| متابعة
* الخرطوم من ماثيو جرين رويترز:
قال الرئيس الصومالي عبد القاسم صلاد حسن يوم الجمعة إن الصوماليين يشعرون «بالذعر» بسبب حملة دعائية أمريكية تصف بلادهم بأنها ملاذ آمن محتمل لأتباع أسامة بن لادن.
وقال حسن في مقابلة مع تلفزيون رويترز: إن المخاوف من ضربات عسكرية أمريكية تعرقل جهود إحلال السلام في الصومال الذي تعتبره واشنطن هدفا محتملا في حربها ضد «الإرهاب».
وأضاف في مقابلة على هامش مشاركته في القمة التاسعة لمنظمة حكومات شرق أفريقيا للتنمية «ايجاد» بالخرطوم: «ما أشعر به انا وشعب الصومال هو ان ذعراً ينتاب الناس بسبب هذه الحملة الدعائية ضد الصومال».
ومضى يقول: «الناس يشعرون بالذعر وهم يرون أقوى دولة في العالم تهدد هذه الدولة الفقيرة التي عصفت بها حرب أهلية طوال عشرة أعوام، الناس يسألون أنفسهم .. لأي سبب تقوم أمريكا أو الغرب بهذه الدعاية التي تضر بالسلام والاستقرار في الصومال بدلا من مساعدته، هل ذلك لأننا مسلمون؟».
وتقول الولايات المتحدة إنها تجمع مزيدا من معلومات المخابرات عن الصومال خشية ان يستغل الإرهابيون عدم وجود سلطة مركزية قوية لمواصلة أنشطتهم بعيدا عن سمع وبصر الحكومة.
لكن حسن كرر موقفه بأنه لا توجد قواعد لتنظيم القاعدة أو أي متشددين آخرين في الصومال وطلب العون من واشنطن لإحلال الاستقرار فيه. ومضى يقول: «نريد توحيد بلادنا وان نحصل من أجل ذلك على مساعدة المجتمع الدولي حتى لا يصبح الصومال بيئة لتفريخ مزيد من الإرهابيين».
وأوضح ان حكومته شكلت لجنة لمكافحة «الإرهاب» واعتقلت عددا من المشتبه بهم لكن قلة المصادر تعرقل جهودها.
وتولت الحكومة الصومالية الانتقالية مهامها عام 2000 لكنها لا تسيطر إلا على أجزاء من العاصمة مقديشو وعدة قطاعات أخرى في البلاد وهي في منافسة مع زعماء حرب انتعشوا بعد سقوط الحاكم العسكري محمد سياد بري عام 1991.
وقال مسؤولون إنهم عجزوا عن دفع رواتب موظفي القطاع العام منذ أربعة شهور وان وزير الإعلام لديه خط هاتفي واحد وهو ما يبرز المشكلات التي تواجه الحكومة.
وحذر حسن من ان زعماء الحرب الذين يعارضون محاولاته لتوحيد الصومال يتطلعون لاستغلال اهتمام الولايات المتحدة المفاجئ ببلاده لدعم محاولاتهم للإطاحة بإدارته التي تعد أكثر المحاولات جدية لإقامة حكومة مركزية منذ عقد.
وذكر: «يريدون من أجل مصلحتهم الخاصة ان يروا أمريكا متورطة في الصومال.. والصومال وهو يقصف.. ثم ان يستولوا على السلطة مثلما فعل التحالف الشمالي في أفغانستان».
وقال دبلوماسيون: إن زعماء الحرب الذين شاهدوا التحالف الشمالي وهو يستولي على السلطة في أفغانستان بدعم من القوات الأمريكية ربما يتطلعون لتكرار الكرة في الصومال.
وقال حسن: «لكن الصومال ليس أفغانستان، والحكومة الانتقالية الوطنية ليست طالبان، وأنا لست الملا محمد عمر» مشيرا إلى الزعيم الروحي لحركة طالبان الأفغانية.
وزار فريق من المسؤولين الأمريكيين زعماء حرب في بلدة بيداوة الجنوبية الشهر الماضي لإجراء محادثات بشأن الحرب ضد «الإرهاب» وهو ما أثار مخاوف بين عمال الإغاثة من ان حدوث تدخل سريع قد يثير مزيدا من الاضطرابات.
وقال حسن: إنه يتعين على الولايات المتحدة مكافحة «الإرهاب» بالسلام لا بالحرب مثيرا شبح كارثة التدخل الإنساني الأمريكي في الصومال في أوائل التسعينات عندما قتل أكثر من 20 عسكرياً أمريكياً.
ومضى يقول «كان من سوء طالع الشعب الصومالي والعسكريين الأمريكيين الذين قتلوا عام 1993 لكننا نأمل هذه المرة ان يأتي للصومال نوع آخر من «عملية» إعادة الأمل».
وتابع: «وأن تاتي أمريكا بدلا من ان تقصف الصومال كدولة صديقة وتقود جهود المجتمع الدولي لإعادة بناء الصومال».
|
|
|
|
|