| العالم اليوم
يجوب المنطقة منذ أيام مسؤولون أمريكيون، فبالاضافة إلى تواجد مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بملف الشرق الأوسط وليام بيرنز، يزور المنطقة عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي. وهؤلاء المسؤولون الأمريكيون لا شك أنهم لمسوا سواء من خلال مباحثاتهم في الدول التي زاروها أو من الأحاديث التي تبادلوها مع ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية من سفراء ودبلوماسيين وخبراء، بأن الكيل قد طفح لدى العرب جميعاً بعد أن تجاوز الإسرائيليون كل الضوابط الانسانية والسياسية والأمنية، فالذي تقوم به القوات الإسرائيلية لم يعد قمعاً لفرض حل يتناسب مع الأطماع الإسرائيلية، ولم يعد أيضاً انتهازاً لموجة حرب ما يسمى بمكافحة الارهاب.. وأيضاً لم يتوقف عند فرض شروط على الفلسطينيين لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية، بل تعدى كل هذا إلى حد أصبح التساؤل الذي يتداوله العرب جميعاً وقبلهم الفلسطينيون ينحصر في السماح للإسرائيلين بإبادة الفلسطينيين وتصفيتهم للتخلص من شيء اسمه القضية الفلسطينية.
فهل أعطت واشنطن ضوءاً أخضر أو بنفسجياً لشارون ليفعل كل ما يفعله في الفلسطينيين دون عتاب أو تحذير فضلاً عن تنديد أمريكي، والذي بدلاً من ذلك يمنحه المبرر باعتبار كل أعماله دفاعاً مشروعا؟
لا نعرف كيف أجاب بيرنز وأعضاء الكونغرس الذين يزرون المنطقة عن التساؤلات التي لا بد أنها طُرحت عليهم وبعض منها كما يتداولها الناس هنا وفي كل عاصمة عربية وهي:
* هل تدمير منازل فقراء رفح العاطلين عن العمل، وتشريد أسرهم في العراء في أجواء الصقيع والبرد القارس.. دفاع مشروع...؟!!
* هل تجريف مطار بدائي أقيم بأموال المساعدات.. دفاع مشروع..؟!!
* هل اغراق وتدمير الزوارق الفلسطينية والمرسى الذي يستعمله الصيادون لكسب رزق عيالهم من البحر بعد أن ضُيِّق عليهم في البر.. دفاع مشروع...؟!!
* هل محاصرة الفلسطينيين وحجزهم في المدن والقرى بما فيهم رئيسهم.. دفاع مشروع...؟!!
* هل منع المرضى الفلسطينيين ورفض اجتياز سيارات الإسعاف للحواجز الإسرائيلية، مما أدى إلى وفاة الكثير من المرضى، وولادة النسوة عند الحواجز.. دفاع مشروع..؟!!
* هل تدمير الحقول وتجريف المزارع وقطع أشجار الزيتون واتلاف المزروعات لحرمان الفلسطينيين من الغذاء.. دفاع مشروع..؟!!
* هل قتل الأطفال.. وخطف الرجال.. واستهداف النساء.. دفاع مشروع؟
هذه الأسئلة التي حتماً قد طرحت على زوار المنطقة من الأمريكيين هل استطاع الزوار تقديم اجابات لها تجعل من مواقف بلادهم.. مواقف مشروعة ...؟!!
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|