| العالم اليوم
* برلين د ب أ:
ارتفعت معدلات البطالة في ألمانيا للشهر الثاني عشر على التوالي في كانون الاول /ديسمبر الماضي. لتلقي بظلال قاتمة على فرص المستشار الالماني جيرهارد شرويدر في الفوز بفترة ولاية ثانية في انتخابات الخريف المقبل. فقد ذكر مكتب الاحصاء الفدرالي أن عدد العاطلين. وفقا للارقام غير المعدلة التي تخضع لرقابة دقيقة في ألمانيا. قد زاد بواقع 000.175 عاطل ليصل العدد إلى 9.3 ملايين عاطل. أي نسبة 6.9 بالمائة. أما بالنسبة للارقام المعدلة موسميا فقد كان الوضع أفضل من المتوقع حيث حددت هذه الارقام الزيادة في عدد العاطلين ب 000.6 عاطل فقط. وقال المكتب أن معدل البطالة في الشرق الالماني. الشيوعي سابقا. كان كئيبا حيث وصل إلى نسبة 6.17 بالمائة مقارنة بنسبة 1.7 بالمائة في الغرب الاكثر ازدهارا.
وذكر بيرنهارد ياجودا رئيس مكتب العمل الفدرالي «إنها نهاية ضعيفة لعام ضعيف». وأشار إلى أنه مع تراجع الاقتصاد العام الماضي كانت هناك زيادة شهرية في عدد العاطلين في ألمانيا.
وفي ظل هذه الاوضاع فإنه يمكن القول أن اتجاهات العمالة خلال الاشهر الثمانية القادمة هي التي ستحدد على الارجح فوز أو هزيمة شرويدر في الانتخابات الالمانية العامة في الثاني والعشرين من أيلول /سبتمبر القادم. وقد ذكر شرويدر في مؤتمر صحفي «إن أرقام (العاطلين) تصيبني بطبيعة الحال بالاكتئاب».
وأضاف قائلا أن حكومته بصدد الاعلان خلال الاسبوع القادم عن إجراءات بشأن الوظائف قليلة الدخل والاستثمارات العامة.ولم يعط المستشار. الذي بدا مرهقا. أي تفاصيل حول طبيعة هذه الاجراءات ولم يسمح سوى بسؤال واحد بعد إدلائه بهذا التصريح.
وكان شرويدر في تصريح متعجل بعد فوزه في انتخابات عام 1998. قد تعهد بتقليص عدد العاطلين إلى 5.3 ملايين عاطل بحلول يوم الانتخاب التالي. ومما زاد الامور سوءا أنه دعا الناخبين إلى التخلص منه إذا ما فشل في الوفاء بوعده. وهذه الكلمات هي التي تطارده الآن. وقد صرح راينر جونترمان الخبير الاقتصادي بالبنك الاستثماري دريسدنر. كلاينفورت بنسون فاسرشتاين في فرانكفورت بأنه «من الصعب توقع حدوث أي تحسن في سوق العمل خلال هذا العام». وقد استغلت المعارضة المحافظة التي كانت حتى شهور قليلة لا أمل لها على الاطلاق في الاطاحة بشرويدر هذه القضية وجعلت الآن. بانشراح وحبور. من موضوع البطالة حجر الزاوية الرئيسي في حملتها الانتخابية. وذكر زعيم المعارضة المسيحية الديمقراطية في البرلمان. فريدريتش ميرتس «لقد فشلت الحكومة فشلا ذريعا في سياستها بشأن الاقتصاد والعمالة». ومع توقع أن تتخطى البطالة الوطنية المؤشر الحساس لاربعة ملايين عاطل خلال الشهور القادمة. تحولت آراء المحللين وأجهزة الاعلام فجأة إلى ترجيح خسارة شرويدر التي كانت شبة متأكدة من فوزه.
وذكرت صحيفة تاجيسشبيجل التي نشرت صورة ضخمة لشرويدر وهو يرتعد وسط عاصفة ثلجية مصحوبة برسم بياني حول البطالة المتزايدة «إن البطالة هي التي ستحدد نتيجة الانتخابات». كما شنت صحيفة بيرلنر الناطقة بلسان يسار الوسط والتي تدعم الحكومة غالبا. هجوما قاسيا على المستشار بسبب ما وصفته بسجله «المخزي» في معالجة البطالة. وقالت الصحيفة ان الحكومة بدلا من إقدامها على إصلاح قوانين العمل. توقعت أن يؤدي الاقتصاد القوي إلى خلق وظائف.
|
|
|
|
|