| مقـالات
تشرّفت بأن أكون ضمن أفراد الأسرة التعليمية التي حظيت بمقابلة سمو ولي العهد حفظه الله في قصره العامر. أعضاء الوفد التعليمي كانوا في الغالب صانعي قرار وأساتذة جامعيين ومخططي مناهج ومنفذي برامج تعليمية، إضافة إلى مجموعة من مديري المدارس الذين يقفون يوميا على خطوط التماس في مدارسنا. في هذا اللقاء التربوي الكريم أكد سمو ولي العهد لمسئولي التعليم أننا نحن التربوبيين نتصدى لمسؤولية عظيمة وغاية في الأهمية، ألا وهي تنشئة هذا الجيل وتشكيل قيمه وتهذيب عاداته وسلوكه والارتقاء بتفكيره. كما أكد سمو ولي العهد حفظه الله على ضرورة أن نقدم ديننا الإسلامي لناشئتنا في إطاره التسامحي الوسطي دونما أي مغالاة أو تشدد.
في هذا اللقاء تحدث قياديو التعليم في الجهاز المركزي وفي المناطق التعليمية فأكدوا لسموه الكريم أن توجيهات سموه سوف تبقى دائماً في بؤرة اهتمام كل تربوي في هذه البلاد، وأن كلمات سموه في هذا اللقاء لن تزيدهم إلا إصراراً وعزيمة على السير على النهج الذي رسمته قيادتهم العليا. ذلك النهج الذي يعلي من تسامح ووسطية وإنسانية معتقدنا الإسلامي ويؤكد على أهمية اختيار وإعداد المعلمين القادرين على القيام بهذا الدور، وعلى تدريب القيادات التعليمية لكي تدير التعليم بالكفاءة التي تحقق أهدافه السامية النبيلة.
إن المتطلع في وثيقة سياستنا التعليمية التي تم صياغتها منذ عقود يلحظ توازن هذه السياسة، كما يلحظ الحرص على أن تقدم هذه البلاد تعليما يعتني بإطلاق الطاقات الإبداعية والعلمية لهذا الجيل وتوظيفها بما يخدم أنفسهم وأمتهم والمجتمع الإنساني الذي ينتمون إليه.
وقفة:
كنت ضمن فريق عمل (وفد) زار مجموعة من الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي إحدى الجامعات المعروفة وبعد يوم طويل من العمل دعانا معالي مدير الجامعة مشكوراً إلى الغداء. وأثناء تناول الغداء أبدى أحد الزملاء إعجابه بالطعام، وكان ذلك تلطفاً من الزميل، وإلا فإن الغداء على جودته فعلا كان مألوفا للجميع. غادر مدير الجامعة مقعده فور سماعه الثناء على الطعام ليعود إلينا بعد دقائق قليلة وهو يحتضن بيده الطباخ (الشيف). قام معالي المدير بتقديم الطباخ إلى رئيس الوفد مسبغاً عليه عبارات الثناء والمديح. إنني أجزم أن تلك العبارات سوف تشحن ذلك الشيف من جديد. إنها صورة من صور القيادة الفاعلة.
كلية المعلمين بالرياض
|
|
|
|
|