| مدارات شعبية
ضربت لجنة التراث والفنون الشعبية بجمعية الثقافة والفنون بجدة اروع صور الوفاء والعرفان بالجميل لأولئك الذين حملوا على عاتقهم مراحل بدايات الصحافة الشعبية وتأسيسها حتى غدت اليوم «قلادة من الجمال» تزيد صدر الصحافة والاعلام بمختلف قنواته.
ففي امسية رائعة جرت من خلالها اعادة صياغة اخرى لمعاني الوفاء واعطاء المميزين من رواد الصحافة الشعبية على مدار عقود ماضية من الزمن لمسة حانية من تكريم وامتنان للدور الفاعل الذين ساهموا من خلاله لإثراء جانب من جوانب ثقافتنا يتمثل في الادب الشعبي وتراث وطننا الحبيب الضارب في جذور الارض الذي يعبر عن هوية انسان هذه الارض الطيبة وسنوات الارتباط الازلي بالشعر الشعبي خاصة وبقية مناحي التراث بصورة عامة وبدعم من مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة وتنظيم من لجنة التراث والفنون الشعبية اقيمت يوم الاربعاء الماضي امسية لتكرم رواد الصحافة الشعبية في مملكتنا الغالية وهم «محمد بن عبدالله بن بركي ومحمد دخيل العصيمي وراشد بن جعيثن والحميدي الحربي وعبدالله زهير الشمراني» والراحلين «محمد بن زبن بن عمير وعبدالله محمد الثميري»، وقد شهد هذا الحفل الكثير من مفردات الشكر والعرفان واختلطت مشاعر المحبة والاخاء والتلاحم بين جيلين ربما وثلاثة. اذ الشخص منهم يمثل تظاهرة من الاحاسيس الفياضة حتى اضحت تلك الامسية تمثل كأنما ايقاظ آخر لنورس غاف منذ سنوات استطاعت الجمعية بجدة ان تقول بكل فخر «مقصرون في الفلا» فجاء الاجراء بحد ذاته احتفاء رائعاً سيبقى في الاذهان زمنا طويلا. فإلى التفاصيل:
بدأت الامسية في الساعة التاسعة مساء بتقديم الاعلامي المميز سعد زهير الشمراني حيث تناول الامسية من جوانب عديدة ووصفها بلمسة وفاء من الجمعية تجاه رواد الصحافة الشعبية، بعد ذلك كانت كلمة فرع جمعية الثقافة والفنون بمحافظة جدة القاها مدير الفرع الاستاذ/ عبدالعزيز خلاوي تحدث فيها عن دور الرواد في خدمة الادب الشعبي من خلال عدد من المطبوعات مما اسهم ذلك في ازدياد رفعة الادب الشعبي موضحا ان هذا التكريم ماهو الا جزء يسير مما يستحقه هؤلاء الذين قدموا جل جهدهم ووقتهم لخدمة التراث.
وجاءت بعد ذلك كلمة الدكتور/ عبدالله المعطاني عضو مجلس الإدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون تناول من خلالها الادب الشعبي بصوره ومعانيه التي تجسد رائحة الصحراء بصورها المختلفة التي يرتبط بها ابن هذه البيئة ارتباطا كليا مما يجعلها رافدا مهما من روافد النهوض باللغة لما تتضمنه من ابعاد وصور انسانية. ثم جاء دور الورقة الاحتفائية بالرواد والتي قدمها الناقد/ سليمان الفايز الذي تناول تجربة رواد الصحافة الشعبية بشيء من التفصيل كل على حدة واسهب بدوره في هذه التجربة الثرية لما تحمله من لبنات البناء والتأسيس بأفكار متعددة كل رائد يحمل فكرة جيله وتطلعاته.
بعد ذلك تقدم مدير فرع الجمعية بجدة الاستاذ عبدالعزيز خلاوي بتقديم الدروع والشهادات التقديرية لجميع المكرمين باستثناء راشد بن جعيثن الذي اناب عنه ابنه «يزيد» وتلا كل اسم من كل المكرمين الذين عبروا من خلالها عن شكرهم وتقديرهم لجمعية الثقافة والفنون والقائمين عليها من اعلاميين ومسؤولين مثمنين هذه اللفتة الانسانية النبيلة التي تعبر عن اصالة ابناء هذا البلد، واهتمامهم بكل ما من شأنه النهوض بملكات الابداع في مشهدنا الشعبي الذي بدأ يشق طريقه بوضوح النير والمبدع من الانتاجية والاثراء الحياتي «شعرا ونثرا».
بعدها اعلن مقدم الامسية انتهاء فقرات الحفل على ان يكون هناك جلسة بعد تناول طعام العشاء الذي اعدته جمعية الثقافة والفنون ممثلة في لجنة التراث والفنون الشعبية احتفاء بالضيوف متزامنا مع هذه المناسبة التي تعد الاولى من نوعها.
من التكريم
وفي جلسة ما بعد الحفل الكريم والتي حضرها جمع جميل من الاعلاميين والشعراء ومحبي ومتذوقي الشعر قدم الاعلامي سعد زهير اقتراحا مفاده ان يكون للشعر حصة في تلك الامسية فتهافتت القصائد وانسكبت عناقيد الابداع في حضرة اسماء كبيرة ولامعة ومتوهجة، ثم قدم محمد بن دخيل العصيمي نبذة عن مرحلة الصحافة الشعبية في بداياته تلا ذلك عدد من القصائد التي زادت التكريم تميزا وقدم كل من الحميدي الحربي وردة السفياني ومحمد الدحيمي وسعيد آل منصور وعيضة السفياني وسالم آل غضيف وعمر آل زيد ومحمد بن طمحي الذيابي مجموعة من القصائد الرائعة التي ألهبت الحاضرين وزادت من حلاوة وبريق الاحتفاء حتى غادر الحضور بعد باقات رائعة من الشعر استمرت حتى منتصف ذلك المساء الجميل الذي لم يكن عاديا ابدا.
الدكتور/ عبدالله المعطاني تحدث عن الشعر الشعبي بطريقته الخاصة مما جعل ذلك محرضا للكثيرين الذين اعقبوه تعليقا ونقاشا بعدها اوضح انه من انصار المشهد الشعبي ومن ابرز متابعي الساحة الشعبية والشعر العامي.
حضر عن راشد بن جعيثن ابنه يزيد الذي حمل معه كلمة من والده وتحمل الكثير من شهادته على عصر اكتساح الشعر الشعبي وتفوقه على الفصيح في مجالات متعددة مستشهدا بحقب زمنية ماضية كانوا يتعاطون خلالها الشعر الشعبي لغة ودلالة ومضموناً.
الوجه الجديد عيضة السفياني قدم قصيدة رائعة نالت استحسان الحضور. فيما قدم الدحيمي نصا لفت به انظار الحضور سينشر قريبا..وكعادته ردة السفياني يبقى متألقا وسفيرا متوجا بالابداع.
رئيس لجنة التراث والفنون الشعبية عبدالله الفارسي واعضاء اللجنة هليل المزيني وعبدالله قينان كانوا يتابعون خطوات حفل التكريم باهتمام بالغ وبذلوا جهودا كبيرة في انجاح الامسية.
حضر التكريم من الاعلاميين «هاشم الجحدلي ويوسف الزهراني وعلي الدويجي ونايف المالكي وسعيد آل منصور» ومن الشعراء «ردة السفياني وعبدالله عبيان اليامي ومحمد الدحيمي وعمر آل زيد ورشيد العميري وسعد جبر الجحدلي وعيضة السفياني.
شعراء المحاورة «محمد بن طمحي الذيابي ومحمد السناني وزايد السفياني» وشاعر العرضة رمضان المنتشري كانوا في مقدمة الحضور.
|
|
|
|
|