| محليــات
*** يا نورة الدعجاني، وأنتِ قد وضعتِ يدكِ مع يدي على نزف «جناح الذُّل»، و«جناح الإذلال...»
وجئتِ في (عزيزتي الجزيرة) عدد الأربعاء الماضي، كي تكون لكِ وقفة النَّفاذ من بين أنسجة الجرح، تُخرِجين من مكامنه، ما يؤكِّد، أنَّ من الضرورة العناية الفائقة بالقيم الثقافية السائدة في نسق التربية (المجتمعية) بدءاً بالبيت، فالشّارع، فالمدرسة، فالمجتمع... كي يتمَّ إنقاذُ «الولد» ممّا عنهم، قد فقَدَ...
والتفاتة شكرٍ إلى كريم قولكِ، وجميل ثنائكِ...، فمرحباً بكِ في خميلة أمومتي، التي لا تنضبُ إحساساً بكِ، وبها، وبه...، وبكم جميعكم.
*** وأنتَ تُرسِلُ مع طيف اللَّون، شارة الإبعاد، إلى مسارب الطموح...، هلاَّ توقَّفْتَ، وأخذتَ في زوَّادتكَ دُعائي، كي يرافقكَ أيُّها الإنسان، مادمتَ تنبضُ؟.
هذا لكم...
أما ماهو لي فأقول:
*** كتب الصافي أحمد بشير من الخرطوم: «... ولا أعودُ مكرِّراً لما قرأت في لقائكِ الإثنيني مع قرائكِ في هذه الخميلة اليومية التي نستظل تحت عريشتها ما قاله أخوتي السودانيون الذين راسلوكِ، ولقد استأذنتكِ في أن تسمحي لي بالاستفادة من جملة من أفكار زاويتكِ الجميلة كي أقتطفَ من ثمراتِها بعضَ الأفكار وأكتبُها شعراً...، ذلك لأنَّني كلَّما قرأتكِ وقفت أفكِّر في اصطياد أفكاركِ، عفواً في اقتباسها، عفواً في «أخذها»، ولأنني لا أسرق، ولا أبيح السرقة فاسمحي لي أن أحوِّل نثركِ إلى شعر، وإنني على يقين بأنَّه لن يرقى إلى نثركِ، خاصة إن سمحتِ لي بتحويل الأفكار من نثركِ إلى لون شعبي نتعامل معه في السودان «الشعر الحلمنتيشي» وسأكون لكِ من الشاكرين».
*** ويا الصافي، أشكرك على هذا «الإحساس» بما أكتب، أنت وكافة الأعزّاء في السودان، فأنتم من أكثر المتابعين، وسعادتي بقراءة الصُّحف السعودية لديكم لا تقل أهمية وأولوية عن سعادتي بقراءتي. أما ما تودُّ من الاصطياد، أو الاقتباس، أو الأخذ، أو حتى «النقل» فافعل ما شئت، وقد أبحت ما أكتب لكل الناس ويكفي أنني أحقق هذا لديكم...، أمَّا هذا النوع من الشعر الجمعي المتعارف عليه لدى شعراء دول حوض الأبيض المتوسط وعلى وجه التحديد مصر والسودان (بالحلمنتيشي) فإنني من متابعيه وشديدة الإعجاب به، ولدينا شاعرة متميزة فيه بكلية آداب جامعة الملك سعود هي الدكتورة (سعاد السيد أحمد) وهي قد تغذّت إبداعاً جارياً كما نهر النيل السوداني... شكراً يا أخي... مع تقديري لكم جميعكم.
*** كتبتْ «صديقة القلم»: «لا أريد أن أذكر لكِ اسمي لأنني كنت زميلة لكِ في المدرسة، وأنتِ قد حققتِ لي كلَّ أحلامي التي كنا نمارسها فوق مقاعد الدِّراسة، ولن أذكِّركِ بشيء منها لأنني لا أريدكِ أن تعتصري ذاكرتكِ فتعرفيني، لقد أخذتني الحياة في موجاتها، تبعدني مرَّة، وتعود بي مرَّات، وقد فعلتْ بي الكثير من الجروح، والندوب، حتى أنني لم أعد أستطيع التعبير، وصدِّقيني يا خيرية أنني أعيش مع كلِّ أحلامي في الكتابة في كل حرف تكتبينه أنتِ، إنني الآن أسكن في جدة، وألمس أنَّ نادي جدة الأدبي على درجة من النشاط. لديهم ندوات ثقافية وأدبية ومطبوعات غير أنني لا ألمس للمرأة حضوراً أتمنى أن يتاح لي رؤيتكِ في أحد أنشطته. سوف أحضر حينذاك لكنني لن أعرِّفكِ نفسي، لأنني أودّ أن تظل ذاكرتكِ بنشوة أيام المدرسة، وخضرة أيامنا فيها حيث كنّا نرتع فيها نتقاذف كرات الثلج والمسطّح الذي يغطي غراس أرض مدرستنا في الرياض، وكنا نعفِّر بها كراساتنا...
لكِ... حبي...».
*** ولا أنكركِ القول يا صديقتي أنني فتحت بوابات وسراديب الذاكرة، وما كنت أغلقتها أبداً، وذهبتُ أستعيد الأسماء والأوجه القريبة التي كانت قد بدأت معي هموم الحرف منذ تلك المرحلة، لكن لتعدّد الأسماء... لم استطع صدقاً أن أضع عند اسم واحد وقفتي وأؤكد أنَّك هي...، فلا تبخلي عليَّ بمدِّ الجسر، وكشف النِّقاب... كي آخذ بالأسباب، وأطرق عندكِ الباب...
أما نادي جدة، فإنهم قوم أفاضل، هم على صلة بي دون بقية النوادي إلاَّ نادي المدينة فهم أيضا أصحاب صلة وتقدير...، وإن شاء الله نلتقي في أي مكانٍ بعد أن تمنحيني نافذة إلى حيث ينبثق ضوؤكِ ياصديقتي... مع شكري وتقديري وامتناني لكِ.
*** إلى:
أحمد ماجد الحسني: ربما يكون في الدراسة في هذه الكلية فرصة لك لأن تعاود نشاطك الذهني، ورغبتك في الاكتساب... لقد تعددت وكثرت نوافذ الخبرات يا أحمد، وكذلك منافذ استقطابها... فابدأ رعاك الله.
سامية عبدالحميد الشهري: ولسوف أحرص ياصغيرتي على قراءة موقعكِ في (الإنترنت)... لكن... احرصي أن يكون نافذة إلى معرفة شخصية مشرقة لفتاة الجزيرة صاحبة المبادىء والقيم والانضباط والعقل والإيمان من قبل ومن بعد.
وهذا ما أتوقعه من فتاة مثلكِ وعلى وجه الخصوص أنكِ في الخامسة عشرة من عمرك.
ثم، لماذا لا يكون موقعكِ باسمكِ الصريح كي يكون لكِ حافز إنجاز نحو نفسك؟
فكِّري يابُنيَّتي في ذلك.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص.ب 93855
|
|
|
|
|