| مقـالات
«لم يبق للجور في أيامهم أثر
إلا الذي في عيون الغيد من حور»
* * *
* * هذا البيت من الشعر كان موضوع حوار على مدى ساعة بين ثلاثة وزراء أجلاء د: عبد العزيز الخويطر، د: غازي القصيبي، د: سليمان السليم.
وهو يستحق ذلك فعلاً.
وكان رأيا د: الخويطر ود: القصيبي على طرفي نقيض فالقصيبي يرى أن البيت خال من الجمال فهو أراد أن يمدح أمراء الأندلس بتمام العدل، وقصد أن يتغزل في سحر عيون الحبيبات لكن الشاعر كما رأى القصيبي لم يوفق في معانقة هدفيه.
أما الدكتور الخويطر فرأى فيض الجمال كل الجمال في هذا البيت سواء فيما أسبغه الشاعر على ممدوحيه، أو فيما أراد من غزل في عيون الغيد.
أما الدكتور سليمان السليم فقد كان صامتاً طوال الجدل حول البيت، وليته أبدى رأيه فهو ذو ذائقة أدبية يدركها من يعرفه.
* * *
* * وهذا الجدل الجميل لم ينته على بساط «روضة السودة» الخضراء بأبها بين الوزراء الثلاثة بل امتد خلال الأيام الماضية إلى صفحات صحيفة «الوطن» السعودية عندما كتب د: القصيبي يؤكد وجهة نظره التي طرحها خلال ذلك الحوار، ورد عليه د: الخويطر يؤكد وجهة نظره في البيت حتى الآن...!
أما الفقير إلى عفو ربه فهو يميل بأمر الذوق ليس إلا مع رأي د: أبي محمد الخويطر المؤرخ وليس مع رأي د: أبي سهيل القصيبي الشاعر.. بل إنني أتعجب كيف لم يُعجب القصيبي هذا البيت الأخاذ وهو الشاعر الكبير، والكاتب المتذوق..!
ولكن لا مشاحة في الأذواق وإلا فإن البيت من وحي ذائقتي المتواضعة جمع بإبداع بين جمال العدل وجمال الجور معاً إن صح أن يوصف الجور بالجمال..!
وهو أحياناً يوصف بذلك وإن كان جوراً محبباً وقد شكا من جور الحسان شاعر عاشق سبق هذا الشاعر عندما قال:
«ربِّ إن الحسان جاروا علينا
وتعدُّوا حدودهم فأجرنا»
وما أجملها من شكوى..!.
فكفانا الله وإياكم جور الظالمين، وزادنا من جور الحسان ذوات العيون الغيد.
جداول
بين الحرف والتجارة
* * سعدت أن هناك شركة عالمية تحمل اسم «جداول» الذي هو اسم زاويتي في هذه الصحيفة! .
الفرق بين زاويتي «جداول» وهذه الشركة، أن زاويتي تملك ملايين الكلمات أما شركة جداول فتملك ملايين الريالات.. وأنّ زاويتي جداول تبني اهرامات من الكلمات، والشركة «جداول» تبني اهرامات من البنايات!.
ولا مانع لدي من تبادل المنافع بين زاويتي وهذه الشركة..! ولعل كلانا نكون رابحين معنويا وماديا!.
واذكر هنا الشاعر الراحل طاهر زمخشري رحمه الله عندما طلب منه أحد الأثرياء قصيدة جميلة من شعره فقال الشاعر لهذا الثري أنت أعطني بيتاً من طين.. وأنا أعطيك قصيدة تتكون من عشرات الأبيات من الشعر الرصين!.
|
|
|
|
|