| تحقيقات
* رفحاء تحقيق منيف خضير:
إذا شاهدت سيارة صغيرة تكاد تلتصق بشاحنة أو تريلة في بدايات هطول الأمطار فتأكد أن هذه الحركة مقصودة عند هؤلاء الشباب سائقي السيارات الصغيرة وذلك من أجل أن يتطاير الطين من عجلات التريلة ويلتصق على جسم السيارة الصغيرة، فإذا ما نشف وجف هذا الطين أعطى للسيارة منظراً مميزاً في نظر هؤلاء الشباب. ويمكنهم بعد ذلك أن يتحكموا في شكل السيارة فبعضهم ينظف السيارة من أسفل ويتركها «مغبرة» من أعلى والبعض يفعل العكس. وبعضهم يكتب عليها كلمات ورسومات وأشكالا غريبة تلفت الأنظار إليه ويحقق من خلالها جزءاً من الغرور بذاته وبمظهر سيارته..
«التغبير» هو عادة تحولت إلى ظاهرة أكثر ما يمتهنها المراهقون بهدف الاستعراض أمام المجتمع والتميز بين الأقران، هي ظاهرة خطيرة ومكلفة مادياً ومعنوياً يلعب خلالها الشباب لعبة الموت دون اكتراث بالخطر المحدق بهم في ظل غياب الرقيب وتقلص دور البيت الرقابي وسلبية وسائل الإعلام والمؤسسات التربوية..
سائقو الشاحنات يصرخون: هؤلاء المراهقون يضايقوننا ويزعجوننا على الطريق ورجال الأمن للأسف الشديد متفرجون!!
كل شيء عن هذه الظاهرة الشبابية تطالعونه في هذا التحقيق، حينما فكرت في اجراء هذا التحقيق الصحفي فضلت أن أتواجد بنفسي في الميدان، وفعلاً ركبت سيارتي وأخذت آلة التصوير وانطلقت على طريق الشمال الدولي «الشهير» وكان ذلك صباح يوم جميل أظفت الغيوم المتراكمة لونها الداكن على أجواء الطريق والمطر بدأ ينهمر بشكل جعل الرحلة ممتعة.. كل ما أعرفه عن التغبير هو أن السير خلف الشاحنات في جو ممطر يغطي السيارة بلون طيني داكن ولكن عرفت فيما بعد أن التغبير فن قائم بذاته، لا يجيده إلا أربابه، والسير خلف التريلات لا يجب أن يكون عشوائياً بل يجب أن تخطط له أيها المغُبَّر فمرة على جنب، ومرة خلفها ومرة تقترب من السيارات القادمة وهكذا.. المهم سلكت الطريق بسرعة من (80 100كم) ولاحظت كثرة المغبرين في المناطق التي تكثر بها القرى والهجر، وشاهدت السيارات المغبرة بكثرة قرب المدارس التي شاهدتها أثناء الطريق فأدركت أن التغبير هواية للمراهقين تستهدف لفت الأنظار إليهم والاستعراض أمامهم.
التغبير عملية خطرة فكم من مرة كدت أن اصطدم بالسيارة التي أمامي لانعدام الرؤية نتيجة المياه التي ترشقها السيارات القادمة على زجاج سيارتي الأمامي، كذلك لتطاير الرذاذ بشدة على الزجاج، كانت رحلة لا تخلو من مخاطر، استمرت الرحلة قرابة الساعة قطعت خلالها حوالي «100كم» حتى وصلت قرية اسمها «المركوز» 150 كم غرب رفحاء ثم عدت أدراجي وقد التقطت العديد من الصور التي أراها تخدم الموضوع. الحمد لله أنني لم أر حادثاً واحداً على الطريق ولكن ذلك لا يعني أن هذه الهواية قليلة المخاطر بعد نهاية الرحلة توقفت ونظرت إلى سيارتي فإذا بها كالجديدة ولم تكتس بالطلاء الطيني «التغبير» عرفت فيما بعد أن التغبير لا يصلح وقت هطول المطر بشدة لأنه يغسل السيارة من الغبار!! ألم أقل لكم أن التغبير فن لا يجيده إلا أهله؟!!
ما هو التغبير؟!
تحدث في البداية الشاب سعود محمد عن التغبير قائلاً: «التغبير» مصطلح اكتسب تسميته من الفعل «غبَّر» وهو مصطلح شائع بين الشباب ويقصد به طلاء السيارة بلون داكن يميل إلى السواد وذلك عن طريق الرذاذ المتطاير من اطارات الشاحنات وقت هطول الأمطار مما يضفي على السيارة لوناً مغايراً يمّكن الشباب من التحكم بمظهر سياراتهم عن طريق كتابة عبارات معينة على جسم وهيكل السيارة أو وضع رسومات معينة!!
وحول نفس السؤال أجاب أيضاً محمد الشمري قائلاً: التغبير من الغبار أي تغبير السيارة بالغبار. وفي رأيي التسمية غير دقيقة لأن الغبار لا يعلق بالسيارة والمادة الملونة التي تعلق بالسيارة هي الطين أو الوحل فالأفضل تسمية هذه الهواية بالتطيين!!
صاحب محل زينة عصام يرى أن التغبير لا يكون فقط أيام المطر. وليس سببه الوحيد الرذاذ المتطاير من اطارات «عجلات» التريلات. نحن مثلاً نبيع مادة هي عبارة عن بوية ولها لون ترابي يميل إلى الصفرة يستخدمه الشباب في طلاء سيارتهم، كذلك هناك طريقة أخرى يلجأ إليها الشباب أحياناً هي وضع طين مبلل بالماء على السيارة ثم يتركونه حتى ينشف بعد ذلك يتحكمون بشكل الزخارف والرسومات على السيارة.
ويختم عصام ساخراً: باختصار المسألة كلها طين في طين!!
التريلات أيام المطر
عن طريقة التغبير تحدث الشباب ضاري عقاب التمياط قائلاً: بعد هطول الأمطار يكون الأسفلت مملوء بالمياه الممزوجة بالتراب، وأشهر طريقة للتغبير هي المشي بالسيارة خلف تريلة حيث يتطاير من اطاراتها الرذاذ المحمل بالغبار والوحل والماء ويعلق بسيارة المغبّر الذي يفترض منه أن يسير بقرب الشاحنة وبنفس سرعتها، ويستمر الشاب عادة خلف التريلة مسافة طويلة تصل إلى 30كم تقريباً أو مدة نصف ساعة. وكلما زادت عدد مرات المحاولة كلما ظهرت السيارة بمظهر أجمل وأكثر طلاءً!!
فايز متروك يوافقه على هذه الطريقة معتبراً أنها الأشهر والأكثر استخداماً لأن المشي بالسيارة خلف التريلة يعطي فرصة للطين المتطاير من التريلة أن يعلق بكافة أجزاء السيارة من فوق إلى تحت، ولكن هذه الطريقة هي الأخطر أيضاً فربما وقعت الحوادث نتيجة لذلك. لأن الزجاج الأمامي يتسخ بشكل سريع ومتكرر وتنعدم الرؤيا أثناء السير بسرعة!
سليمان الفريح «20» سنة يتحدث عن طريقة أخرى للتغبير وهي السير بالسيارة بجانب التريلة وقت نزول المطر بحيث يكتسي جانب السيارة باللون الطيني المائل للسواد، ثم يفعل نفس الشيء مع الجهة الأخرى من السيارة. وأؤكد لكم أن للتغبير عدة طرق متعارف عليها عند الشباب، ولكل شاب مزاجه الخاص في التغبير أيضاً!!
نلفت الانتباه
سألنا مجموعة من الشباب ماذا تستفيدون من تغبير سيارتكم وتغيير لونها في أيام المطر.. ؟وتنوعت الاجابة بين الطرافة والغرابة!!
الشاب محمد حسن أكد بجرأة أنه لا فائدة على الاطلاق من التغبير للسيارة، ولكن لا أخفيكم «والحديث لمحمد» أنني أشعر بالسعادة عند تغبير سيارتي، ويبدو مظهر السيارة أمام أقراني لافتاً للنظر!! وأكد حسن أن حب الظهور أمام الآخرين هو السبب الرئيسي لانتشار هذه الظاهرة بين الشباب لذلك تجد الشاب الذي لا يعرف هذه الطريقة يسأل عنها بعد أن يعجبه شكل السيارة «المغبّرة» ومن هنا تنتقل العدوى!!
بالعكس لها عدة فوائد هكذا بدا الشاب عبدالله فهد الشمري أكثر تمسكاً بأهمية التغبير مضيفاً أن عملية التغبير تعطي السيارة مظهراً جميلاً، ثم أنها تبرز الشخصية تجعل صاحب السيارة المغبّرة مميزاً أمام زملائه في الشارع، ولكن حب الظهور لا شك أنه السبب الرئيسي في انتشار هذه الظاهرة، فحينما أغبّر سيارتي أشعر أنني مميز أمام الآخرين!!
أشعر بطعم الانتصار بين أصدقائي المغبرين!! سليمان الفريح يؤكد أن موسم هطول الأمطار محدود بفترة معينة ومن لم يستغله جيداً يروح عليه. ونحن نتفاخر أمام زملائنا بالتغبير ومن «يطيّن» السيارة أكثر هو الرابح بلا شك في لعبة حب الظهور هذه.. ياه أشعر أنني مميز أمام أصدقائي إذا غبرت سيارتي بشكل جيد!!
نحقق ذاتنا
كيف ينظر الشباب عادة للسيارة المغبرة؟! وكيف ينظرون للشاب المغبّر؟!
فايز متروك أكد أن النظرة ليست واحدة منهم من ينتقد مثلاً هذه الهواية ويرى أنها تدل على عدم نظافة صاحب السيارة. ومنهم من تلفت السيارة بغبارها المصبوغ بعناية على هيكلها أنظار الآخرين وخصوصاً الشباب الصغار الذين يحاولون أن يقلدوا أقرانهم الكبار!!
محمد حسن يقول: بالعكس الشباب كلهم ينظرون إلى السيارة المغبرة بأنها أجمل السيارات وأنا دائماً أحرص على سؤالهم عن أفضل طرق التغبير!!
سليمان الفريح يتفق في أن النظرة إلى السيارة المغبّرة مفتاوتة بين الشباب أنا مثلاً أجد من أصدقائي اشادة على طريقة تغيير لون سيارتي مؤقتاً عن طريق التغبير..
وبعضهم ينتقدني بشدة معتبراً هذه الهواية مظهراً سلبياً من مظاهر الفراغ!
ضاري التمياط يقول: هل تعتقدون أن الشباب سيستمرون في التغبير لو لم يجدوا تعزيزاً معيناً من أقرانهم.
أنا أؤكد لكم أن الشباب في المدارس يشدهم جداً منظر السيارة المغبرة ويعتبرون صاحبها محظوظاً ومميزاً، فالتغبير ارتبط في مخيلة كثير من الشباب بالأناقة والفتونة!!
ويضيف: نعم نحقق ذاتنا، ونشعر بالفخر أمام أقراننا لأننا نملك سيارة أولاً ونغبّر ثانياً!!
غياب الرقيب
وضعف الوعي
لا شك أن ظاهرة التغبير خطرة جداً على الشاب وعلى سيارته.. ولكن ماهي أسباب هذه الظاهرة؟!
سلطان المهلكي «بكالوريوس علم نفس وباحث اجتماعي» يحلل أسباب هذه الظاهرة قائلاً: معظم الظواهر السلبية في المجتمع ومنها مثلاً ظاهرة التغبير تنشأ نتيجة خلل في تربية الشاب منذ البداية، فالشاب الذي ينشأ غير مقدر للمسؤولية ينتظر منه الكثير من الظواهر السلبية. تفكك الأسر وضعف وغياب الأب سبب رئيسي في انحراف الشباب «ونحن لا نقصد أن التغبير انحراف بقدر ما نقصد أنه ظاهرة سلبية» وبالتالي ظهور بعض التصرفات الخطرة منهم مثل ظاهرة التغبير!!
ولا ننسى دور الفراغ أيضاً في استجلاب مثل هذه التقليعات الشبابية التي تصاحب سناً زمنياً معيناً وترتبط ارتباطاً مباشراً بفترة المراهقة خصوصاً إذا عانى الشباب من قلة وسائل الترفيه التي تتحدى قدراتهم وتناسب ميولهم لذلك يلجأ الشباب إلى ابتكار طرق أخرى للتعبير عن مشاعرهم المتأججة نتيجة للتغيرات الفسيولوجية المصاحبة لفترات نمو الشاب.
أمر آخر تجدر الاشارة إليه هو أن غياب الرادع عموماً قد يساهم في ظهور وتألق مثل هذه الظواهر. فالرقابة سواء المنزلية أو في الشارع عبر الجهات الرسمية ضرورية لدرء الخطر المتوقع من هذه الظاهرة المنتشرة بين الشباب نتيجة قلة الوعي بخطرها. فعلى الوسائل الإعلامية مسؤولية كبرى في عرض هذه الظواهر وابراز سلبياتها ومحاسنها إن وجدت ويختتم المهلكي قائلاً: عموماً شبابنا فيهم الخير والبركة وهذه الظواهر تظهر في سن معينة ثم ما تلبث أن تزول وتعاود الظهور في الأجيال الأخرى وهكذا.. ومن هنا وجب التنبه لخطرها!!
ولكن دعونا نتوجه للشباب أنفسهم لنسأل عن سبب وجود هذه الظاهرة؟!
الشاب ضاري التمياط يقول: عدم وجود وسائل للترفيه سبب من الأسباب في انتشار هذه الظاهرة فلو وجدت مثلاً ساحة للتفحيط أو ملاهي لما انتشرت هذه الظاهرة!!
زميله فايز متروك يتفق معه ويؤكد أن الشاب لا يدري كيف يقضي وقت فراغه في ظل عدم قدرته على ممارسة هوايته المفضلة. نحن نحب السيارات وبصراحة لا توجد وسائل ترفيه تتعلق بهواياتنا المفضلة.. فلا تلومونا!!
محمد حسن يرى أن غياب الرقيب سبب في بروز هذه الظاهرة واستفحالها بهذا الشكل. فلو كان هناك رقابة من الدوريات والنجدة مثلاً وقت هطول الأمطار على الطرقات السريعة والشوارع لما تكررت مثل هذه الظواهر السلبية.
عبدالله فهد الشمري يرى أن غياب دور مؤسسات المجتمع التربوية والإعلامية سبب رئيسي في ظهور مثل هذه الظواهر فبصراحة الشباب بحاجة للتوجيه والنصح والاقناع لبيان خطر ما يقومون به.
فالمدرسة تؤدي أدوار سلبية لا تلبي رغبات المراهقين، وكذلك وسائل الإعلام تناقش القضية من زوايا ضيقة، وتضع المراهق دائماً في موضوع الاتهام. نحن نريد الاقناع أولاً وايجاد البدائل النافعة!!
سليمان الفريح يؤكد أن السبب الرئيسي هو الفراغ لا غيره، فالشاب لا يجد البدائل التي تناسبه لممارسة هواياته.. ومتى ما استطاع الشاب تنظيم وقته واستغلاله ستزول معظم هذه الظواهر!!
التغبير.. خطر ينتظرهم
ü نعم هناك مخاطر كثيرة تنتظر من يقوم بالتغبير عايد خلف شاب في العشرين من عمره يؤكد انه فقد أحد أصدقائه، مات وهو في عمر الزهور بسبب إصراره على التغبير في جو ممطر تنعدم فيه الرؤيا نتيجة لهطول المطر بشكل متواصل.
فالتغبير هو خطر محدق لأن الشاب يقود سيارته بسرعة ملتصقاً بالتريلة أو مسرعاً بالقرب منها وهذا ربما عرضه للاصطدام بها أو محاولة تحاشيها وبالتالي الانحراف عن المسار الصحيح..
ü محمد العنزي يقول: كثير من أصحاب الشاحنات «التريلة» يحاول تعمد ايقاع الضرر بالشباب الذين يسيرون خلفه بقصد التغبير، حيث نجد ان بعض أصحاب التريلات يخفف من السرعة فجاءة أو يميل بسيارته جهة المراهق، أو يضيق المسار عليه وكل ذلك يعرضه للخطر.. ناهيك عن فكرة اتلاف بوية السيارة بكثرة الغبار والطين الملتصق بها وتنظيفه يُبقي في السيارة بعض التشققات والخطوط التي ترتسم على «بودي» السيارة!!
ü سليمان الفريح يؤكد انه اصطدم بالرصيف أثناء لحاقه بتريلة في أحد الطرق الرئيسية فقد كنت مسرعاً خلف تريلة وفجأة أراد صاحبها الانعطاف يميناً، فلم يكن لي خيار إلا الهروب يميناً فارتطمت بالرصيف وتضررت سيارتي!!.
عبدالله فهد يؤكد أن بعض سائقي الشاحنات أخرجه عنوة من الطريق لأنه لا يرغب أن يسير ملتصقاً به بهذه السرعة خوفاً من وقوع حادث. ويضيف عبدالله: ومن هنا تقع الحوادث!!
تكثيف الرقابة
ما هي الحلول المناسبة لإزالة هذه الظاهرة الخطرة «التغبير»؟!
أحد المغبرين عبدالله فهد يرى أن غياب الرادع هو السبب الرئيسي في تفشي هذه الظاهرة فلو فرضت المخالفات على كل سيارة مغبرة لما تجرأ أحد على التغبير، كذلك وقوف رجال الأمن على الطرقات العامة والشوارع الرئيسية وقت هطول الأمطار يساعد في القضاء على هذه الظاهرة. ولا شك أن التوجيه والارشاد أيضاً له دوره في زيادة الوعي لدى الشاب.
سليمان الفريح يرى أن رجال الأمن هم السبب لأنهم لا يوجهون الشباب في المدارس إلى خطر مثل هذه الممارسات. والمدارس أيضاً مسؤولة فالتوعية قليلة وغير مقنعة والشباب للأسف سائرون على هواياتهم دون تدخل من أحد!!
ضاري التميا بدا أكثر تشاؤماً وقال الحل في نظري هو عدم وقوف رجال الأمن في الطرقات السريعة بعد هطول الأمطار لأن الشباب مغبرون لا محالة!!
زميله محمد حسن اتفق معه أيضاً وقال: لا يوجد أي حل لزوال هذه الظاهرة فهي راسخة عبر الأجيال وتتناقلها الأجيال جيلا بعد آخر، والدليل هو وجودها الآن ونحن في الألفية الثالثة!!
الباحث الاجتماعي المهلكي يلخص الحل بقوله: استغلال أوقات الفراغ وتربية المراهق على النظافة وتعتبر المسؤولية وتثقيف الشاب عن طريق المدرسة ووسائل الإعلام وتكثيف الرقابة والغرامات المرورية على الشباب هي الحلول المتوقعة لانتشال هذه الظاهرة.
أصحاب التريلات: هؤلاء المراهقون يضايقوننا
ماذا قال أصحاب الشاحنات «التريلات» وهم يرون سيارات المراهقين تلتصق بهم وبسرعة جنونية من أجل التغبير؟!
سائق شاحنة محمد أحمد المحارمة «36 سنة» أردني يقول: فعلاً هؤلاء المراهقون يشغلوني أثناء القيادة بهم صدقوني أنسى الطريق وأنشغل بهم خوفاً عليهم وعلى نفسي فكثيراً ما تقع حوادث شنيعة بسبب حركاتهم تلك، وأحد زملائي تعرض الأسبوع الماضي لموقف مشابه، أما أبشع الحوادث على الاطلاق هو اصطدام أحد زملائي السائقين بشابين على طريق عرعر/ طريف مما تسبب في وفاة الشابين وهما رحمهما الله في مقتبل العمر وهذا الحادث لا يفارق خيالي إلى الآن!!
وعن دور رجال الأمن للقضاء على هذه الظاهرة قال المحارمة: بصراحة رجال الأمن متفرجون ولم يساهموا في الحد من هذه الظاهرة، وكثيراً ما ألجأ للوقوف المتكرر بسبب زحمة السيارات خلفي كل ذلك على حساب وقت سفري ووقت عائلتي!!
فالمشكلة تتمحور في عدم وجود رادع قوي لهؤلاء الشباب وكذلك غياب الآباء وتركهم للأبناء يغامرون في طرق الموت. ويجب علينا توعية أبنائنا عن طريق وسائل الإعلام الغائبة والبعيدة عن حاجات الشباب ومشاكلهم!!
سائق آخر السيد محمد ابراهيم سليمان (44 سنة) مصري الجنسية يرى أن الأضرار الناتجة عن لحاق الشباب بهم كثيرة جداً رغم أننا لا نتعمد اضرار أي سائق ولكن نتمنى أن يبتعدوا عن مركباتنا أثناء السير بالقدر المعقول. فهم لا يتجاوبون مع القيادة الصحيحة ويلصقون سياراتهم بسياراتنا مباشرة وهذا قد يوقع الحوادث مع أي لحظة توقف أو تهدئة للسرعة.
ورجال الأمن عليهم مسؤولية عظمى فلو وجد هؤلاء المراهقون الجزاء الرادع لما كرروا هذه التجربة!!
سائق ثالث حسان أحمد ابراهيم (47 سنة) سوري الجنسية يقول لم أر هذه الظاهرة «التغبير» إلا عندكم في السعودية رغم أنني أسلك الطريق الدولي من تركيا إلى سوريا فالأردن فالسعودية فبلدان الخليج كلها، وأكثر المناطق ممارسة لهذه الظاهرة هي الحدود الشمالية وخصوصاً من فئة المراهقين أما أكثر السيارات تغبيراً فهي الداتسون «الوانيت» والسيارات الصغيرة مثل الكراسيدا والمكسيما والكامري.. وغيرها.
وعن خطر هذه التقليعة قال حسان: هي خطرة جداً أحد الشباب لحق بي مسافة 70 كم وكنت أمشي خلالها بسرعة «90 كم» من أجل التغبير وحينما أراد تجاوزي فجأة وجد سيارة أخرى تقابله فوقع حادث شنيع لازلت أتذكر تفاصيله جيداً حيث انعدمت السيارة الصغيرة البيضاء اللون وتناثرت أشرطة الكاسيت على جوانب الطريق أنه منظر مؤسف ومن أجل ماذا؟! من أجل التغبير.
وأضاف حسان متهكماً: كل الناس تنظف سيارتها إلا هؤلاء الشباب يوسخون سياراتهم، فعلاً: الجنون فنون. على رجال الأمن مسؤولية كبيرة ولكن ليس من المعقول أن يقف كل رجل أمن مع كل شاب، فالشاب لا بد أن يقدر قيمة المركبة التي يقودها وأنها وضعت لقضاء حاجاته وليس للعب بها.
|
|
|
|
|