| العالم اليوم
ما الذي يجمع بين اللوطيين الذين تظاهروا في باريس ضد المملكة، وبين كتّاب المقالات في الصحف التركية ضد المملكة بحجة الدفاع عن قلعة عسكرية تضايق ضيوف الرحمن، وبين فريدمان المتخصص في توجيه البذاءات للقادة العرب، وبين شيمون بيريز المحرض ضد المسلمين مروّجاً لمصطلح الإرهاب الإسلامي.
وأخيراً ما الذي يجمع بين كل هؤلاء وبين دعوات أعضاء الكونغرس الأمريكي وإعلامهم الذين يحرضون علناً بوقاحة ضد النظام التعليمي بالمملكة.
أن تقتضي مصلحة الدوائر الصهيونية والكيان الإسرائيلي في التحريض ضد المملكة العربية السعودية، لأن الاسرائيليين متأكدون منذ وقت طويل من أن مواقف السعوديين تجاه القضية الفلسطينية مواقف ثابتة ومبدئية لا تقبل المساومة وليس مثل غيرها تبيع القضية لمصلحة قطرية أو ذاتية، ولذا فقد وجدت الصهيونية العالمية وإسرائيل بأحداث الحادي عشر من سبتمبر فرصة لاستعداء الأمريكيين والغربيين عموماً ضد المملكة وإشغال قيادتها وشعبها من خلال تنظيم حملات إعلامية مبرمجة وموزعة الأدوار، وإذ بدأت هذه الحملات أول ما بدأت من داخل أمريكا بالذات لتتوافق مع الجو الإعلامي والغضب الاجتماعي في أمريكا بسبب المناظر المروّعة التي كانت تبث ليل نهار في المحطات التلفازية الأمريكية وبالتالي كان بدء الحملة في أمريكا انتهازية محسوبة بدقة وبعد أن بدأت مساحة الغضب الأمريكي بالتقلص، أوكلت المهمة للحلفاء الصهاينة داخل الدول الإسلامية فتلقف بعض الكتّاب الأتراك المهمة ونبشوا عن مسألة هامشية مضى عليها وقت دون أن تحظى بأي تداول إعلامي في وقتها، وفجأة وبعدزيارة بعض من أعضاء الكونغرس الأمريكي لتركيا، يفتح الكتّاب الأتراك ملف قلعة أجياد في مكة المكرمة التي أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد منذ أكثر من عام عن تنظيم وقف الملك عبدالعزيز للحرم المكي الشريف والقاضي برفع قلعة أجياد من مكانها المضايق لضيوف الرحمن وتسوية الجبل لإضافة أماكن جديدة تبنى عليها مجمعات سكنية واستثمارية لخدمة ضيوف الرحمن وتحقيق موارد مالية للصرف على الحرم المكي. وهذا الإجراء السعودي الهادف لخدمة المسلمين تكلمت عنه الصحف السعودية ونشر في وقتها العديد من المواضيع وتصريحات المسؤولين، ويومها لم نسمع من الأتراك أي اعتراض.. وبعد أكثر من عام أصبحت الشغل الشاغل لصحف تركيا ومجالاً لتوجيه الإساءات للمملكة..!!
ومن أنقرة إلى استنبول تنتقل الحملة الى باريس وهذه المرة يوجه الإساءة اللوطيون الذين تظاهروا منددين بمحاربة المملكة الانحلال الأخلاقي الذي ابتلت به البشرية ترويجاً من اليهود الذين نخروا من خلاله المجتمعات الغربية ويريدون تعميمه في الدول الإسلامية.
كل هؤلاء ما الذي يجمعهم ومن ينسق أعمالهم ويقدم لهم المعلومات والأموال؟!! لا نريد إلقاء التهم جزافاً ولكن الذي قاله شيمون بيريز في الهند كشف«المستور» كما يقول إخواننا المصريون فأقوال بيريز فضحت الأدوار وبيّنت الحلقة المفقودة التي تربط ما بين كتّاب تركيا ووزير خارجيتهم واللوطيين في باريس وصهاينة أمريكا في توجيه حملات العداء للسعودية والسعوديين.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|