| مقـالات
في رمضان الماضي حجزت من الرياض شقة مفروشة، وقد وصلت إلى مبتغاي ووجدت الشقة جاهزة، وقد وجدت ان العمارة جيدة وحديثة وقريبة من الحرم، لكن هناك عدة أمور قضت على هذا الإعجاب، ولنأخذ هذه العينة من الفجوات الموجودة في الأجنحة المفروشة:
كافة الفنادق والشقق المفروشة الفاخرة تتعامل مع بطاقات الائتمان وبطاقات الصراف الآلي في الوقت الذي لا تتعامل هذه الأجنحة إلا بالكاش، فماذا يفعل الذي لا يجد أجرة السكن جاهزة في محفظته خاصة إذا كان مغادراً فجأة وفي آخر الليل؟.
عامل من الأجنحة المفروشة يقوم حال وصولك بجرد كامل لموجودات الشقة، ويتم توقيعك عليها، مع ان الساكن يكون مرهقاً، وهو في الغالب يبصم على القائمة، دون ان يدقق في محتوياتها ليرتاح من عناء السفر.. وللعلم فقد حددت إدارة الأجنحة كأسين لكل شقة وهي من الزجاج الفاخر.. فماذا يعمل بها، إذا كان سكان مثل هذه الشقة لا يقلون عن أربعة أو خمسة.. هل الأكواب غالية إلى هذه الدرجة.. ثم لماذا الجرد أصلاً في شقة، يفترض ان من يسكنها هو من الشريحة المرتاحة؟!.
3 وإذا أراد ساكن الشقة الاتصال بخارجها على صديق أو على مسؤول خدمة التنظيف، فإن عليه ان يطلب ما يريده مباشرة من موظف الاستقبال، إنه الخوف من ان يفر النزيل من السكن دون ان يدفع أجرة الهاتف، والخوف من ان يستند أي عامل، حين يغيب على انه كان يؤدي خدمة لشقة معينة!.
حتى المخدات والبطانيات عدمها أحسن من وجودها فهي قليلة ومحدودة في الوقت الذي نجد هذه الأشياء موجودة في الدواليب وبكميات كافية في العديد من أماكن الشقق المفروشة المماثلة!.
أما مدخل ومخرج الشقق المفروشة الفاخرة، فهو قابل لأن يكون مقفولاً في أي لحظة من قبل رواد مطعم ملاصق لهذه الشقق، فأين يوقف سيارته من يريد الوصول إلى مدخل البناية لإنزال شنطته أو حاجياته، هذه الحالة تعكس قلة موظفي الحراسة أو عدم وجودهم أصلاً!.
أما النظافة وتغيير الفرش فهي أمور غالبا تتم بالطلب.
هذه عينة بسيطة من المعاناة التي واجهتها وانا أسكن في هذه الأجنحة الفاخرة.. في الوقت الذي يشهد سوق الشقق المفروشة في الأماكن المقدسة بالذات ازدهارا يفوق ما تشهده الفنادق، لأن أغلبها أصبحت في جودة الخدمة تضاهي الفنادق.
إن الفرق بين العمل الجيد وغيره لمسات خفيفة من يدركها سوف يصعد سلم النجاح بوتيرة متسارعة، ومن لا يدركها عليه انتظار العكس.
|
|
|
|
|