| العالم اليوم
يوم اتفق القادة العرب في القمة الطارئة التي عقدت في القاهرة قبل عامين على أن تكون مؤتمرات القمة دورية تعقد كل عام في بلد عربي حسب تسلسل الحروف الهجائية في شهر مارس من كل عام، استبشر العرب خيراً، واعتقدوا ان إحدى العقد العربية قد حلت، فالدول العربية قبل عقد القمة الدورية في الأردن العام الماضي ظلوا ولفترة طويلة عاجزين عن عقد مؤتمرات القمة واستعاضوا عنها بالمؤتمرات الطارئة التي كانت تعقد كنوع من رد الفعل ولذلك كانت عادة ما تكون القرارات محصورة ضمن ردود الفعل الانفعالية التي لا تحظى بالتنفيذ الكامل، وبالاتفاق على العودة للمؤتمرات الدولية تنفس العرب الصعداء واعتبروا أن العرب أخيراًَ وضعوا أقدامهم على الطريق الصحيح، وانعقدت قمة عمان وسارت الأمور بسلاسة وتم تجاوز العقدة التي حاول العراقيون تعطيل القمة، وإضعاف قراراتها، وكان مقرراً أن تعقد القمة الثانية في أبوظبي حسب التسلسل الهجائي الذي يعطي الحق لدولة الإمارات العربية في الاستضافة إلا أن دولة الإمارات أعطت شرف الاستضافة للبنان لتمكينه من تأكيد عافيته السياسية والأمنية وانه بلد آمن بعد سنوات من الحرب الأهلية، وقد قوبل التنازل الإماراتي بتقدير وتأييد من جميع الدول العربية، وعليه عملت الحكومة اللبنانية بجد على استثمار هذه المناسبة وخطت في هذا السياق خطوات عديدة، حتى فجر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أزمة بعدم ترحيبه بقدوم الرئيس الليبي معمر القذافي على خلفية اختفاء الإمام موسى الصدر مؤسس حركة أمل التي يرأسها نبيه بري.
بعد تصريح بري تفاعلت القضية فبادرت ليبيا إلى طلب نقل مكان انعقاد القمة الى القاهرة حيث المقر الدائم لجامعة الدول العربية، وأجرت اتصالات عربية وجدت تجاوباً من أطراف عربية لا تريد أن تكون الدول العربية رهينة مزايدات حزبية. وهنا تحرك عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية الذي لا يريد أن تحبط جهوده ونشاطه الهادف الى تفعيل دور الجامعة العربية إشكالية يمكن تجاوزها بالحوار الهادف خاصة وأن اجتهادات صحفية وبعض التحليلات السياسية قد بدأت بالتداول معتبرة قضية اختفاء الصدر يافطة تختفي خلفها مواقف سياسية لا تريد أطراف عربية اتخاذ مواقف حاسمة تجاهها وأن تفضل تأجيل انعقاد القمة بدلاً من التورط في اتخاذ قرارات تحت ضغوط دولية لا يمكن مواجهتها.
أمام هذه الإشكاليات نشط عمرو موسى وكذلك تحركات لبنانية رسمية لتأكيد عقد القمة في وقتها ومكانها لتثبيت التداول العربي وإعطاء قوة للقرار العربي.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|