| منوعـات
*
* يوكاسيارفي السويد - رويترز:
اوجد تدفق السياح على اقصى شمال السويد للمبيت في اكواخ تنحت كل عام في الجليد فرص عمل جديدة في هذه المنطقة التي تعاني الكساد.
ويغير تدفق الزائرين على فندق الثلج السويدي اتجاه السكان المحليين للخروج جنوبا بحثا عن مناخ اكثر ملاءمة للعمل.
ويجتذب الفندق المقام في بلدة يوكاسيارفي الصغيرة على مسافة 200 كيلومتر شمالي الدائرة القطبية الشمالية السائحين الذين يجيئون من مختلف ارجاء العالم لرؤية اول فندق في العالم يبنى بالكامل من الثلوج والجليد.
ويجتذب الفندق 35 الف زائر سنويا ويوفر مئات فرص العمل رغم انه يذوب كل صيف ويتعين بناؤه من جديد كل خريف باستخدام ثلاثة آلاف طن من الجليد و30 ألف متر مكعب من الثلوج.
ويقول اينجيف برجفيست مؤسس الفندق ومالكه الرئيسي لرويترز: انا مقتنع ان المزيد من السكان كانوا سيتركون منطقة كيرونا لو لم ننشئ هذا المشروع.
ومنطقة كيرونا التي تضم بلدة يوكاسيارفي هي منطقة شاسعة في شمال السويد تعادل نحو نصف مساحة سويسرا وتضم اراضي خالية ومنجما ضخما للحديد وعددا قليلا جدا من السكان.
وتراجع عدد سكان منطقة كيرونا بنحو الثلث على مدى الاعوام العشرين الماضية الى 23 ألف نسمة مع فرار الشبان والشابات من البرد والظلام الى المناطق الجنوبية من السويد حيث تزيد الكثافة السكانية.
وقبل عشر سنوات فقط كان عدد لا يذكر من السياح يسافر الى هذه المنطقة من السويد حيث تنخفض درجات الحرارة الى 45 درجة مئوية تحت الصفر ونادرا ما تبزغ فيها الشمس في الشتاء.
ولكن في فندق الجليد حيث يبيت الضيوف داخل أكياس للنوم أعدت بالمواصفات القطبية وقبعات من الفراء للتعايش مع درجات الحرارة المتدنية فان هذا الجو الجليدي هو مصدر الجذب للمكان.
وهنا حيث تستقر درجة الحرارة على خمسة تحت الصفر يمكنك النوم على فراش منحوت في الجليد و ستقدم المشروبات للنزلاء في اكواب منحوتة من الجليد، كما يمكنك ايضا ان تطلب العشاء في اطباق من الجليد.
ويمكن للزوار المتجمدين الحصول على بعض الدفء داخل حمامات البخار «الساونا» حيث تبقي نار مشتعلة على الدفء في اوصال الزوار.
ويمكن للنزلاء الاختيار بين 66 غرفة وجناحا يحتوي العديد منها على اعمال نحتية من الجليد.
ويمكن للزوار اقتراض ملابس ثقيلة واحذية طويلة والقبعات والقفازات التي لا غنى عنها خاصة عند القيام بالانشطة الخارجية مثل التزلج وركوب الزلاجات التي تجرها الكلاب.
واصبح تسخير المناخ السيئ لاقامة اعمال ناجحة مصدر الالهام لسكان المنطقة مما جعلهم يدركون مدى خصوصية وغرابة ثقافتهم والطبيعة المحيطة بهم بالنسبة للاجانب.
ومن قبل كان سكان المنطقة يعملون اما في منجم الحديد المملوك للدولة او في مركز اطلاق تابع لمؤسسة الفضاء السويدية. اما الان فيتزايد عدد العاملين في السياحة كل عام.
ويقول بيرجفيست: الافاق المستقبلية لكيرونا اصبحت جيدة جدا الان مع وجود نشاط التعدين والفضاء وخاصة السياحة.
ومنذ بناء فندق الجليد الاول قبل 11 عاما زاد عدد سكان يوكاسيارفي الى مثليه مع ظهور انشطة مثل الحافلات وسيارات الاجرة المستفيدة من السياحة.
وقال بيرجفيست: ابلغني سائق سيارة اجرة انه في هذه الايام في الشتاء يمكنه القيام بسبع نقلات في النهار، من قبل لم يكن يقوم سوى بنقلة واحدة.
وبلغ حجم الاعمال السنوي لفندق الجليد 100 مليون كرونة سويدية (9.62 مليون دولار) وزاد عدد زواره الى مثليه منذ عام 1999، ويتوقع بيرجفيست ان يتوسع الفندق بدرجة اكبر.
وقال: اننا نطور الفندق بحيث يجتذب المزيد من السائحين... وستقام فنادق اخرى في المنطقة وشركة الطيران السويدية ستزيد على الارجح عدد رحلاتها للمنطقة.
والجليد الذي يجلب من نهر تورني لبناء الفندق يعد سلعة مهمة ايضا.
وقال بيرجفيست: هذه سوق مهمة وتطوير مهم للعمل فنحن نتعلم بالممارسة.
وقبل بضعة اشهر في افريقيا نحتت حانة من الجليد وقت سباق باريس دكار للسيارات، لكنها ذابت بعد يوم واحد بسبب حرارة الجو في دكار.
|
|
|
|
|