| عزيزتـي الجزيرة
الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... تحية طيبة وبعد
تبذل حكومتنا الرشيدة جهودا كبيرة في مجال التعليم، ممثلة في وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات، وذلك من خلال تهيئة المدارس النموذجية المناسبة في كل الأرجاء، ولعل ما تشهده القرى النائية قبل القرى هو دليل كبير على حجم هذا الاهتمام، كذلك ما تحمله الصحف قبل وأثناء كل موسم دراسي من قوائم تصل لآلاف المعلمين الذين يلتحقون في مجال التعليم بهدف تربية جيل صالح وإكسابهم علما نافعا يكون سندا لهم في حياتهم المستقبلية.
وفي بدء كل عام دراسي يكون هناك ما يعرف ب «الخطة الدراسية» والتي تحدد موعد بدء الموسم الدراسي ومواعيد الامتحانات الفصلية، وهي تصدر عن أعلى الجهات في دولتنا الرشيدة، هذه الخطة تمثل للجميع عاملين ومعلمين ومتعلمين زمنا مناسبا ومتخذا في اعتباراته المناسبات الدينية والاجتماعية وغيرها، وهو مع هذا الحرص الكبير يمثل «سياسة» عامة وخطة عمل يجب أن يسير بموجبها جميع من ينتسب لمجال التعليم، فلا يجوز التجاوز عن ذلك بحال من الأحوال.
وخطة التعليم لهذا العام اقتضت أن يستمر الفصل الدراسي الأول حتى العشرين من رمضان، ثم يعود الطلاب بعد عيد الفطر المبارك لمقاعد الدراسة لمدة أسبوع واحد لترسيخ المعلومات واسترجاعها، وبلا شك أن من وضع هذه الخطة وازن بينها وبين حجم المقرر الدراسي الذي يمنح لأبنائنا وبناتنا، وعلم أن حجم المنهج يتطلب هذه المدة.
لكن الذي يحدث وحدث بمزيد من الألم أن الموسم الدراسي للفصل الأول قد «أُنقص» أسبوعين، بحيث أصبح الجميع يعتبر الأسبوع الأخير من رمضان والأسبوع الأول من شوال «العودة» أياماً خارج الموسم الدراسي، وليس هذا سرا على الجميع، سواء كانوا مسؤولين أو معلمين، وهذا الأمر ولا شك يمثل «تجاوزاً» للنظام وإهداراً لجهود رسمية بذلت وتبذل من قبل جهات تخطط وتعمل على استغلال الطلاب لكامل الوقت المتاح لهم للتعلم.
ولعلي أتعاطى مع القضية من خلال كوني «ولي أمر» لطلاب «بنين وبنات» وما تمثله هذه القضية من «هم» كبير بالنسبة لنا، فنحن نحرص على عدم تخلف الأبناء عن الصفوف الدراسية، خاصة في هذه الأيام التي تكون بمثابة استرجاع وترسيخ للمعلومات، ولكن الذي يحدث بألم أن القائمين على شؤون التعليم في المدارس خاصة البنات تشهد تسيبا ولا مبالاة وتحريضا ظاهراً وغير ظاهر للطلاب والطالبات على عدم الحضور، وليس سرا أن أقول أن ابني وابنتي تخلفا عن الدراسة في الأسبوع الأخير من رمضان، بسبب أن المعلمين والمعلمات قالوا لهم ان حضورهم لا فائدة منه، ومن يحضر أو لا يحضر فالأمر سواء، وتقديراً لوضعية الصيام للمعلمين والمعلمات ونزولا عند رغباتهم الصريحة في تارات تم تغييب الأبناء أسبوعاً كاملا.
وبعد العودة في الرابع عشر من شوال، كنت أظن أن الجميع سيبتهل هذه الفرصة لاسترجاع ما فات من أذهان الطلاب، ومحاولة ترسيخ المعلومات قبل دخول معمعة الامتحانات، ولكن الذي حدث أنه في اليوم الأول تجلس الطالبات في مدرسة البنات دون معلمات، ومن حضرت منهن أثنت وبسخاء على من غابت منهن، ووصفتها بأنها هي «المثال» الذي يحتذى .. لأنها جلست تذاكر في منزلها، ومن حضرت السبت .. طلب منها ضرورة ألا تحضر الأحد، وهو ما كان !! ومن حضرت يوم الأحد كان مصيرها الإهمال والتندر والسخرية من المعلمات اللاتي تناسين أنهن مؤتمنات وأنهن يتقاضين مبالغ لقاء هذا الجهد الذي يؤدينه، وللحق فإن مدارس البنين أبدت حرصا ملموسا على الطلاب بعد العودة عكس الإهمال الذي لمسه جميع الأولياء من قبل مدارس تعليم البنات.
السؤال الكبير الذي يطرح نفسه بألم .. أين الجهات الرسمية المشرفة على هذين الجهازين من متابعة هذه الظاهرة ؟؟ وهل سكوتها رغم علمها التام، يعني إقرارها بما يحدث؟ وإن كان يمثل إقرارا .. فهلا كان الأمر من خلال قرار رسمي كالذي انتظرناه في الأسبوع الأخير من رمضان؟؟
قد يقول قائل ان الجهات الرسمية لا تستطيع إجبار الطلاب والطالبات على الحضور، ولا تستطيع مراقبة جميع المدارس والدخول مع المدرسين، فأقول انها لو تبنت زيارة المدارس في هذه الأسابيع وقامت بحصر الطلاب المتغيبين ومن ثم محاولة الاتصال بهم، والتقصي عمن يقف خلف هذا الغياب أو «التغييب» ومحاسبة المسؤولين في المدارس مدراء ووكلاء ومدرسين، لو تم هذا الأمر وأظهرت الجهات المسؤولة حرصا كبيرا للقيام بدورها المناط بها وتابعت من تساهل وحرض على غياب أبنائنا لحفظت للتعليم هيبته ووقاره!!
والغريب أن فترة الانقطاع التي شهدها طلابنا وطالباتنا باعتبار «تغييبهم» الأسبوع الأخير من رمضان وصلت إلى 34 يوما وهي مدة تحتاج لبذل جهد مضاعف للاستذكار مع الطلاب ومراجعة ما تم نسيانه من المواد، وهو ما لم يحدث من المعلمين والمعلمات!!
وأشكر جريدة الجزيرة على إتاحة هذه الفرصة لي للمساهمة في الكشف عن هذه القضية الهامة.
نوال إبراهيم المحمد بريدة حي الإسكان
|
|
|
|
|