| مقـالات
يأتي إلينا العصر بجديده الذي لا ينتهي، وهذا الجديد قد يكون جميلاً، وقد لا يخلو من القبح والسوء، لقد كنت بأحد الفنادق الضخمة بجدة التي يعجبك جمالها وروعتها حيثما وجهت نظرك فيها، فكل ما فيها يدعوك لأن تُقيّمها بأكثر من فئة الخمس نجوم وللأسف إلا زبائنها أو بعض زبائنها على الأقل، فعندما دخلت الغرفة المحجوزة وجدت لوحة صغيرة خلف الباب كتب عليها نرجو من ضيوفنا الكرام عدم أخذ المناشف وأدوات الطعام الخاصة بالفندق معهم، وإذا أرادوا بعضها فبالإمكان طلبها من الإدارة وبأسعار مخفضة!!صعقتني العبارة للوهلة الأولى، وأعدت قراءتها ثانية لأفهم المقصود بالضبط رغم أنه ليس بالصعب، ولكن عملية إسقاطه على واقع ذلك الفندق الفخم وزبائنه المفترض أنهم «فخمون» إن جازلنا التعبير، وقلت في نفسي إن حصل هذا هنا فما بالك بالنجوم الأقل أو بالفنادق عديمة النجوم أو بغير ذلك.ذكرت لصديقي ما رأيت ووجدنا بعد أن حاولنا توسيع دائرة النقاش أن الأمر يتعدى الفنادق ليصل المستشفيات، فكم من ملعقة تفقد هنا وصحن يفقد هناك وأدوات تنسل من هنا وأشياء تؤخذ من هناك، ويشارك بها طرفان إما موظفو المستشفى أو الفندق أو المنشأة أنفسهم.. بالطبع بعضهم.
وإما رواد تلك المؤسسة أو المنشأة من ضيوف وزوار ومراجعين، والمحصلة واحدة، والنتيجة لا خلاف على تسميتها، إنها بالتأكيد سرقة ولا شيء غير ذلك، وعقاب السرقة بثبوتها قطع اليمين فهل عرف السارقون ذلك؟ صارت السرقة عند البعض فخراً وانتصاراً، وللعصر عجائب وللحياة شجون وشؤون.. والله المستعان.
alomaril420@yahoo.com
|
|
|
|
|