رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 14th January,2002 العدد:10700الطبعةالاولـي الأثنين 30 ,شوال 1422

متابعة

قمة الإيجاد.. نجاح محدود في القضايا السياسية وتطلعات نحو تعاون اقتصادي
هل نجحت قمة الإيجاد في إبعاد شبح الضربة الأمريكية عن الصومال؟
القاهرة مكتب الجزيرة اماني الطويل:
لم تستطع قمة الايجاد المنعقدة في الخرطوم مؤخراً احراز نجاحات مؤثرة على صعيد قضايا القرن الافريقي الساخنة والمعقدة التي احتلت اجندتها ولكنها على اية حال حققت نجاحات نسبية في قضايا اخرى مطروحة اقليميا مثل قضية الارهاب والتنمية الاقتصادية.
ولعل اهم نقاط الفشل في هذه القمة هي تلك المتعلقة بالمصالحات الوطنية في دول الايجاد السبع.. فعلى الرغم من المخاطر التي تتهدد الصومال من سيناريو ضربة امريكية على اراضيه الا ان ذلك لم يحرّك الصوماليين لدرء هذه المخاطر عن بلادهم خصوصاً في ضوء السعي الاثيوبي لاستغلال هذه التهديدات الامريكية لصالحها في تقويض حكومة صلاد حسن المعترف بها عالمياً بحكم ما تقول به اثيوبيا من ارتباطه بحزب الاتحاد الاسلامي ذي الصلة مع تنظيم القاعدة المطلوب الاول امريكياً حول العالم وارتباط هذه الفوضى الشاملة المطلوبة اثيوبياً في الصومال في انهاء المطالب الصومالية باقليم الاوجادين المتنازع عليه بين البلدين والذي تعيش فيه اغلبية سكانية من الصوماليين وكان سبباً في حرب بين اثيوبيا والصومال ابان عهد الرئيس الصومالي سيادبري.
وقد عكست الملاسنات الساخنة بين وزراء صوماليين واثيوبيين الوضع المعقد بين البلدين حيث اتهم زكريا احمد الحاج وزير الاعلام الصومالي اثيوبيا بدعم فصائل انفصالية في بلاده وتدريبها عسكرياً ضد سلطة الرئيس الصومالي صلاد حسن الذي قال عنه وزير اثيوبي على هامش قمة الايجاد ان حكومته لا تسيطر الا على جزء من العاصمة الصومالية مقديشو.
وامام هذا الموقف المأزوم لم تستطع قمة الايجاد الا ترحيله بناء على اقتراح كيني بعقد مؤتمر جديد للمصالحة الوطنية الصومالية في نيروبي خلال مارس القادم ويكون تحت رعاية اثيوبيا وكينيا وجيبوتي واغلب الظن أن هذا المؤتمر سيكون تكراراً لمؤتمرات القاهرة وجيبوتي التي ما ان يتفق الزعماء الصوماليون فيها حتى يعودوا للانقضاض على عهودهم ومواثيقهم بعد اغراءات غالباً ما تكون اثيوبية تهدف في الاخير الى استمرار حالة الفوضى الصومالية وربما ممارسة دور الوكيل الامريكي فيها في حال اتخاذ القرار الامريكي بضرب الصومال خصوصاً ان المعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها واشنطن عن حزب الاتحاد الصومالي تكون كما كشفت العاصمة الامريكية عبر القناة الاثيوبية والتي اسهمت بشكل مؤثر في وضع بنك البركات الصومالي على اللائحة الامريكية للمؤسسات الاسلامية الراعية للارهاب.
اما على الصعيد السوداني فقد كانت عودة رياك مشار الى جون جارانج حليف البشير السابق في اتفاقية السلام من الداخل التي عقدت عام 1997 رسالة واضحة الى الخرطوم في تكتيل القوى الجنوبية ضدها في وقت يصل فيه المبعوث الامريكي للسودان الى الخرطوم مطلع الاسبوع الحالي وربما يكون هذا الجهد الامريكي سببا مباشرا في سحب السجادة من قمة الايجاد فيما يتعلق بالحرب الاهلية السودانية، تركز الجهود في محاولة التنسيق بين المبادرتين المصرية الليبية ومبادرة الايجاد للتسوية السلمية في السودان على صعيد كل الاطراف السودانية.
ولم تستطع قمة الايجاد أن تقدم جديدا على صعيد التنسيق بين المبادرتين والمطروح قبل عدة شهور رغم جهود الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وتأكيده ان اي حلول للمصالحة السودانية لا يمكن أن تطول وحدة السودان.
اما سجل لنجاح للقمة فيمكن في محاولة قادتها تجنيب الصومال ومنطقة القرن الافريقي مخاطر ضربة امريكية جدد تأكيدها كولن باول وزير الخارجية الامريكي مجددا في تصريحات لواشنطن بوست حيث اعلن مصطفى عثمان وزير الخارجية السوداني أن الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا «ايجاد» طلبت من القوى الامريكية التي تحاول ضرب الصومال الانتظار ومنح الهيئة فرصة لمعالجة مشكلة الارهاب في الصومال ولكن هل تمنح الادارة الامريكية هذه الفرصة للافارقة؟ على أية حال قرر الزعماء الافارقة السبعة اقرار تعاون على المستوى الامني في مكافحة الارهاب تتولاه لجان متخصصة تجتمع في غضون الشهر القادم الا ان هؤلاء الزعماء لم يتفقوا في قمتهم على تحديد مفهوم محدد للارهاب.
ويبقى اخيرا اجتماع القمة بزعماء دولها السبعة نقطة نجاح لدبلوماسية الخرطوم في الآونة الراهنة خصوصا في ضوء الحرب الاثيوبية الاريترية التي انتهت بهدنة قبل ثلاث اعوام وكذلك برود العلاقات بين السودان واوغندا التي تهتم كل منهما بدعم المعارضة على السلطة المركزية وعلى صعيد التعاون الاقتصادي فقد اطلع شركاء الايجاد الغربيون (ايطاليا النرويج الولايات المتحدة) على الاحتياجات المادية لتمويل التعاون الاقتصادي بين دول الاقليم خصوصا في مجالي الربط الكهربائي والصحة ورعاية لاجئي الحروب الاهلية وربما تكون قمة ايجاد التاسعة بداية دعم اقتصادي غربي لدول منطقة القرن الافريقي يسهم على نحو فعال في تحسين ظروف شعوب هذه المنطقة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[تعريف بنا][للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved