| تحقيقات
* استطلاع سعيدان الوذيناني:
تعاني مدينة الطائف من انتشار الاسواق والمباسط العشوائية، تلك التي اخذت تزحف على الشوارع والميادين انطلاقاً من قلب الطائف، بعيداً عن اي اجراء تنظيمي حازم يعيد للطائف رونقها ومكانتها السياحية، وسمعتها التي اشتهرت بها في سنوات خلت.
حراج الزل..الذي يقع في طرف شبرا بجوار ميدان العزيزية في قلب الطائف.. بدأ هكذا..حراج زل.. لكنه اصبح اليوم حراجاً لكل شيء من الزل الى المشالح والقدور والشينكو واسطوانات الغاز والسلاح والسيوف والمسترجعات من كل شيء، يخطر على البال..ثم توسع واحتل مساحة كبيرة تعرقل الحركة وتؤذي المستثمرين والسكان وتهدد حياة الناس في حي شبرا..والناس يصرخون ليلاً ونهاراً دون جدوى.
ما الحل..؟!
عندما توجهنا بطلب مساعدة الناس هنا في البحث عن حل..قال احدهم يكفي ان تعرفوا اننا نعاني كثيراً من كل شيء فهذا السوق العشوائي فيه على سبيل المثال الملابس القديمة والخردوات تتوسطها عمالة اجنبية تبيع ويشتري دون رقيب في انابيب الغاز والاجهزة الكهربائية المستهلكة والتالفة واشرطة الفيديو؟؟ التي اقبل عليها الشباب والاطفال لما فيها من مواد بعيدة عن اعين الرقابة..صيحات المحرجين وحشد من التجمهر والمشاجرات تملأ ساحات الحراج والكل يحاول الترويج لبضاعته وسيارات داخلة محملة بالرجيع وتفريغها واخرى خارجة مما سبب عرقلة للسير حتى الشارع العام.
لكل هذه الاسباب قامت الجزيرة بجولة داخل الحراج وكانت لها لقاءات مع سكان الحي الذين ابدوا استياءهم مما يحدث في هذا الحراج من فوضى وازعاج وضجيج حيث التقينا في البداية مع صالح دهير الجعيد احد اصحاب العمائر المجاورة للسوق الذي اوضح لنا بان سوق الحراج غير مناسب في هذا المكان كونه في منطقة بها كثافة سكانية واننا نعاني من مواقف السيارات حيث لا نجد مكاناً لسياراتنا ونعاني ايضاً من قبل صيحات المحرجين بالسوق وخاصة ان لنا من هم كبار في السن والمريض والاطفال الذين يحتاجون للهدوء التام وقد قمنا برفع شكوانا للمسئولين ولكن كل تلك الشكاوى ذهبت ادراج الرياح.
اصحاب الشقق المفروشة يعانون
اما يوسف محمد عبدالله صاحب شقق مفروشة وسط الحراج ابدى اسفه واستياءه من وضع الحراج وعدم المتابعة الجدية والملموسة من قبل جهات الاختصاص وخاصة نهاية الاسبوع التي يشتد فيها الاقبال من زوار المدينة على الشقق المفروشة ولم يجدوا اماكن شاغرة لسياراتهم او طريقاً يسلكونه وسط زحمة الحراج مما يجعلهم يغادرون المحل لمكان آخر.
وألمح في حديثه إلى تكبده خسائر جسيمة من جراء هذه الحال وخاصة انه ملتزم بأعباء مالية لدفع رسوم اللوحات الدعائية للشقق المفروشة كما اشار في حديثه ان بعض نزلاء الشقق ابدوا تذمرهم ومخاوفهم على سياراتهم وسلامة ارواح ابنائهم من هذا الزخم الهائل الذي وصل حتى ابواب الشقق المفروشة واضاف في حديثه ان آليات الدفاع المدني لم تجد المسلك اثناء وقوع حريق في العام الماضي ونشب في احد خانات وممرات العمائر مما جعل رجال الدفاع المدني في موقف احراج وارتباك بسبب اعاقات بقايا المسترجعات والمباسط العشوائية.
من المسئول عن هذا الوضع؟
ومن جانبه ذكر سلامة زايد العنزي ان وضع الحراج في نظره كمواطن لا يمت لواقع المملكة التي اصبحت اسواقها التجارية وعمائرها تضاهي اجمل دول العالم المتمدنة وان ما اشاهده في هذا الحراج غير حضاري ولا يمت باي صلة لواقعنا الحضاري الذي نعيشه واضاف انهم يعانون من عدم وجود مواقف لسياراتهم اثناء عودتهم من العمل ولابد من ترحيل هذا الحراج الى مكان آخر او توحيده بالحراج الرئيسي.
وايضاً التقينا بالشاب عبدالعزيز فوزي من سكان العمائر المجاورة الذي قال اننا لم نجد طعم الهدوء والراحة طوال عشر سنين لا في بداية الاسبوع ولا نهاية الاسبوع من الضجيج الذي يملأ ساحات الحراج ونخشى على ابنائا الخروج من المنزل خوفاً من سيارات التحميل والتفريغ ونخشى عليهم عدم التركيز والمذاكرة لدروسهم كما نناشد المسئولين بالتدخل فوراً بالمبادرة السريعة والايجابية بنقل هذا الحراج حتى ينعموا بالراحة لهم ولاطفالهم ولا يفكروا في بيع منازلهم والانتقال لمكان آخر.
الخوف على المستقبل
كما ذكر لنا الطالب فؤاد الزهراني احد طلاب المرحلة الثانوية انه يصعب عليه التركيز والاستيعاب اثناء مذاكرته اليومية خاصة انه مقبل على امتحان الدخول للمرحلة الجامعية ويخشى على مستقبله الدراسي من هذه الفوضي والضجيج الناجم عن هذا الحراج والذي اصبح يعم المكان من قبل المحرجين مما يجعله غير قادر على استيعاب دروسه.
استغلال وتسبب
اما خلف جماح الغامدي صاحب عماير شقق التمليك بالموقع في بداية حديثه للجزيرة قال ان الاستغلالية وتسيب الوضع في الحراج من قبل المحرجين واصحاب البسطات غير حضاري وذلك لضيق مساحة الموقع وهذه الفوضى والارتجالية والعشوائية التي تملأ ساحة الحراج سببها البلدية بعدم المتابعة والرقابة اليومية ولابد من ايجاد مكان آخر لهذا الحراج وتوحيده مع الحراج الرئيسي خارج البلد وقد استغل اصحاب المباسط المرات والخانات ببضائعهم ومسترجعاتهم وتخزين اسطوانات الغاز التي يشترونها من قبل باعة اجانب دون معرفة من اين حصلوا عليها.
وهي تشكل خطراً على ارواح السكان في هذه المنطقة لعدم سلامتها وقدمها وان الموقع موقع للمحلات التجارية وليس موقع حراج.
كما قال وكيل اعماله والمشرف على عمائره وادارة الاملاك غالب محمد الشريف ان اصحاب المباسط والدلالين قاموا بتكسير ابواب الممرات والخانات وجعلوها وكراً لمخلفاتهم ومسترجعاتهم دون مبالاة بأي مسئولية او ما ينتج عنها من ضرر يلحق بالسكان.
لابد من نقله
كما التقت الجزيرة بشيخ الدلالين بسوق الحراج والمسترجعات سالم حامد الخشي حيث قال عن موقع الحراج بمنطقة شبرا انه غير ملائم وقد طالبنا المسئولين بنقله من هذه المنطقة وضمه للحراج الرئيسي فغير لائق ان يكون في البلد مكانان لحراج المسترجعات وعن دور الرقابة اكد ان الرقابة من قبل البلدية معدومة ولابد من تواجد مندوب البلدية بصفة مستديمة لان موقع هذا الحراج اصلاً خاص بحراج الزل والمشالح فقط.
الرغبة في النقل
كما عبر ابنه سليمان ابن سالم الحشي عن رغبته في نقل هذا الحراج من هذا الموقع لكثرة الشكاوى من سكان الحراج واستيائهم من الضجيج وكثرة الازدحام وذكر في حديثه ان الدلالين هم الذين فرضوا وضعهم هنا.
ومازلنا نطالب المسئولين بنقل الحراج الى مكانه السابق وارغام الدلالين بعدم ممارسة المهنة في هذا الموقع ولايزال الوضع يتفاقم حتى هذه اللحظة من قبل الدلالين واصحاب المباسط الذين ابدوا عدم رغبتهم للانتقال لموقع الحراج الرئيسي الاساسي.
اين البلدية...؟
من جانبه اكد الدلال احمد موسى المالكي ان وضع الحراج غير ملائم في هذا الموضع ولابد من تشديد الرقابة من قبل البلدية والجهات ذات العلاقة والتعاون مع شيخ الدلالين حتى يتم نقل الحراج والدلالين الى الموقع الاصلي والايعاز لشيخ الحراج بعدم السماح والممارسة للمحرجين في هذا الحي وعدم تجديد رخصة المزاولة لهذه المهنة والتي تعطى من قبل بلدية محافظة الطائف لكي يذعنوا للاوامر والتعليمات ويقوموا بنقل مباسطهم لموقع الحراج الاصلي.
|
|
|
|
|