| الريـاضيـة
ويتجدد اللقاء للمرة الخامسة عشرة في بيت العرب.. دورة الخليج لكرة القدم التي تحتفل بدءاً من اليوم بذكرى ميلادها الثلاثين.
بالأمس القريب.. كانت غرسة ثم نبتة والآن شجرة كبيرة.. تعهدها أبناء الخليج الواحد بالرعاية والاهتمام حتى أصبحت علامة فارقة على جبين الخليج وبمثابة عنوان دائم ومعروف لدى الجميع وهنا لا مجال على الاطلاق لانتشار العبارة التي تختم عادة «غير معروف لدينا».
.. دورة الخليج .. كبيرة وكبيرة جدا بمعانيها وأهدافها السامية المتمثلة بدعم وتوطيد وشائج المحبة والعلاقات بين أبناء المجتمع الخليجي..
ولعله يكفي الجميع فخرا ان الرياضة في الخليج هي أول من ساهم في بناء البيت الخليجي قبل الدعوة لانشاء مجلس التعاون الخليجي الذي كرس منذ قيامه مبادىء وأهداف أقرها قادة دول مجلس التعاون الخليجي..
فرحتنا بلقاء أبناء الخليج في تظاهرة كروية شعارها التنافس الشريف واللعب النظيف.
.. كلنا فائزون.. وان ذهبت الكأس لاحد منتخبات الدول الست المشاركة.
... والخليج الذي يعيش منذ شهر احداثا كلها افراح بدءا من انعقاد مؤتمر القمة الخليجي في مسقط والعودة الميمونة لسمو أمير الكويت بعد رحلة علاجية ناجحة.
ونترقب بعد أيام أيضا انطلاقة مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة.وغيرها من مناسبات متعددة في أرجاء الخليج الواحد.. علينا نحن الرياضيين بما نمتلكه من خبرة وتجارب سابقة وبعد الوقوف على ايجابيات وسلبيات دورات الخليج الماضية.. ولا سيما في مثل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها الأمة العربية التي تواجه حملة اعلامية شرسة ان نقدم «الذات الخليجية» تحديدا كشخصية فاعلة ومؤثرة.. تعطي أنموذجا مشرفا للملايين في مختلف دول العالم الذين بالتأكيد سيخضعون «دورة الخليج» للدراسة والتحليل ويأملون بكل تأكيد ان يكتشفوا فيها ما يمكن.
ان يخدم توجهاتهم وأهدافهم.. وكل امنياتهم العثور على نقاط ضعف يتسللون من خلالها..
.. علينا جميعا في هذا الملتقى الخليجي ان نستثمر الدورة «الكروية» في بناء البيت الخليجي على أسس قوية.. فلا جدال ولا خلاف.. ان نحترم قرارات التحكيم برحابة صدر. نتقبل نتائج المباريات. نبارك للفائز، نحول دون ظهور تصريحات تتميز بالتشنج والانفعال.
والأهم من كل ذلك ان نكون «حضاريين» في أي سلوك نمارسه قولا وعملا.
.. كل الدعوات بدورة خليجية ناجحة.. تجمع و«لا تفرق» تنشر المحبة وترفض أي نزعة عدوانية.
.. وهلا.. مليون هلا بالإخوة الأحبة في عاصمة العرب و«بيت الفهد».و.. خليجينا واحد.. وشعبنا واحد.. هي دعوة للتطبيق العملي.. وسامحونا!!.
مساء نواف.. ما أروعك!
في الليلة ما قبل الأخيرة على وداع «المربعانية» وفي أمسية شديدة البرودة كان مركز الملك فهد الثقافي بالرياض قد تحول لشلالات حب متدفق من قبل جمع حاشد دفعته الرغبة في ترجمة المحبة ووافر التقدير والامتنان لذلك اللاعب الانسان.. القمة في الوفاء والأخلاق والروح العالية.
مساء الأحد كان مختلفا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. فهو لم يكن كتلك المساءات الرتيبة.. لأنه.. مساء نواف التمياط.
.. مساء الاحتفالية بتتويجه بلقب اللاعب الأول لأكبر قارات العالم.
.. ان مركز الملك فهد الثقافي.. الذي يعتقد البعض بمجرد النظر للمفردة الأخيرة انه وقف على نخبة رجال الثقافة والأدب ويحرم دخوله لغير المنتسبين من تلك الفئة!
.. وهو بالطبع لم يكن كذلك.. فإن مساء نواف التمياط.. وقد غصت وامتلأت ساحات «المركز» بجموع بشرية تمثل مختلف شرائح المجتمع لتؤكد ان ابن الوطن الذي تبحث عنه الألقاب و«تطارده» بصفة هو يستحقها وعن جدارة.. انما تبقى متواضعة جدا لدى لاعب بمستوى كفاءة.. وشموخ.. ووفاء.. اللاعب القمة ذي المعدن الأصيل الذي يمثل أنموذجا مشرفا للمواطن السعودي بكل المقاييس والمواصفات.. وعلى كافة المستويات.. فلم تكن نجوميته في الملاعب تمثل المعيار الوحيد ليأتي هذا الاجماع على غير العادة ويمنح نواف التمياط وسام الاستحقاق والدرجة النهائية في عالم التألق والإبداع.. فهناك أكثر من لاعب «عفواً لا يمكن تسميتهم» إلا أنهم معروفون لدى القاصي والداني وشهرتهم الكروية.. كبيرة.. لكن «الزين ما يكمل» ولسبب وأكثر لم يحافظ أحد منهم على رسم صورة مشرفة له كنجم يعيش وسط مجتمع واع ومدرك وقادر على فحص «العملة الجيدة من الرديئة».
.. وكم هو مشرف لنا جميعا ان نرى في اللاعب نواف التمياط مثالا حياً كعملة جيدة تجذب الجميع على التعامل بها.
.. وكم كان الهلال.. الكيان رائعا في مبادرته السريعة لتكريم اللاعب الأكثر من رائع.. فالوطن عموما وبهدف ضمان تلاحم وتماسك أفراده بحاجة دائمة لمثل هذه المبادرات الجميلة.. والتي تعبر عن مدى تقدير المبرزين في كافة المجالات.. فالتكريم في مظهره المعنوي قبل المادي يجسد صورة من صور البناء المتماسك لمجتمع تسوده وشائج المحبة والعلاقة المترابطة.
سامحونا.. بالتقسيط المريح
* بالإجماع.. وفي مشهد لم أر مثيلا له من قبل.. الكل «تدافع» للمشاركة في حضور حفل التكريم وحتى من جانب أولئك الذين لم توجه اليهم دعوات الحضور وحجتهم ان محبة نواف الانسان فوق مستوى «بطاقات الدعوة».
.. والمحبة بنظرهم تمثل عربون وجسر التواجد في تلك المناسبة التي لو اقيمت في «الصمان»!!.
* لفت نظري اعداد كبيرة من صغار السن حرصوا على مشاركة نواف في حفل تكريمه.. جاؤوا منذ وقت مبكر بصحبة آبائهم.
سألت أحدهم: أليس عندك اختبار يوم غد؟!
.. فكانت الاجابة نعم: مادة النصوص!
وكيف استعدادك؟
ممتاز... ولكن نواف أحلى وأجمل نص شعري!!
* بعودة نواف التمياط لمداعبة «الكورة» من جديد.. وعلى أثر طول غياب.. واشتياق كبير من جانب عشاق اللمسات الفنية العالية.. نتمنى ان تعيد الجماهير حساباتها فتبادر لحضور المباريات.. ذلك ان الفن الكروي الأصيل عاد ثانية.. ولنا وطيد الأمل ان يتم القضاء على اعداء النجوم من جزاري الملاعب بوضع «الشمع الأحمر» على أقدامهم!!
أحمد العلولا
|
|
|
|
|