أظهر بأن الاضطرابات الطائفية والتي كانت مصدر إزعاج البلاد خلال العقد الماضي مازالت تشكل تهديداً خطيراً على أمن البلاد وأن شبح العنف الطائفي قد عاد بشكل عنيف وإلى أبعد الحدود، وأنه علاوة على ذلك قد كشف مواطن ضعف الحكومة والوكالات الأمنية عن مقاومته.
هذا وقد أطلقت الشرارة الأولى للخلافات الطائفية في عهد الجنرال ضياء الحق حيث قامت طائفة الشيعة مدعمة من قبل الثورة الإيرانية، بتأسيس حركة تنفيذ الفقه الجعفري في عام 1979م. وقد قامت هذه الحركة بإظهار قوتها في عام 1980م وذلك عن طريق جمع الآلاف من الناس في إسلام اباد للاحتجاج ضد تنفيذ قانون الزكاة الذي هو يختص بأهل السنة لوحدهم، وبعد أن جرت اشتباكات دموية مع السلطات في إسلام آباد وكويتا، أرغمت الحركة الجعفرية الجنرال ضياء الحق أن ينصاع لمطالبها من أجل تنفيذ نظام منفصل للزكاة ومن أجل منحهم منهجا منفصل الدراسات الإسلامية لطلبة الشيعة.إلا أن قيام هذه الوحدة الشيعية على الجبهة السياسية قد أحدث رد فعل بين السنة وبخاصة الديوبنديين الذين قاموا بالاحتجاج ضد اللهجة الأزدرائية التي استخدمها المتطرفون الشيعة في كتبهم وخطبهم، فقاموا بإنشاء جمعية جنود الصحابة في عام 1984م.
وبعد ذلك قامت الجمعية بإعادة تسمية نفسها بجنود الصحابة الباكستانية وأن الهدف المعلن للجمعية من وراء ذلك هو مقاومة وتحييد النفوذ السياسي الشيعي العدائي الذي كان من الناحية التقليدية من أقوى الفعاليات في باكستان.وقد بدأ الصراع يجري في الخفاء بين طائفة السنة وطائفة الشيعة، ففي عام 1988م اغتيل العلامة عارف حسين الحسيني الرئيس الأعلى لحركة تنفيذ الفقه الجعفري، وقد حول اغتيال العلامة عارف حسين إلى نزاع دموي عدائي بين الطائفتين.وقد أعقب هذا الاغتيال، اغتيال ثلاثة من الشخصيات الدينية البارزة وهم حق نواز جانغوي رئيس جنود الصحابة الباكستانية في عام 1990م وأسرار الحق قاسمي من جنود الصحابة في عام 1991م وصادق غانجي، وهو مسؤول إيراني بالمركز الثقافي الإيراني بلاهور عام 1990موفي عام 1994م، تم تشكيل حركة«جنود محمد» من قبل الناشطين الذين لم يرضوا بالموقف الأقل عنفا نسبيا لمنظمتهم الأصلية حركة تنفيذ الفقه الجعفري، فأعادوا تسميتها بحركة الفقه الجعفري.
وردا على أعمال العنف التي قامت بها حركة جنود محمد بشكل مطلق، شكلت مجموعة منفصلة عن حركة جنود الصحابة الباكستانية منظمة قتالية أيضاً تسمى ب«لشكر جهنغوي» في عام 1996م.
وهكذا فإن ساحة المجابهة بين طائفتي الشيعة والسنة أصبحت جاهزة لأعمال العنف ففي عام 1990م حدثت 120 حالة من العنف الطائفي ارتكبت ضد الشيعة بسبب قتل 14 شخصا بينما سجلت 10 حالات ضد السنة لقتلهم 12 شخصا وفي عام 1991م قتل 29 من الشيعة و22 من السنة وفي عام 1992م قتل 11 من الشيعة وستة من السنة.
وفي خلال عام 1992م قتل 17 شخصاً من الشيعة و11 شخصاً من السنة وفي عام 1994م قتل 29 شخصاً من الشيعة و22 شخصاً من السنة وفي عام 1995م قتل 26 شخصاً من الشيعة و22 شخصاً من السنة وفي عام 1996م قتل 56 شخصاً من الشيعة و24 من السنة.
وهكذا استمر مسلسل أعمال العنف والاغتيالات بين الشيعة والسنة بدون هوادة لكي تظهر كل طائفة قوتها على الأخرى.
وكان عام 1997م هو من أسوأ أعوام العنف الطائفي التي وقعت في تاريخ باكستان حيث قتل في هذا العام 200 شخص وجرح 150 آخرين في أسوأ أعمال العنف والقتل الطائفي.
وقد بدأ عام 1998م بمذبحة حيث قتل 24 من الشيعة في مقابر مومنبورا بلاهور. وفي التسعة الأشهر الأولى من عام 1998م، تم تسجيل 28 حالة من حالات الاغتيالات والقتل الطائفي وذلك بالمقارنة بخمس وثمانين حالة وقعت في نفس المدة من عام 1997 نفسه.
ومن أكثر الأحداث الهامة للعنف الطائفي في عام 1998م هو الهجوم على ضباط الشرطة والقضاة.
فإن العديد من ضباط الشرطة وأحد القضاة كانوا من ضحايا الإرهاب الطائفي.
وذلك لأنهم إما ينتمون إلى طائفة معينة أو لأنهم مرتبطون بأعمال التحقيق في القضايا الطائفية.
وقد شهد شهر سبتمبر من عام 1998 مصرع أربعة من رجال جنود الصحابة الباكستانية من ضمنهم العالم الديني المحترم نديم شعيب الذي اغتيل في العاصمة الفدرالية إسلام آباد كما وقعت سلسلة من أعمال قتل للشيعة ومن ضمنهم ضابط قضائي قتل هو وابنته في كجرانواله.
|
|
|
|
|