| الاقتصادية
أصبحت قضية البيئة محور اهتمام الجميع، وارتقت الى حد الضرورات الوطنية والإنسانية، نظراً لارتباطها الوثيق بالإنسان والموارد الطبيعية ومختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية والحضارية ، ولا عجب في ذلك فهي ترتبط بديمومة الكون وصحة الناس ، وقد أخذ الشعور بذلك بالتنامي بشكل ملحوظ في المملكة وعلى مختلف الأصعدة ، ولقد بذلت حكومة خادم الحرمين الشريفين جهوداً كبيرة في هذا المضمار من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات الخاصة بذلك ودعمها اللامحدود للمؤسسات الوطنية العاملة في هذا القطاع، وتشجيعها لمختلف الانشطة التربوية والاجتماعية الموجهة نحو نشر الوعي البيئي، ولقد نجحت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية ومصلحة الارصاد في تنمية الشعور العام في اهمية الحفاظ على البيئة، واستعادة العديد من الكائنات الفطرية سواء كانت حيوانية او نباتية او بحرية الى بيئتها الطبيعية بعد ان كادت تنقرض بفعل عوامل مناخية وطبيعية، وتنظيم العديد من المحاضرات والندوات بغية نشر المعرفة البيئية ،
وبدأنا نلمس توجهاً لدى مؤسسات القطاع الخاص لاحتضان هذه المسألة الكبيرة وغرس مفاهيم حب البيئة لدى المواطن والمقيم، ومثالنا على ذلك «نادي الصافي لأصدقاء البيئة» الذراع الاجتماعي والخيري لشركة الصافي دانون المحدودة، والذي قام بأربع حملات في مختلف مناطق المملكة لتنظيف البيئة ومنع الاتساخ البيئي بدأها في شمال الرياض في منطقة شعيب الطوقي وروضة الخفس عام 1998م والثانية في عسير عام 1999م، والثالثة في عام 2000م، في منطقة جيزان والرابعة في المنطقة الشرقية عام 0120م، ولقد اسفرت هذه الحملات عن تنظيف اكثر من «35» مليون متر مربع من الاراضي جمع منها نحو «4 ،1348» طن من النفايات وشارك فيها اكثر من «2000» متطوع، كما شارك النادي في حملة تنظيف شعيب حريملاء عام 1999م، وحملة متوسطة حنين لحماية البيئة بمحافظة عنيزة بمنطقة القصيم عام 2000م، كما قام في نفس العام بحملة اقيمت في روضة الخشم، وسيقوم النادي بتنظيم حملة كبرى في بداية شهر فبراير في محافظة جدة على ان تتسع نشاطاته الى مناطق اخرى كالمدينة المنورة وحائل والقصيم ومناطق اخرى ،
ان هذه المساعي الوطنية وهذه الجهود الانسانية تدفعنا الى توجيه التحية والتقدير لهذه المؤسسة وهي نادي الصافي لاصدقاء البيئة والذي قام ايضاً بمحاولات اخرى تندرج ضمن الصالح العام كمشاركته في مكافحة حمى الوادي المتصدع ورعايته لمختلف الانشطة التربوية في العديد من المدارس وحرصه على المشاركة ايضاً في مختلف المعارض المختصة بالبيئة ،
ونتيجة مباشرة للجهود المقدرة من قبل الجهات المختصة سيصدر إن شاء الله النظام العام للبيئة الذي سيلزم جميع اطراف التنمية بالمحافظة على الموارد الطبيعية لحمايتها ومنع انتهاكها، وستقوم هذه الجهات بتفعيل القواعد الارشادية والمعايير لضمان المراقبة الذاتية من قبل الافراد والمؤسسات والمصانع وغيرها، اضافة الى تحديد كمي لكل مايمكن ان يتسرب الى البيئة من ملوثات وغيرها من اي مصدر بحيث يعتبر تجاوز هذه الحدود مخالفاً للانظمة ، فلنعمل سوية على الاهتمام بالبيئة فهي مسؤوليتنا جميعا، ولنبدأ مباشرة من ذاتنا قبل الغير، من بيتنا، وشارعنا، ومنطقتنا، ومن ثم فلنعمم هذه التجربة على المساحة الأوسع حرصاً منا على صحتنا وواقعنا وابنائنا ،
*مدير عام تيسوني الايطالية ونائب رئيس مؤسسة الأركان الأربعة
|
|
|
|
|