رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 13th January,2002 العدد:10699الطبعةالاولـي الأحد 29 ,شوال 1422

الثقافية

الأدب المثمن
تجربة مع المصانعة!!
أحمد عبدالله الدامغ
إن سبر غور عقول الناس لا يتحقق إلا بمخالطتهم مخالطة تمنحهم الثقة بأنك متفق معهم في صفاتهم ومتحد معهم نحو أهدافهم، ومشارك لهم في جميع ميولاتهم.
والذي يمتطي أسلوب مصانعة القوم يعد واحداً من اثنين في نظر النقاد: فهو إما ان يكون مضطراً للمصانعة اضطراراً، كأن لا يجد في وسط من يخالطهم مشاكلاً له في الصفة والطباع والميول فلا يرى بداً من المصانعة التي تأخذه من العزلة. وتدنيه منهم، وتبعده من الوحدة.
أو أن يكون له هدف في معرفة واقع قوم ما فيعمد إلى الاتصاف بسلوكياتهم والتطبّع بطباعهم حتى لا ينفروا منه ويتخذوه صديقاً يبدون له سرائرهم ودقائق أخبارهم.. وهذه الحالة لا يستطيع كل انسان أن يتكيف معها لأنها تحتاج إلى دبلوماسية، وذكاء، وحكمة وتكيف مصحوب بتوازن نفسي يستقر على القياس الذي كان قد دخل به في دائرة القوم الذين أراد معرفة أخلاقياتهم وسلوكياتهم.
وبعض أهل الفلسفة وأصحاب الحكمة من الشعراء يحبذون هذا المسلك بل يدعون إليه.. وإن منهم من اتخذه فتحققت له نتائج حسنة.
من أولئك الشعراء الذين جربوا ذلك اللون من المصانعة فضيلة الشيخ المفتي قطب الدين الحنفي المكي النهروالي نسبة إلى نهرواله من أعمال الهند المتوفى سنة «999ه» وذلك بقوله في قصيدة طويلة ذكر محيي الدين العيدروسي في كتابه «النور الساخر» قوله فيها:


أخالط أخوان الزمان بعقلهم
لأنظر ما يبدي به من عجائب
وأظهر أني مثلهم تستميلني
عذاب الثنايا سود شعر الذوائب
وإن أليم الهجر مما يسوءني
وإن لذيذ الوصل أسنى مآرب
وما علموا ان الهوى دون رتبتي
وأن مقامي فوقه بمراتب
ألا في سبيل المجد قوم عهدتهم
يرون اكتساب الفضل أزرى المكاسب
وما عندهم فضل سوى كثرة الغنى
وما المجد إلا أخذ بعض المناصب
فضائلهم محصورة في ثيابهم
وأورادهم إتقان هذي المناكب
رماني زماني بينهم يستهينني
وليس محلي غير هام الكواكب.

للتواصل : ص.ب : 40138 الرياض: 11499

أعلـىالصفحةرجوع

















[تعريف بنا][للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved