| عزيزتـي الجزيرة
أحدثكم اليوم عن رجل من رجالات التعليم بمنطقة عسير قدم للتعليم خدمات جليلة كان اهمها ان صنع اجيالا متعاقبة لمدة تربو على ثلاثة وثلاثين عاما تنافست على خدمة الوطن في مجالات شتى، إنه الاستاذ سعيد بن عبدالله البريدي أحد العلامات المضيئة والمتميزة في الساحة التعليمية بمنطقة عسير والذي باختياره للتقاعد المبكر هذا العام 1422ه يطوي ثلاثة وثلاثين عاما من العطاء المتميز في مجال التدريس والادارة والاشراف التربوي.
لقد التحق بالمدرسة السعودية (مسلمة بن عبدالملك) حاليا عام 1374ه، حيث درس على أيدي كثير من المعلمين البارزين في المدرسة آنذاك من امثال الاستاذ محمد سعد بحيبحاء والاستاذ ابراهيم بن فايع والاستاذ عبدالهادي بن غانم والاستاذ درويش وافي وغيرهم. وبعد تخرّجه فيها التحق بالمعهد العلمي عام 1381ه ليتخرَّج منه عام 1386ه، ثم التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية لدراسة اللغة العربية.
وبعد تخرُّجه فيها عام 1389 1390ه. عمل معلما للغة العربية عام 1390ه في الثانوية الاولى بالخميس حينما كانت في مبنى واحد مع المتوسطة الاولى وبعد ان استقلت الثانوية الاولى بمبناها الجديد عام 1391ه جمع بين التدريس وادارة المدرسة، ثم ما لبث ان تفرغ في العام التالي لإدارة المدرسة حتى عام 1420ه ليسهم بعد ذلك بما حواه من خبرات تربوية وكفاية عملية في ميدان الاشراف التربوي كمشرف تربوي في شعبة الادارة المدرسية في مركز الاشراف التربوي في خميس مشيط التابع للادارة العامة للتعليم منطقة عسير حتى اختار هذا العام 1422ه ليكون موعدا لتقاعده المبكر مودعا زملاءه بعد ان ادى واجبات الرسالة التربوية التعليمية على اكمل وجه عبر مشواره الطويل الحافل بالعطاء المثمر، وقد عرف عن الاستاذ سعيد البريدي طوال حياته العملية التميّز في العطاء وجودة الأداء في كل الاعمال التي اوكلت اليه الى جانب ما تمتع به من ثقافة عامة وسعة اطلاع وخلق كريم ومشاركة فعّالة داخل مجتمعه مما أكسبه محبة الناس وتقديرهم له، كما انه حظي بحفاوة بالغة وتقدير عالٍ من قبل زملائه وتلاميذه. أتمنى لأبي عبدالله التوفيق والنجاح ودوام المسرات في حياته الجديدة وفي ظل اسرته الكريمة، ولعلني اتذكر أنه عندما كانت فرص اللقاء تجمعني به كنا نتبادل هموم الثقافة ونفتح صفحات التاريخ ونضع على بساط البحث والنقاش الاحلام والآمال وشيئا من المواجع حول التعليم والتربية والاجيال، ونتذاكر مسميات بعض الكتب والمؤلفين والكتّاب البارزين في صحافتنا المحلية، لقد كان يأسرني بقوة ذاكرته لما يرويه من محفوظاته الشعرية ورغبته المتجددة دائما في المطالعة وعودة لتاريخ هذا الرجل فأقول:
لقد كانت الثانوية الاولى على مدى ثلاثين عاما ماضية لا تُعرف الا باسم (ثانوية البريدي) نظراً لما تركه عليها من بصماتٍ واضحة كان في طليعتها تعامله مع تلاميذه وحرصه الشديد عليهم ومقدرته العملية وسعيه المخلص الى تحقيق رسالتي التربية والتعليم حتى تجلّت اهدافه التي سعى اليها وتحققت في تلاميذ مدرسته وتجلّت في رغبتهم الالتحاق بثانوية البريدي التي هي في نظرهم «الجامعة المنيرة» التي تسبق الجامعة، وأنا من هذا المنطلق وتخليد لذكراه ورمز لعطائه وكنوع من الوفاء لهذا الرجل الذي قضى في هذه المدرسة ثلاثة وثلاثين عاما اتمنى على مقام وزارة المعارف ان تطلق على هذه الثانوية الاولى بالخميس مسمى (ثانوية البريدي) وهو اهل لهذا الشرف والتكريم.
محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط
|
|
|
|
|