| العالم اليوم
* صنعاء الجزيرة عبدالمنعم الجابري:
لا تزال الأجهزة الأمنية والسلطات المعنية الأخرى في اليمن مستمرة في إجراءاتها وتدابيرها المختلفة التي راحت تتخذها في أكثر من اتجاه ضمن ما يعرف بحملة مكافحة الإرهاب، وذلك على خلفية هجمات ال 11 من سبتمبر الماضي على الولايات المتحدة الأمريكية وتداعياتها التي جلبت المتاعب لكثير من دول العالم ليس من حيث حجم الأضرار التي ألحقتها باقتصاديات هذه الدول فحسب، وإنما أيضاً إجبارها على الدخول في دوامة الصراع ضد الإرهاب نزولاً عند رغبة الإدارة الأمريكية وما تمارسه من ضغوط وتهديدات إضافة إلى المطالب التي لا حدود لها.
ولعل اليمن التي يعتبرها المسئولون الأمريكيون بأنها من ضمن تلك الدول التي تتواجد فيها عناصر ممن يطلقون عليها صفة الإرهاب، قد رأت بأنه لا خيار أمامها غير اتخاذ مثل تلك الإجراءات التي يمكن من خلالها تصحيح أي لبس أو فهم خاطىء لموقفها من قضية الإرهاب والتخلص من كل ما يمكن أن يكون مصدراً لإثارة الشبهات.. ونتيجة لذلك ومع وجود الضغوط المتزايدة وما تصفه بعض الأوساط السياسية اليمنية بممارسات ابتزازية امريكية على اليمن.. فقد قررت السلطات اليمنية الاستمرار في إجراءاتها المتصلة بمكافحة الارهاب التي تشتمل على جوانب مختلفة سواء في تعقب الاشخاص المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة أو بابعاد العناصر الاجنبية غير المرغوب فيها الى خارج البلاد او بتشديد الرقابة على المنافذ لمنع تسلل اية عناصر مشتبه فيها وكذا تشديد الاجراءات المتصلة بدخول الاجانب الى البلاد.. وحيث إن هذه الإجراءات بشكل عام تُعد مكلفة ولها آثار وخسائر مادية وبشرية، كما حدث في الشهر الماضي عندما قتل 24 شخصا من قوات الجيش والشرطة خلال تعقب اثنين من المطلوبين بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة.. لكن الواقع يحتم الاستمرار في هذا النهج بغض النظر عما يمثله من صعوبات او ما يسفر عنه من أضرار.
وفي هذا السياق تؤكد مصادر رسمية في صنعاء بان الحملة التي بدأتها وحدات من قوات الجيش والشرطة الشهر المنصرم لتعقب اثنين من المتهمين بانتمائهما الى «القاعدة» ما تزال مستمرة ولم يتم ضبطهما حتى يوم امس وذلك خلافا لما كانت قد ذكرته بعض وسائل الاعلام من ان شخصيات قبلية قد سلمتهما الى السلطات الرسمية.ونقلت جريدة «26 سبتمبر» الاسبوعية في عددها الصادر امس الخميس عن مصدر رسمي قوله: ان الانباء التي ذكرت بان المدعو على قايد سنيان الحارثي «ابو علي» قد سلم نفسه غير صحيحة.. واكد بان الضغوط ما تزال مستمرة من جانب الاجهزة الامنية من اجل القبض على الشخص المذكور بالاضافة الى المدعو محمد حمدي الاهدل وقد صعب القبض عليهما.
وحيث نفى المصدر كذلك ما تردد حول تسلم اليمن لقائمة جديدة من الجانب الامريكي تضم اسماء عشرين شخصا كمتهمين بالارتباط بتنظيم القاعدة.. فقد افاد بأن السلطات الحكومية تحتجز نحو عشرين شخصاً من شيوخ القبائل في منطقتي «عبيدة» و«بلحارث» بمحافظة «مأرب» وذلك لإجبارهم على تسليم ثلاثة عشر شخصا تتهم هم السلطات بقتل الجنود والضباط من افراد الجيش والشرطة خلال حملة متابعة «ابو عصام» و«ابو علي» خلال الشهر الماضي في محافظة «مأرب».وفي سياق التدابير التي تقوم بها السلطات الرسمية في اليمن تم خلال اليومين الماضيين نشر المزيد من وحدات القوات المسلحة والامن في مناطق مختلفة في محافظات «مأرب، شبوة والجوف» الشرقية..
وذكرت مصادر رسمية ان الهدف من ذلك هو الحفاظ على الامن والاستقرار في هذه المناطق وتحقيق السيطرة الامنية الفاعلة عليها.. وهذه الخطوة تأتي من منظور كون هذه المحافظات الثلاث تشكل مصدر قلق وازعاج دائم للحكومة اليمنية، لان كثرة قضايا اختطاف الاجانب وجرائم التقطع وغيرها من الاعمال التي ألحقت اضرارا جسيمة بسمعة البلاد ووضعها الاقتصادي تتركز فيها.
وإلى جنب تكثيف التواجد الامني والعسكري في المحافظات المشار اليها تشير المصادر الى ان اجراءات مشددة تم اتخاذها مؤخراً مراقبة الحدود البحرية لليمن وبالذات على شواطىء البحر العربي وذلك بهدف الحيلولة دون تسلل اي من العناصر الهاربة من أفغانستان أو من أي مكان آخر إلى داخل الاراضي اليمنية.. وتشارك في اجراءات المراقبة هذه الى جانب بعض القطع البحرية طائرات مقاتلة ومروحيات ويأتي ذلك من منطلق انه لو تمكن اي من اولئك الذين تطاردهم الولايات المتحدة من الدخول الى الاراضي اليمنية فإن ذلك سيجلب المزيد من المشاكل والصعوبات بالنسبة لليمن.. كما انه لن يكون من السهل تعقبهم اذا ما تمكنوا من التسلل الى الداخل نظرا لوجود العديد من العوامل والظروف التي تشكل عقبات امام ذلك.. سواء من حيث الطبيعة الجغرافية ووجود التضاريس الجبلية الوعرة والقاسية، او من حيث مواقف بعض القبائل اليمنية التي لها عادات وتقاليد خاصة تجعلها تقدم الحماية الكافية والدفاع عن اي شخص قد يلجأ إليها أو يطلب مساعدتها..
ومثل هذه القبائل لا تتنازل بسهولة عن مواقفها ووقوفها الى جانب من يستجيرها.
وبالاضافة الى ما سبق الاشارة اليه حول الاجراءات التي دأبت السلطات اليمنية على اتخاذها تجري حاليا الترتيبات النهائية لترحيل نحو 80 شخصا من الطلاب الاجانب الذين كانوا يدرسون في احد المعاهد الدينية في محافظة «مأرب».
وبحسب ما اكدته مصادر «الجزيرة» فإن بعض هؤلاء الطلاب سيتم تسليمهم الى حكومات الدول التي ينتمون اليها بناء على طلبات رسمية تلقتها اليمن من تلك الحكومات.
والطلاب المشار إليهم وهم من جنسيات عربية واسلامية ومن بينهم باكستانيون واندونيسيون وسوريون وسودانيون وعراقيون وغيرهم كان قد تم القبض عليهم لاسباب تتعلق بقوانين وانظمة الاقامة كما ذكرت مصادر رسمية.... لكن مصادر غير رسمية تشير الى ان هذه الخطوة جاءت من منظور ان وجود الطلاب المذكورين في اليمن وبالذات في معهد ديني امر مثير للشبهات الى جانب ان ترحيلهم يعزز من موقف اليمن امام الولايات المتحدة .
|
|
|
|
|