| الاقتصادية
* الظهران الجزيرة:
حقق القطاع التقني والصناعي في المملكة العربية السعودية بشكل عام وصناعة البترول السعودية بشكل خاص قفزة نوعية جديدة اثر قيام أرامكو السعودية بتدشين مشروع آلي عملاق يعد واحدا من أكبر المشاريع من نوعه في العالم، وهو نظام تكامل الأعمال «ساب». وقد ذكر الأستاذ عبدالله بن صالح بن جمعة رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين «إن هذا النظام الموحد العملاق يحل محل نحو 170 نظاماً مركزياً متعدداً وعشرات النظم الفرعية التي كانت تستخدمها أرامكو السعودية لتشغيل أكبر قطاع بترولي في العالم بما يحتوي عليه من أعمال هيدروكربونية ومالية وعمليات مراقبة وتجارة إلكترونية وإدارة مخازن وصيانة معامل وإعداد المشاريع وتطوير الموارد البشرية وإدارة الجودة».
ونظرا للمتطلبات الفريدة التي تحتاجها أرامكو السعودية فقد شكل تطوير مشروع نظام ساب وتطبيقه لديها واحداً من أكبر التحديات التي يواجهها تنفيذ مثل هذا المشروع المعقد على مستوى العالم إذ أنه أكبر تطبيق مركزي لنظام ساب تم إنجازه حتى الآن.
وسوف يعزز هذا النظام الجديد من موثوقية صناعة البترول السعودية وكفاءة أعمالها التشغيلية، كما أنه سيحقق انطلاقة تاريخية جديدة في أساليب العمل وتكاملاً دقيقاً بين القطاعات المختلفة في أرامكو السعودية من جهة وبينها وبين الشركات التابعة لها داخل المملكة وخارجها والقطاعات التي تتعامل معها محليا وعالميا. وقد أشار الأستاذ عبدالله جمعة «إلى أن تأثير مشروع «ساب» لا يقتصر على أرامكو السعودية فحسب بل أن بعض تطبيقاته ستسهم بإذن الله في إحداث نقلة نوعية في تطبيقات التجارة الإلكترونية لدى القاعدة العريضة من البنوك ومئات المقاولين والموردين والمصنعين ومزودي الخدمات السعوديين الذين تتعامل معهم أرامكو السعودية». وأثناء تنفيذ المشروع والبدء التدريجي في عمليات تشغيله، تمكنت أرامكو السعودية من استكمال برنامج ضخم لتدريب نحو 20 ألف موظف للتعامل مع النظام الجديد وهناك خطة يجري تنفيذها حالياً لتدريب نحو 10 آلاف موظف آخر.
وذكر الأستاذ عبدالله جمعة «أن النظام الجديد يوفر العديد من المزايا من بينها أنه يلغي حواجز المسافات بين مناطق العمل المختلفة ويتيح لمستخدميه تحقيق معدلات إنتاجية هائلة وسرعة كبيرة حيث يجري عمليات معقدة ويوفر معلومات فورية، مما يمكن معه خلال دقائق وساعات قليلة إنجاز ما يتطلب تحقيقه أسابيع في أنظمة الكمبيوتر التقليدية».
ولا شك أن هذا الأمر سيتيح لصناعة البترول السعودية ميزة تنافسية وقدرة هائلة على المحافظة على مكانتها الريادية في مجالات إنتاجية الموظفين ومواكبة التقنية المتقدمة وتطويعها بما يتلاءم مع أعمالها.
وكان الأستاذ عبدالله بن صالح بن جمعة رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين قد قام مؤخرا بتدشين المشروع في مركز كمبيوتر «ساب» في مقر الشركة بالظهران حيث نفذ أول معاملة ماية باستخدام خاصية عقد الصفقات البنكية إلكترونياً بواسطة النظام الجديد وكذلك شراء أول كتاب باستخدام نظام ساب للتجارة الإلكترونية بين الشركات.
وفي تلك المناسبة قال الأستاذ عبدالله جمعة «إنني أعتز اعتزازا شديدا بمئات الكفاءات الوطنية التي بذلت جهودا جبارة وعملت على مدار الساعة لكي تسهم في الإنجاز المبكر لهذا المشروع المعقد الذي يشكل أعلى درجات التحديث والتكامل ويمثل جهود الشركة المستمرة في توطين وتطوير التقنية المتقدمة لمواصلة تميزها لعشرات السنين القادمة.
وإني لأعتز بأن شبابنا السعودي استطاع أن ينشئ ويطور وحدات أساسية في المشروع لم تكن موجودة أصلاً في النظام المتوفر لدى الشركة المصنعة».
|
|
|
|
|