| الاقتصادية
* تحقيق محمد آل ماضي
أحد المواطنين بمحافظة رنية التابعة لمنطقة مكة المكرمة يملك بئراً في فناء منزله حيث تحول ماؤها الى بنزين بعد تسربه من محطة وقود بالقرب منه والتي تبعد حوالي 250 متراً.
«الجزيرة» قامت بالتحقيق حول هذا الموضوع والتقت المواطن البالغ من العمر 73 عاماً تقريباً والذي قال حفرت هذه البئر منذ أكثر من 55 عاماً، والغرض من حفرها في ذلك الوقت السقيا وان استعين بها في بناء المنزل وهو من الطين، وعندما غيرت منزلي الى بلك لا تزال البئر في المنزل حيث بنيت على أطرافها سوراً وغطيتها من جميع النواحي للاستفادة منها لان ماءها حلوٌ وصالح للشرب ولم يطرأ عليه تغيير طيلة هذه المدة.
وحول صدور أي رائحة بنزين طيلة هذه الفترة؟ أجاب قائلا: لقد شممت رائحة بنزين تنبعث من البئر وطلبت من أولادي التأكد من هذا الأمر فاجابوا ان البئر أصبح ماؤها بنزيناً قاتم اللون كريه الرائحة. ويضيف العم رشيد الدوسري انه قام بعدة شكاوي على جهات الاختصاص بالمحافظة وحضر الدفاع المدني وشاهد البئر حيث تم سحب دلواً من البئر للتأكد من الوضع وبعد ذلك قام الدفاع المدني بشفط المياه المختلطة بالبنزين وإخراجها حتى تخف الرائحة في المنزل ثم طلب مني الدفاع المدني تغطية البئر تجنباً للخطر لآن للبئر فتحتين 17*17 وليست مثل كل الآبار وانني كنت مهتماً بها اهتماماً شديداً ثم قام الدفاع المدني بإغلاق محطة الوقود القريبة من المنزل لمدة 7 أيام لكي يتأكد من تسرب البنزين إليها.
ماذا حدث بعد انقضاء هذه المدة؟ قال: بدأ يخف اللون القاتم لكن الرائحة مازالت باقية وقد احتفظت ببعض الجيكات المملؤة بالبنزين ثم بعد ذلك حضر الدفاع المدني للمرة الثانية للكشف عن تغير الماء وكمية البنزين وأضاف: بدأت تقل كمية البنزين عما كانت عليه من قبل اتضح للدفاع المدني أن كل هذا ناتج عن تسرب في توانك المحطة القريبة من منزلي والتي تأكلت بفعل الصدأ وأصبحت القضية الآن تحت تصرف الدفاع المدني.
وعاد انتشار رائحة البنزين في المنزل وفي هذه الأثناء قمت بنفسي وأخرجت دلواً من قاع البئر مملوءاً بالبنزين أخذت أفكر في الأمر من أين أتى هذا البنزين المركز الصافي والذي يميل الى الإحمرار. في هذه اللحظة تذكرت أن هنالك محطة وقود تبعد عن البيت 300 متر تقريباً لأحد تجار رنية وبين منزلي والمحطة أكثر من شارع وبعد مرور ثلاث ليال اخذت الرائحة تزيد الشيء الذي أزعجنا كثيراً حيث أصبح الجلوس في المنزل أمراً غير محتمل وذلك لشدة الرائحة المنبعثة من البئر.
وقمنا بزيارة البئر والاستفسار من بعض الجيران ومنهم عبدالله الدوسري وسعد الدوسري وسألناهما عن هذا الموضوع: فأجاب أحدهما قائلاً انني شممت رائحة بنزين وكنت احسبها من خزان وقود السيارة ولم يكن في بالي أنها من هذه البئر واستفسرت أيضاً من المواطن سعد الدوسري وقال: انني اتفق مع كل ما قاله الأستاذ عبدالله الدوسري.
«الجزيرة» اتجهت الى محطة الوقود وشاهدت الوضع على الطبيعة والتقت بصاحب المحطة الشيخ حمد بن خميس الدوسري وقال: ان المحطة قديمة عمرها الافتراضي اربعون سنة وقمنا بايقافها وتحويل موقعها الى وحدة سكنية للاستفادة منه واستثماره.
تسرب قديم
مدير إدارة الدفاع المدني بمحافظة رنية المقدم حسن مصلح الثقفي ذكر ل«الجزيرة» ان هذا التسرب قديم قبل قيام صاحب المحطة بتغيير التوانك القديمة أما الآن فإن كل التوانك جديدة ولا يوجد بها أي تسرب في الوقود. أما بالنسبة للتسرب الذي حصل فهو قديم ومع مرور الوقت اختلط بالماء، حيث أشار في نهاية حديثه ان مياه البئر ستعود الى طبيعتها بإذن الله.
|
|
|
|
|