| مدارات شعبية
** يتعرض أدبنا الشعبي الاصيل بكافة اشكاله والوانه ومسمياته لاسيما في الآونة الاخيرة لحالة من الخطر المحدق.
فبعد ان كانت تلك النوعيات من الاداب تمثل اللغة الصادقة، والعنصر الارتكازي في التربية والفروسية والحث على التمسك بالقيم..والتعبير التلقائي الصادق وغير المبتذل عن واقع وهموم وشجون المجتمعات صغيرها وكبيرها.
* تحول هذا الادب الرائع في خضم الزخم الهائل من وسائل النشر الرخيص الى مادة رخيصة يتعاطاها ويتداولها المستشعر قبل الشاعر..والجاهل اكثر من الفاهم، وفاسد الذوق اسرع من المتذوق الحقيقي «؟!».
* لست وحدي الذي ارغم على التعامل مع هذا الوضع كحقيقة لا تقبل التأويلات..فالمتابع لكل ما يجري على الساحة الشعبية، وخصوصاً في ظل التنافس غير الشريف،وغير المنضبط، وغير المسئول بين عينات من الصفحات والمجلات المتزايدة باسم الادب الشعبي، سيلمس دون ريب مدى تنامي الاسفاف والغث على حساب السمين والاصالة «؟!».
* المتابع ايضاً يدرك بداهة مدى انحراف الذائقة الادبية الشعبية مؤخراً مع الاسف عن مضامينها وثوابتها واهدافها الى ظواهر وحالات يغلب عليها الطابع المغرق في الميوعة الطاغية..والتوظيف البليد لبعض المفردات الغريبة..مع الاعتماد على مدى «لمعة» صورة صاحب المعلقة المنشورة..؟!
* وهذا بالتأكيد لا ينفي ان هناك العديد من اصحاب الغيرة الحقيقية على هذا الموروث من شعراء ومهتمين مازالوا يضيئون شمعة هنا واخرى هناك، ممن يحرصون على ان يظل محافظاً على اصالته ورونقه وقيمه ..ولكنهم يكادون يكونون قلة مقارنة بمن يقفون في الجانب المعاكس.
** كذلك يوجد عدد محدود من الصفحات والمطبوعات ما تزال تستشعر مسئولياتها..فلم يجرفها تيار الحداثة..ولم يجذبها بريق الاصباغ والمساحيق عن الالتزام بواجباتها وامانتها تجاه ما تمثله من جوانب ومعان تندرج تحت مسمى «شعبي»..وهنا تكمن الفروقات بين المسئولية واللامسئولية.
* ستحاسبنا الاجيال القادمة عندما تقلب الصفحات وستحاسبنا اكثر على تفريطنا بالقيمة الحقيقية لهذا الموروث..وعلى افراطنا بالسكوت على مايجري من سفه وعبث تحت ذرائع التحديث والتطوير..والى ماهنالك من دعاوى فارغة هبطت بالذوق العام الى الحضيض..كما هبطت بالعديد من خصوصياتنا وعاداتنا الاصيلة، وحولتها الى مجرد حكايات واساطير ربما يعف البعض عن تذكرها او ذكرها «؟!».
بيت القصيد
اللي ماله اول ماله تالي
محمد الشهري
|
|
|
|
|