| العالم اليوم
ليست المرة الأولى التي تسيء فيه الصحف التركية الأدب وتوجه الاهانات لشعب المملكة العربية السعودية وقيادتها، فقد سبق لهذه الصحف أن اعتبرت عملية توحيد المملكة وصهر قبائلها وإماراتها المتناحرة في دولة واحدة أصبحت القوة الأكثر نصرة وعزة للمسلمين كافة وعمّ خيرها الشعوب الإسلامية حيث جندت مكانتها الدولية وامكانياتها الاقتصادية للدفاع عن حقوق ومصالح المسلمين ومنهم المسلمون الذين ينحدرون من أصول تركية في البوسنة والهرسك وألبانيا وكوسوفا والذين رغم قرب دولهم من تركيا لم نجد موقفاً تركياً حازماً للدفاع عنهم رغم القدرة العسكرية.. وعضوية حلف الناتو.
والذي يلاحظه كل من يتابع الشأن التركي أن وسائل الإعلام التركية وبعض المسؤولين يدسون رؤوسهم في التراب حينما توجه الاهانات إلى تركيا من مصادر أوروبية، في حين ينشغل الصحفيون الأتراك وبعض المسؤولين في توجيه الاتهامات والاساءات وحتى الايذاء للدول الإسلامية العربية وغير العربية، فبالاضافة إلى معاناة سورية وإيران والعراق من الايذاء التركي لم تسلم دولة إسلامية عربية من عقدة التفوق العثماني التي يحاول الأتراك بكل السبل تجاوزها والتخلي عنها في علاقاتهم الأوروبية في حين يستعيدوها وبقوة في علاقاتهم مع الدول العربية، وهو يلاحظ بوضوح فيما افتعلته الصحافة التركية والذي يشجعه بعض المسؤولين الأتراك في موضوع وقف قلعة جياد، فبالرغم من أن هذه القلعة لا تتعدى ثكنة عسكرية بنيت في وقت لم يكن في قربها من الحرم المكي مضايقة لضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين، إلا أن تزايد أعدادهم والحاجة إلى توفير المزيد من الأماكن لايوائهم والاهتمام بهم جعل الاستفادة من كل أرض وموقع قريب من الحرم هدفاً سامياً تعمل له قيادة المملكة التي أزالت الجبال ومهدت الأراضي لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.. ومشروع قلعة جياد الذي يتجاوز في مضامينه وابعاده الوقفية والمعمارية المشاريع التقليدية يهدف فيما يهدف إلى تنمية هذا الوقف الخيري للصرف على الحرم المكي والمحافظة على قلعة جياد نفسها إذ حمل التوجيه الملكي الكريم برفع رسومات ومسوحات القلعة لاقامتها بشكل معماري يحافظ على مكانتها التاريخية ويبعد عنها عوامل التعرية والهدم.
ورغم ما يمثل ذلك من تكاليف وجهد هندسي ومعماري إلا أن قيادة المملكة أخذت في الاعتبار الحفاظ على هذا الارث الذي يرمز إلى التاريخ الإسلامي الذي يشكل العهد العثماني جزءاً هاماً منه رغم كل محاولات التبرؤ التركية منه.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|