| المجتمـع
* أبها أمل القحطاني:
المتابع للنهضة التي تعيشها المملكة العربية السعودية يجد أنها قد شملت كافة مجالات الحياة وجميع شرائح المجتمع وكل هذه النهضة تصب في خدمة الإنسان الذي هو محور التنمية فأنشئت المستشفيات وشقت الطرق وافتتحت الجامعات والمدارس بمختلف أنواعها ومستوياتها وفتحت الدور الاجتماعية والجمعيات الخيرية ولعل مدار موضوعنا اليوم حول شريحة غالية علينا من المجتمع.. وهي فئة المعوقين. ويعتبر مركز الجنوب لرعاية المعوقين التابع لجمعية الجنوب النسائية الخيرية بأبها.. هو أول مشروع خيري لرعاية المعوقين تقيمه جمعية خيرية على مستوى المملكة.. وحول هذا الموضوع استضفنا مديرة مركز الجنوب لرعاية المعوقين الاستاذة سلمى سلمان شاردة التي تحدثت لنا عبر الأسطر التالية:
* لقد ظهر نشاط جمعية الجنوب النسائية في منطقة عسير وغطت بخدماتها مختلف الفئات الاجتماعية ومن ذلك مركز الجنوب لرعاية المعوقين.. فنرغب منك اعطاء القارئ نبذة عن نشأته وأهدافه؟
مركز الجنوب لرعاية المعوقين التابع لجمعية الجنوب النسائية الخيرية بإشراف وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ترأسه صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود.. وهو أول مشروع خيري لرعاية المعوقين تقيمه جمعية خيرية على مستوى المملكة.. تأسس المركز في 20/4/1410ه.. عندما لمست الأميرة نورة حاجة الأهالي في منطقة عسير إلى رعاية مجموعة كبيرة من المعوقين سواء من الناحية الجسدية أو العقلية.. بداية المشروع كانت استقبال 40 طفلاً وطفلة محولين من مركز الشامل بنجران تم نقلهم بالطائرة من نجران إلى أبها.. وكانت البداية في مبنى صغير مستأجر بمبلغ 100 ألف ريال سنوياً، وتم تجهيزه بامكانيات محدودة حسب امكانيات الجمعية القائمة على تبرعات أهل الخير والاحسان، ولكن بفضل الله وحده ثم بفضل المجهودات الجبارة وتحمل المشاق تم تقديم أفضل الخدمات على أفضل مستوى، ثم تم الانتقال إلى مبنى خاص بالمعوقين تبرع به الفريق أول عبد الله راشد البصيلي «جزاه الله خيراً» وتم تأثيث المركز وتجهيزه وشراء الأجهزة العلاجية والمعدات بتبرع سخي من صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز حفظه الله وجزاه خيراً وما زال المركز في حاجة إلى تبرعات أهل الخير لتلبية احتياجات الأطفال الأساسية.
* كل من يعرف مركز الجنوب لرعاية المعوقين يعلم أن لسمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود دوراً فاعلاً في دعمه وتوسيع نشاطه، فهل لنا أن نعرف مزيداً مما تقدمه سموها للمركز؟
صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود هي المؤسسة لمركز الجنوب لرعاية المعوقين وقد حرصت سموها على تقديم الدعم المادي والمعنوي للمركز على كافة المستويات، كما أنها تحرص على الارتقاء بالمستوى العام للنزلاء وتطوير الخدمات المقدمة لهم.. فهي لا تبخل بجهدها المتواصل وتوجيهاتها المستمرة الهادفة للرقي إلى ما هو أفضل.
* ما الفئات التي يمكن التحاقها بالمركز مع ايضاح عدد المستفيدين من المركز حالياً؟
يتم تقديم الرعاية الإيوائية ل 100 حالة مزدوجة الاعاقة فجميع الحالات تعاني من تخلف عقلي، شلل رباعي، بكم، صمم، صرع، عمى.
* القارئ يتطلع إلى معرفة مصادر الانفاق على الملتحقين بالمركز فما هي؟
يتلقى الطفل المعوق اعانة من الدولة تتراوح بين 5500 إلى 8000 ريال ولكنها لا تغطي احتياجات المعوق السنوية حيث إن تكلفة الطفل السنوية تبلغ 25 ألف ريال ويتم تغطيتها عن طريق جمع التبرعات من أهل الخير أو جمع الزكاة السنوية، كما أن مشروع «صديق المعوق» يخدم بشكل مباشر الطفل المعوق نفسه، حيث إنه يغطي احتياجاته الشخصية، كما لا نغفل الأطباق الخيرية التي تقيمها الجمعية حيث إن ريعها يعود لصالح المركز.
* لا شك أن المركز منذ بدايته وحتى الوقت الحاضر قد حقق كثيراً من الأهداف التي أنشىء من أجلها فما هي أبرز هذه الأهداف؟
من أهداف المركز التي يسعى إلى تحقيقها انشاء مركز متخصص لتوفير الخدمة الشاملة للطفل المعوق سواء كانت علاجية أو تعليمية أو تأهيلية، مساندة أسرة المعوق في التعايش مع الاعاقة وطرق التعامل معها، تثقيف المجتمع بمسببات الاعاقة وطرق الوقاية منها للحد من انتشارها وتفادي حدوث الكثير منها، دمج المعوقين في المجتمع وتعريف المجتمع بهذه الفئة حتى لا تكون غريبة على أفراده، اكساب المعوق بعض المهارات للمساعدة الذاتية حتى يستطيع الاعتماد على نفسه قدر المستطاع، محاولة غرس بعض القيم الدينية والاجتماعية في نفوسهم بهدف تقويم سلوك المعوقين.. وقد حقق المركز الكثير من هذه الأهداف منذ تأسيسه منذ 12 سنة.
* كيف ترون تواصل أسرة الطفل المعوق مع المركز.. وما مدى الرضاء حول هذه العلاقة؟
هناك اتصال مباشر بين المركز وأولياء الأمور حيث يتم اطلاع الأسر على كل جديد قد يطرأ على حالة الطفل، ولكن هناك مجموعة من الأسر لا يحظى الطفل المعوق لديهم بنفس الأهمية التي يتمتع بها الطفل السوي.
* هل لأطفال المركز مشاركات خارج نطاق المركز.. وهل يقومون بزيارات إلى مراكز أخرى بالمملكة؟
نعم هناك مشاركات متنوعة لاطفال المركز سواء على مستوى المدارس أو الجامعات أو المشاركة في المناسبات الوطنية، كما يقوم أطفال المركز بزيارات متنوعة للمراكز الأخرى كمركز العون ومركز الأمير سلطان بن سلمان وغيرهما.
* نسبة السعودة في المركز إلى أي حد وصلت؟
لقد تجاوزت نسبة السعودة في المركز 80% فنحن نعتمد على الكفاءات الوطنية المختلفة في كافة المجالات.
* ما هي أبرز الصعوبات والمشاكل التي تواجه المركز؟
من أهم الصعوبات التي تواجه المركز: المصاريف الضخمة التي يتكفل بها المركز لتقديم المستوى المشرف المعهود عنا، وأيضاً ايصال المياه المستمر حيث إنها تكلفنا يومياً 460 ريالاً وذلك لعدم توفر شبكة المياه لدينا كذلك المصاريف المختلفة من أدوية، كهرباء، وهاتف. أيضاً.. عدم تعاون الجهات المختصة بالتأشيرات للعمالة الخاصة بخدمة المعوقين وعدم توفير الفيز في الوقت المتفق عليه، مما أدى إلى نقص الحاضنات لدينا وهذا من الأسباب الأساسية التي تقف عائقاً لاستكمال قبول أكثر من 100 معوق في قائمة الانتظار.
* كلمة أخيرة تودين قولها في نهاية هذا اللقاء؟
أوجه الشكر باسمي واسم أطفال المركز لكل من ساهم معنا في انجاز هذا المشروع الخيري الضخم وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز وابنته صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم بنت الوليد بن طلال.. على ما قدموه من تبرعات للمركز.. وأوجه شكري إلى معالي الفريق أول عبد الله بن راشد البصيلي.. كما أوجه شكري لمكتب التوجيه التربوي ولجنة العمل التطوعي لصالح المركز، وقد لا يسعفني الوقت لتقديم الشكر للجميع.. ولكن نسأل الله العلي القدير أن يمن بالصحة والعافية لكل من قدم الدعم لهذه الفئة من المجتمع حيث إن المعوق يمكن أن يصبح فرداً فعالاً في المجتمع اذا توفرت له الامكانيات فالمعوق انسان له مشاعر وأحاسيس وانفعالات مصدرها نفسه أو ذاته أو المحيطون به فلنسع جميعاً لمسح دمعته.
|
|
|
|
|