| تراث الجزيرة
كما ان بلادنا المترامية الأطراف تزخر بالقيم والمثل والصفات العربية الأصيلة.. فإنها تزخر كذلك بالعديد والعديد من الألوان والآداب الشعبية.. إلى درجة أنه من الصعب على أي مهتم بهذا الجانب أو ذاك من جوانبها المتعددة، حفظ عددها ومسمياتها هكذا دون رصد وتدوين ناهيك عن معرفة أسرار وخصائص كل لون عن كثب.
إذ ان كل منطقة من مناطق مملكتنا الغالية غنية جدا بأشكال متنوعة ومتعددة من هذه الآداب والألوان.. منها مايكون على شكل قصائد.. ومنها ما يؤدى على شكل فن شعبي.
والمنطقة الجنوبية من مملكتنا الحبيبة ثرية جدا جداً بأنماط مختلفة من الفنون والآداب الشعبية المميزة مثلها مثل بقية مناطقنا الأخرى.. وان كانت هذه المنطقة تتميز في تقديري بتعدد ألوانها التراثية عطفاً على اختلاف طبيعتها وتضاريسها الجغرافية فضلا عن اختلاف مناخاتها وحتى لهجات سكانها.
فهناك سكان سهول تهامة، الذين لهم خصوصياتهم وفنونهم وتراثهم، وايقاعاتهم و«ارتامهم» الخاصة والمختلفة معاً.
وهناك سكان مناطق السراة.. الذين ينسحب عليهم ما ذكرناه عن سكان سهول تهامة.
أيضاً هناك سكان البادية.. بخصوصياتهم التراثية وثقافاتهم الشعبية التي تتماشى وتنسجم مع طبيعة حياتهم البدوية المتوارثة والتي لاتختلف كثيرا عن طبيعة سكان البادية في أي منطقة أخرى من حيث الأصالة والتمسك بمبادئ الآباء والأجداد حتى فيما يتعلق بالموروثات.
ورغم ذلك الاختلاف الجغرافي والمناخي الجنوبي.. إلا ان هناك من الألوان الشعبية الجنوبية مايجمع البدوي، وكذلك السروي مع التهامي في قالب واحد من حيث الاشتراك في كيفية الأداء، والنظم والمقومات وحتى الأدوات كالعرضة مثلاً.. وإن حدثت بعض الاختلافات الطفيفة، التي قد لاتتعدى جزئية (الرتم الايقاعي) الذي قد يتميز بالبطء هنا والسرعة هناك.
وحيث قد أتاح لي استاذنا الشاعر/ الحميدي الحربي شرف المساهمة المتواضعة من خلال هذه «الزاوية» الاسبوعية.. لذلك فإن تناولي ابتداء من لقائي المقبل بكم (إن شاء الله) سكيون من قبيل الاجتهاد ما أمكن للتعريف ببعض الألوان الجنوبية وقد أصيب وقد أخطئ فإن أصبت فذاك ما أسعى إليه وان أخطأت فالعذر و«السموحة».
وعسى أن أوفق في تقديم مايرقى إلى أذواقكم، وبالتالي إلى المستوى المتميز لهذه الصفحة وإلى اللقاء.
|
|
|
|
|