متى نكتب على وجنة الشمس فرحة؟!
متى نخط بحروف النور اشراقة أمل؟!
متى نمد جذور الروح في أعماق المحبين؟!
لا أدري لماذا تحولت الزهرة إلى بوابة حزن قاتل والعيون بدأ يتصاعد منها حقد الأيام، بل بدأت ترفض الصداقة وتقفل البوابة التي نعبرها إلى الطريق الطويل.
حتى انحصر الضوء على مساحات الأيام، وبدأت الكارثة تكبر أجل..
كم تمنيت أن أزرع بذرة الحب في الأرض الجرداء عنوة بل ولا زلت أحاول أن أحيط بجسد الزهرة المنحنية على جراح الأيام الثكلى،
ومن ثم أكتم صراخي الذي يتصاعد من فتحة الجرح الذي أخذ يكبر مع الأيام وقساوتها أجل أخذ يكبر بفعل تصاعد المأساة حتى تعودت الاصغاء إلى تلك الأغنية اليتيمة التي تصرخ في الجسد.
نعم ليس سراً أن أبوح بحزني.. بغضبي، بألمي فقد باتت الجراح هي زادي، والأشواك تملأ طريقي ولم أعد أتذكر صفاء تلك الأيام الهادئة، والصباح المرح الذي اتطلع فيه إلى وجنة الشمس الذهبية.
نعم.. كنا نجلس تحت ظلال النخيل بخفة نحلم في نجمة القطب الصادقة، وذلك الجدول الجميل.. بل وتلك الشعلة التي تتوسط الشط الكبير.
لم تلمنا أو تعاتب الأرض حينها، بل لم نكن نعرف عن صور الحزن التي تحولت إلى قضية.. حتى تعودنا أن نخفي الحب تحت رماد السقوف الطاهرة خوفاً..
نعم أتذكر كيف كنا نتجول في أزقة الفرح بحثاً عن ثوب زفاف أنيق، هل أنسى ما كان يساورنا من قلق البوح، أما الآن فأصبحت حياتنا حافية من الأعراس والفرح، ونمو السنبلة أخذ يتوقف وبيدرنا الفسيح الذي تعمد عليه جراح الغربة أخذ يتمزق، وأَصْبَحتُ سجينة الحزن المذبوح على أوتار القيثارة الصامتة.
وأتساءل ألا يأتي يوم أستطيع فيه أن أوقد شمعة في دياجير الظلام؟
وهل سأقوى على فتح شرايين العقل والقلب بصفاء.. وتراني أصرخ في وجه الألم متى يرحل؟
لأعود وأحمل أمتعة الفرح على الأكتاف وأسأل: هل ستحنُّ يوماً لبيدرنا الجميل وأعراس الفرح القديم؟
هل ستنظر في جنة الشمس الذهبية؟ لنغني معاً أغنيات الفجر العذبة..
أجل أيها الزمن الجاثم خلف أجنحة الظلام وأنين الغربة لماذا لا تصدق أن قلب المحب يترنح بين الصدق والنبل!؟
ولماذا تتركني في اعتدلالات الخصر الليلي يحتويني الجرح بحجم السنين؟
هل ستفتح البوابة التي نعبرها إلى الطريق الطويل؟
هل سيأتي يوم الفرح!!؟
ونكتب على وجنة الشمس فرحة!؟
ونجعل جسد الزهرة يتنفس، ونترك الضوء يستقبل أيامنا القادمة!!؟؟
ونخط بحروف النور اشراقة أمل؟
أم تدع الجرح يوصلني إلى حد الزمان المنهار؟!
حاول: أن تمد جذور الروح في أعماق المحبين
وأعرف أن في الأرض زهراً..
وفي الحياة بقية من عمر..
وقفة
قال أحدهم: