|
| عزيزتـي الجزيرة
بعد أسابيع قليلة ينتظم المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية لهذا العام 1422ه في لقاء متجدد للفكر والثقافة والأدب والفنون الأصيلة، وحضور كبير لرموز الفكر والابداع العربي من داخل المملكة وخارجها من الدول الشقيقة ومشاركات من غير العرب المهتمين بفكر وتاريخ وحضارة هذه الأمة .
لقد أعطى الحرس الوطني أبعادا وطنية وعربية وإسلامية هامة لهذا المهرجان عبر مناخ جاد ومفتوح ومسؤول لطرح قضايا الأمة وتحدياتها، ومقومات وإشكالات تواصلها مع العالم ومع غيرها من الحضارات وتأصيل روح الحوار من خلال الندوات الهامة والأمسيات واللقاءات بين مفكري الأمة وغيرهم، حتى بات مهرجان الجنادرية واحدا من أبرز وأشمل المهرجانات العربية وبدأ يأخذ أبعاده الدولية التي نأمل أن تتسع وترسخ بمزيد من المشاركات الفكرية العالمية، خاصة في هذه المرحلة وهذا التوقيت الذي تشهد فيه المملكة خاصة، والأمة العربية والإسلامية عامة تحديات جسام وحملات ظالمة من قوى الشر والإعلام ودوائر الصهيونية المتحكمة في القرار السياسي والاقتصادي والتوجهات الإعلامية في الولايات المتحدة خاصة والغرب والكثير من دول ا لشرق غير الإسلامي، وما تعكسه تلك الحملات الحاقدة من معاداة للمسلمين وسوء فهم متعمد أو غير متعمد للإسلام الذي هو دين السلام والتآلف والرحمة.
إن النجاحات المتوالية والمتزايدة لمهرجان الجنادرية محليا وعربيا لم يكن لها أن تتحقق لولا توفيق اللّه ثم الدعم الكبير والرعاية المستمرة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ا لأمين حفظهما اللّه والتوجيهات ا لكريمة من سمو ولي العهد بأن يكون المهرجان ملتقى عربيا فاعلا يخدم الأمة ومنطلقاتها الحضارية الراسخة، وتمكين هذا الملتقى الكبير بكل مقومات النجاح من حرية المناخ الفكري والتجهيزات الأساسية المتطورة، وتعزيز قدرته على بلورة الطروحات والرؤى للمفكرين والمبدعين . كذلك الدعم والاهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني الذي لا يدخر جهدا من أجل ترسيخ نجاحات أهداف المهرجان والمتابعة المستمرة والطموحات العريضة من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز مساعد رئيس الحرس الوطني للشؤون العسكرية وقد عهدناه فارسا رائدا ومسؤولا شاملا يقود تفاصيل برامج المهرجان الوطني للتراث والثقافة وتعزيز فعالياته، وتوسيع وتعميق دائرة الحضور العربي والإسلامي والعالمي لاثراء ساحة العمل المشترك وتلاقي الفكر والرؤى حول أبرز قضايا الأمة وتحدياتها لقد استقبلنا بمزيد من البشر مقدمات المهرجان القادم المتمثلة في الأوبريت السنوي الذي صاغه الدبلوماسي والأديب الشاعر المتميز الدكتور غازي القصيبي «بعنوان أنشودة العرب ويقوم على تلحينه الفنان الكبير محمد عبده وكلاهما فارس للإبداع السعودي بأحاسيس رحبة وممتدة إلى الساحة العربية وتاريخ وحاضر هذه الأمة وأمجادها وثوابتها ورسالتها الحضارية عبر التاريخ الطويل. وإذ نحيي بالاعتزاز والتقدير هذه الجهود والمتابعة الحثيثة والتوجيهات السديدة من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد اللّه بن عبد العزيز وجهود القائمين على هذا المهرجان الوطني العربي الكبير، فإنني أبث عتابا على وسائل ا لإعلام والصحافة بشكل خاص على عدم استمرارية متابعة هذه الجهود ، فالتحضيرات لدورة جديدة للمهرجان تبدأ عقب انتهاء المهرجان ا لسابق تقييما وتخطيطا وبرمجة وخططا وتجهيزات، وهذا يعني تراكمات مهمة من الأخبار تستدعي المتابعة والمناقشة مع المسؤولين المعنيين ورجال الفكر والثقافة والأدب والفنون لتقديم المزيد من الأفكار والجوانب التي بالتأكيد تجد اهتماما من القائمين على المهرجان وفي مقدمتهم سمو الأمير الشاب متعب بن عبد اللّه، وأخذ الصالح منها وتطويرها وبلورتها إلى الواقع . لكن أن تقتصر التغطيات الإعلامية المحلية على المتابعة الموقوتة المرتبطة بزمن المهرجان أو قليله بقليل فستكون نتائج التغطية موقوتة أيضا، وهذا ما لا نحتاجه ولا يخدم استمرارية أهداف المهرجان . ومن شأن الطرح المستمر لبرامج المهرجان محليا توسيع دائرة الاهتمام عربيا ودوليا، خلال العام من خلال صدى الطرح الإعلامي المحلي . كما نتمنى من المنظمين للمهرجان التواصل مع ا لإعلام العربي طوال شهور الاستعداد ليتمكن مثقفو الأمة من التفاعل مع أهداف المهرجان ورسالته وليس فقط خلال أيام الفعاليات، وأخيرا نتمنى جميعا للمهرجان النجاح وللقائمين عليه التوفيق والسداد وأن يأخذ بيد صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد اللّه بن عبد العزيز ويوفقه لإخراج هذا المهرجان بكل نجاح وإنا لمنتظرون لرسالته والجديد من برامجه وفعالياته التي ستصل إلى الأمة بأهداف خيرة فكرا ولقاء وابداعاً وتواصلا، وحاملة رسالة حضارية إلى ساحة الفكر في العالم ..ألف تحية لسمو الأمير متعب ومجهوداته القيمة والى أبعد الحدود واللّه ولي التوفيق.
مصطفى محمد كتوعة
|
|
|
|
|
