| مقـالات
كنت حين أقف أمام تلميذاتي أحدثهن عن «مصطفى كمال» وعن ثورته التي أحالت تركيا إلى مسخ لا ينتمي إلى أوروبا كما كان يحلم ولا تنتمي إلى تراثها العربي والإسلامي كما كانت.
فنقلها من أول القائمة الإسلامية العربية إلى ما بعد ذيل القائمة الغربية.
وظلت تركيا تعاني طوال هذه السنوات من جراء نزوة طارئة أفقدتها ملامحها التاريخية وأضاعت لغتها وحورتها إلى مقلدة لا تجيد التقليد!!
لا أنسى كيف كنت أحدث تلميذاتي عن هذه الحالة وأشبهها لهن بالغراب الذي أضاع مشيته ومشية الحمامة.
فما عاد غراباً مهيباً ولم يستطع أن يستحيل إلى حمامة ناعمة لدنة متعطفة الخطوات كما كان يحلم.
وتعود تركيا اليوم لتستعدي علينا العالم.. ولتلبس ثوب الغيرة على المآثر الإسلامية.
وتستحيل لديها قلعة أجياد إلى معلم ديني وتاريخي وأننا نحن العابثون بكل ما هو تاريخي وقيّم بضعف وعي وإدراك منّا للقيمة التاريخية للآثار وأهميتها في التاريخ الإنساني!
الآن تذكر تركيا التاريخ..
الآن تذكر تركيا أهمية التاريخ وأبعاده الإنسانية
وتنسى تركيا ما تفعله هي بكل ما هو ذو صلة بالقديم.. حتى تستعدي العالم على الحجاب الإسلامي وترفضه رفضاً يثير اشمئزاز كل الحريات العالمية التي تؤمن بأن قرار الدين والالتزام به هو حرية شخصية تقر ذلك أمريكا قبل أوروبا ولكن تركيا رفضته في وقت من الأوقات.
تنسى تركيا مواقف المملكة مع محنها وعظائم مصائبها وتنسى تركيا أن مبادئ هذه الدولة ورسالتها العظيمة هي خدمة بيت الله وحجاجه ومعتمريه.. ألا تتأمل تركيا في مسمى «خادم الحرمين» لكي تدرك أهم البنود التي تستند عليها سياسة الدولة السعودية..
إن أجياد وغيرها مواقع تاريخية لكن التقديس ليس إلا لبقعة ذات صلة بشعائر الدين القويم والمحافظة على أي موقع في مكة مرتبط بقيمته وأهميته في الشعائر الإسلامية..
وأجياد كانت ستبقى مع غيرها من المواقع التاريخية لولا أن أمر إزالتها سيجعل من الشعائر الإسلامية أكثر يسراً وأمناً ومحافظة على أرواح البشر.. وهذا أولى في التشريع الإسلامي..
الإسلام الذي لو قرأه هؤلاء بتمعن لأدركوا قيمه الإيمانية ولعرفوا على أي منهج هذه الدولة تسير في قراراتها وخططها المستقبلية.
fatamaalotaibi@ayna.com
|
|
|
|
|