| الثقافية
دعونا نلقي بأنظارنا في ذاك المدى البعيد.. لنحاول ولو محاولات فيما بعد الآن.. نبحث في زمن قادم.. لعلنا نجد الحلول!! أو أنصاف الحلول.. أعتقد أنها مرضية إلى حد ما..
(1)
متوسط الدخل.. ذاك الانسان البسيط المكافح، والطامح لأبسط حق وهو أن يحيا حياة رحبة هادئة بدون أي اكتظاظات مادية نفسية.. ما مصيره عند نهاية الشهر.. وبتخصيص أكثر عند «الراتب»؟!
هل يلبي مستلزمات أطفاله؟! أم مستلزمات الحياة الأساسية التي لا غنى عنها «كهرباء، هاتف، أقساط..»؟؟!!
ذاك الانسان البسيط.. الذي لا يصل به الزمن إلى منتصف الشهر إلا ويكون قد أعلن إفلاسه!! وبالتالي وقع في أزمة مادية!!
نعم.. أزمة..!! لست أبالغ..
فالأزمات المادية.. تؤدي إلى أزمات نفسية ونتيجتها الانتحار!!
الأزمات المادية.. تؤدي إلى عمليات إجرامية ونتيجتها ضياع وتشتت أسرة بأكملها!!
الأزمات المادية تؤدي إلى الجنون.. الإدمان..
يا الله.. ما ذنب ذاك الانسان البسيط المكافح من كل ذلك..؟!!
وماذا سيحدث الآن..
وماذا بعد؟؟!!
(2)
اثنتا عشرة سنة من الكفاح المتواصل.. لبلوغ الحلم!! وربما هو جزء من الحلم الأم «الحلم الأكبر»..
دراسة.. مثابرة.. دعوات الأم الطاهرة.. وانتهى جزء من المشوار..!!
الجامعة..
كيف السبيل لها!! ومتى يكون..!! كل الأقسام مكتظة.. لا يوجد لك مكان.. هذا التخصص ليس لك به مكان..!! وماذا بعد.. أيعقل لمشوار الاثنتي عشرة سنة أن يصبح هباء.. لا، بل هناك حل وحيد لا بديل عنه «الواسطة» أدخلتك التخصص الذي تريد.. وما كنت تحلم وبعد ذلك بدأ مشوار كفاح جديد.. لكنه أقوى في التحدي والاصرار.. بدأ صراع أربع سنوات لبلوغ الحلم الكبير.. وحمل وثيقة التخرّج!!
سنة بعد سنة.. بعد سنة..
وها هي الأيام تصل بك إلى شفاف الفرح فها هو الآن يلملم بقايا أوراقه الجامعية وذكرياتها.. لينتهي من كفاح ويدخل مرحلة العطاء لرد جميل الوطن..
اليوم يتسلّم وثيقة التخرّج.. المرتفعة الدرجات الهابطة التوقعات يتسلمها مع شهادة تحمل كل الاحباطات!!
يصدم بالواقع..
فالفرص الوظيفية محدودة.. والقطاع الخاص.. استغلال لآخر رمق إلا ما رحم ربي من عباده.
إذاً.. ماذا بعد الحلم والكفاح والتخرج؟؟!!
ماذا بعد؟! واسطة أخرى..؟!
(3)
الطفل المعاق..
يبكي.. يتألم.. يصرخ، وأقسم بالله انه يتمزق.. حينها يجد أماً حنوناً تضمه بين ذراعيها!! يجد أباً مكافحاً هنا وهناك ليضمن حياة طفله الذي شارف على مشارف الشباب وهو لا يزال في بدايات الخطى!!
* ماذا يصنع ذاك المعاق حين يفقد الأم.. ويفقد الأب؟؟ ماذا يصنع حين تأخذ الدنيا إخوته كلاً في حياته؟؟ رباه.. ما عساه أن يصنع؟؟
فقد الأم..
فقد الأب..
إذاً سيصبح كما قارب تلعب به الأمواج.. وكل موجة أقوى من الأخرى، والعالم البشري وحوش يلتهمون بعضهم البعض فما بالك بشخص لا يملك لا حول ولا قوة إلا بالله..!! أيدخل الإيواء.. أم يرحل خارج الوطن لدور الرعاية وبالتالي لا يعلم ما خلف تلك الجدران إلا الله!!
يا الله.. يا الله وماذا بعد؟؟
للتواصل : ص.ب: 56951 الرياض: 11564 tmangour@hotmeil.com
|
|
|
|
|