| عزيزتـي الجزيرة
في بداية عودة الأخ رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك الأخيرة إلى رئاسة تحرير جريدة الجزيرة كتب الأخ راشد الحمدان مقالة بعنوان «الجزيرة من جديد» جاء فيها: يوم كانت الجزيرة ملء السمع والبصر كان يقود سفينتها خالد المالك الذي يحب النجاح والتفوق والحريص على أن تكون المساحة من حوله بيضاء نقية تفوح بعطر الحب والتعاون والإخلاص. ولا أدري كيف فتح الله على أذهان إخواننا الكرام فبحثوا عن خالد المالك حتى أقنعوه بالعودة مرة أخرى إلى كرسي النجاح.
ويمضي الكاتب قائلاً: والجزيرة التي لها صدى في قلوب سكان المملكة ومكانة في قلوب الكثيرين من القراء من داخل الوطن وخارجه، تحتاج إلى مثل خالد المالك ولمساته المعروفة وغير المعروفة وهو القادر إن شاء الله على أن يلوي لها الأعناق ولكنه يحتاج إلى زمن ليس بالقصير.
وقد صدق حدس الأخ الكاتب فيما يمكن أن تشهده الجزيرة بوجود أبي بشار من نجاحات لكنه أخطأ في التقدير بقوله: إن ذلك يحتاج إلى زمن ليس بالقصير. فها هي الجزيرة بعد سنتين فقط تعود لتصبح من جديد ملء السمع والبصر بفضل الخطوات التطويرية التي شهدتها في هذه الفترة واللمسات الإبداعية التي شملت كل أبوابها وزواياها وبفضل المساحة الواسعة التي أفردتها لحرية الرأي الملتزم بآداب النشر والتحرير وبأخلاقيات المجتمع بفضل ذلك كله فرضت الجزيرة نفسها على آلاف القراء الجدد وبلغت ما بلغته من سعة الانتشار والتواجد في كل مكان وفي كل بيت حتى أصبحت بالنسبة للكثيرين ضمن الاحتياجات اليومية التي لا غنى عنها. بل أصبح لها منزلتها الخاصة لدى المواطنين العاديين الذين صاروا يجدون في ثناياها صدى واسعا لأصواتهم لدى المسؤولين والمعنيين بقضاياهم واحتياجات التنمية لمدنهم وقراهم.
لكن وهذا بيت القصيد يعاب على الجزيرة في هذه الفترة الزاهرة أنها تنكرت لبعض رفاق دربها الطويل الذين وجدوا أنفسهم بحاجة إلى زمن ليس بالقصير كي يوطدوا علاقاتهم بوسائل نشر أخرى ما كان لهم من تواصل معها من قبل بل كان تواصلهم محصورا مع هذه الجزيرة التي عرفتهم وعرفوا من خلالها وما كان يدور في خلدهم أنهم سيواجهون مثل هذه المعاملة غير المنصفة. وهذا المصير المحرج بعد تلك القرابة القوية والتواصل الحميم.
أعرف أن مثل هذا العتاب بهذا الأسلوب القروي قد يحجب هذه الكتابة ولكن لعله لا يتسبب في ذلك فعودة خالد إلى الجزيرة هي اختبار حقيقي لقدرته على تطوير العلاقة بالآخرين لا تحجيمها كل الآخرين وليس بعضهم فالخوافي قوة للقوادم.
مع وافر الشكر والتقدير إلى سعادة رئيس التحرير
محمد الحزاب الغفيلي
|
|
|
|
|