|
| مقـالات
لعل حضارة العصر وأساليب الحياة وأنماط التعامل الاجتماعي والتفكير كلها أدت بحالات معينة لاغتراب ثقافي وفكري وصل عند البعض درجة الشعور بالسأم والملل عند سماعه لبرنامج ديني أو قراءته لموضوع ديني، أو تصفحه لمجلة دينية أو...، فهناك الكثير مما يمكن قوله، أو تخيله في هذا المجال.
إننا لا نعالج قضية عامة كبرى، فغالبية مجتمعنا ولله الحمد يترقبون البرنامج الديني، وينتظرونه بلهفة وشوق لحاجتهم له، ومحبتهم له، ورغبتهم في المزيد، ليتفقهوا في أمور دينهم، ويتعلموا الحلول الموضوعة لمشاكل دنياهم وشؤونها، وإنما ما نطرحه هو هم لنا ولغيرنا، لأنه يشمل كافة فئات المجتمع بمختلف أعمارهم ومشاربهم الفكرية والعلمية.
إن هناك فئة غالية على قلوبنا أو ربما تشوه قليلا تفكيرها، والسبب يكمن بالطبع في تلك الفئة بحد ذاتها، والظروف المحيطة بها، كأفراد وأسر وجماعات وأمة، وفي نفس الوقت يتعلق بالبرنامج أو الموضوع الديني نفسه، نوع البرنامج، طريقة عرضه، والأسلوب، والنجاح بالتقديم، ومعرفة وعلوم المقدم، ومقدرته على التأقلم مع الظروف المختلفة، وحلوله المفهومة لاشكاليات العصر وفق القواعد الاسلامية الصحيحة.
إن كل هذا لا يتحقق بالسهولة في البرنامج الديني، ولذلك علينا ان نعترف ان العديد من تلك البرامج لم يحالفها الحظ بالنجاح المطلوب.
والاعتراف لا يعني العزوف عن البرنامج الديني، بل السعي لتطويره، وتقديمه بالشكل الرائع والجميل والجذاب، وبطريقة تعالج مشكلات المواطنين والوافدين بشكل اجتماعي شرعي وبأسلوب علمي جذاب ينم عن خبرة، ودراية ومعرفة واسعة.
إن الحصيلة العلمية والعملية والفكرية والخبرات الطويلة التي تتاح لمقدمي أمثال هذه البرامج هي الكفيلة بعد الله تعالى وبإذنه ان توصل البرنامج لغاياته، وبالتالي تحقيق النجاح المرتقب.
إن هذا الامر لا يأتي عبثا وجزافا، بل لابد له من تراكم الخبرات وإثرائها وإغنائها على الدوام وفي نفس الوقت ممارسة خدمة الاسلام على ارض الواقع ومعايشة الناس وهمومهم.
لعلنا في هذه العجالة نستطيع ان نقول ان برنامج منكم وإليكم، الذي يعده، ويقدمه فضيلة الشيخ عبد العزيز المسند قد حقق ما ذكرناه، وهذا هو سر نجاحه، والله أعلم.
alomaril420@yahoo.com
|
|
|
|
|
