| الفنيــة
في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة الى الابتسامة يرحل سيد الابتسامة.. ولأن كوميديا الموقف صوت المتعبين وضمير المجتمع ونبض الشارع.. اختارها فقيدنا محمد العلي واختارته في رحلة امتدت عقوداً من الاضاءات والمحطات الهادفة والتي طالما لامست وجعاً هنا وجرحاً هناك وومضة فرح بينهما.. محمد العلي سيد المسرح السعودي ونجم التلفزيون .. رحل وهو يبحث بين اسطر الجريدة عن نافذة يطل علينا من خلالها.. لفظ انفاسه في حضرة الفكر والحرف وكما رحل سيد العود والتغريد طلال مداح في حضرة العود .. لأنهم مبدعون جداً يأتي رحيلهم مختلفاً جداً مع ان الموت هو الموت.
«أبو عبدالإله» .. انت من قال لكل مشاهد «خلك معي» .. وفي ذروة متابعتهم .. آثرت الرحيل والغياب الأبدي.
أبو عبدالاله.. مازلت اذكر ابتسامتك التي تهتز معها كل عضلة في جسدك .. مجلجلة صادقة.. وانت وبتواضع الكبار توافق بلا تردد على المشاركة في مشهد من مشاهد برنامجي «أوراق ملونة» قبل سبعة عشر عاماً.. حينها كان المخرج الشاب خالد الطخيم مزهواً بك.. ولعلك بذلك وضعته على أول سلم اخراج الدراما التلفزيونية وهو الآن احد ابز مخرجيها.
حتى وأنا احاورك في «رحلة الى الشاطىء الآخر» ل(ART) لم تشأ ان تغلف اجاباتك بورق السلوفان فجاءت صادقة حد الألم.. صريحة حد المرارة وانت تلامس هموم مسرحنا وتلفزيوننا وصحافتنا.. بروح الفنان الموجوع بآهات الناس من حوله..
ألست من صرخ في وجوهنا قبل أكثر من عشرين عاماً.. بأن الرشوة تضرب اطنابها بين ظهرانينا وانت «تحت الكراسي» فوق خشبة مسرح ينبض بالوعي والصدق ومازلنا نبكيه ونتمنى صحوته مجدداً؟.
محمد العلي.. سيد المسرح والكوميديا ونجم الشاشة الاول.. لأننا بكينا كثيراً لم نجد في المآقي بقية دموع ننثرها لرحيلك.. ولكن للحروف بقايا وللذاكرة مفاتيح وفي القلب قصور من الحب..
رحمك الله ورحم والدك الذي احب ان يرافقك حياً وميتاً.. ورحمنا الله جميعاً من عثرات الزمان.
|
|
|
|
|