| مقـالات
فن العلاقات.. هو المادة التي يجب أن يدرسها حتى الذين لم يحظوا بحظ وافر من التعليم.. ومنهم من يجيدها أكثر من المتعلمين في زماننا.. كل شيء يخضع في تحصيله أو تنفيذه أو كسبه بواسطة فن العلاقات.. لو كنت أول المتقدمين للحصول على رخصة قيادة مثلاً. او اقامة لمستخدمك.. او لايصال الماء إلى منزلك او الكهرباء فلا بد أن يصاحبك إلى ذلك «السيد فن العلاقات».ويعلم الكثيرون في زماننا هذا .. ان الحارس.. او الفراش او البواب قد يكون وسيلة للحصول على ما نريد أكثر من المسؤول الذي قد لا يكون له دور الا التوقيع.. ونحن نصرخ.. لابد من النظام.. والنظام هو الذي يسير الحياة والامور بأسلوب مطلوب.. وضروري ومع هذا فنحن نقفز.. بفن العلاقات.. اسوار النظام حتى ولو كانت مشمعة بالاحمر.. وهذا نتيجة السلبية من المسؤول الأول في الدائرة.. علماً أن بعض الدوائر.. اصبحت في الآونة الاخيرة تخضع عملها للنظام الصحيح والذي لا يأخذ من المراجع وقتاً طويلاً.. ومع هذا فقد دأب الكثيرون على ركوب موجة فن العلاقات للبروز والمراءاة فقط لا غير.. وهنا يحرجون معارفهم واقاربهم في الدوائر التي يراجعونها.
ان فن العلاقات .. علم قائم بذاته.. قد يبرز فيه غير المتعلم. يكفيه أنه انسان لبق.. ومن يظن أن العامة من الناس لا يعرفون اللباقة فقط اخطأ.. فقد يكون العامي أكثر لباقة من المتعلم. لان في زماننا رأينا حاملي الشهادة العليا «بعضهم» لا يتكلمون إلا من انافهم.. وهو أمر مخجل.. لانه نقص في فهم معنى العلم. فالعلم وسيلة تهذيب.. وتواضع.. ومعرفة بالوسائل التي تصل إلى قلوب الناس.. لا أن يكون العلم. وسيلة للكراهية والتعالي. وقد عرفنا في مجتمعنا السعودي كثيراً من اقل الناس علماً وثقافة يديرون أهم الاعمال بعقول راجحة.. لانها صاحبة خبرة ولانها اصطكت كثيراً بمنغصات الحياة. انهم العصاميون.
بقي أن نعرف أن فن العلاقات يصاحبه الهدوء في النقاش ومداولة الرأي وتحقيق الطلب. وبهذا نكون قد طرقنا ابواب القلوب الاخرى بمطرقة المودة والحب.. والسحر الكلامي الذي لا يدخل في باب التحريم او الكراهية او البغضاء.
|
|
|
|
|