| تحقيقات
* تحقيق محمد الدبيس:
تتباين الآراء حول مصداقية التخفيضات التجارية التي يعلن عنها بين فترة واخرى في كثير من المحلات والمراكز التجارية ويبدو ان اسلوب المبالغة في التخفيض يفقد كثيراً من المصداقية أمام المستهلك فحينما يعلن مركز ان تخفيضه الموسمي يصل الى 70% فكم كان يكسب ولماذا هذا التخفيض الهائل وما نوع البضاعة المعروضة وهل تستحق هذه الاسعار ام ان الحقيقة ان سعرها يقل عن سعرها بعد التخفيض وكانت الاسعار السابقة أضحوكة على الزبون وخدعة يشربها المستهلك الجاهل بألاعيب التجار وما دور الغرفة التجارية وحماية المستهلك والجهات المختصة بوزارة التجارة...؟ هذه التساؤلات نحاول الاجابة عنها فيما يلي:
أزمة ثقة
ورغم انتشار ظاهرة التخفيضات في الفترة الاخيرة الا انه ليس هناك اقبال على بعض من هذه المحلات التجارية التي تزين واجهاتها بالاسعار المخفضة للبضائع وخلال جولتنا في عدد من المحال المعلنة عن التخفيضات أو التنزيلات كانت نسبة الشراء قليلة جداً وامام أحد المحلات المعلنة وقف بدن السبيعي ليشاهد بعض المعروضات وأوضح بقوله انا لا احرص كثيراً على الشراء من المتاجر التي تعلن عن التنزيلات لأنني أشعر بأنها غير حقيقية وغالبا ما تكون المعروضات قد انتهت موضتها أو ذات خامة رديئة.
وفي احد المتاجر الكبرى لبيع الملابس الجاهزة وقف الطالب أحمد الدبيس حائراً لاختيار بعض الملابس وقال: لا أذهب الى السوق دائما الا لشراء الاحتياجات الضرورية لي ولكن هذا المتجر أثق فيه كثيراً لذلك انتهز الفرصةعند إعلانه عن التخفيضات وأسارع بشراء ما يعجبني وأراه مناسباً لي.
العروض حقيقية أم وهمية؟
بينما ترى أم فهد أن الأسعار تختلف قبل وأثناء التخفيضات وأن أغلب التخفيضات التي تحرص على الذهاب إليها دائما حقيقية مائة بالمائة لشراء ما يحتاجه البيت والاولاد من ضروريات وغيرها من الكماليات.
ويوافقها في هذا الرأي عبد العزيز العدواني موظف شركة طيران قائلا: إن التخفيضات حقيقية ولكنني غالبا لا اشترى منها لانني لا أجد ما يناسبني.. فمعظم البضائع المعروضة خلال تلك الفترة تكون مخزنة أو موديلاتها قديمة.
فيما يرى عبدالله بداح (مدرس) ان أغلب التخفيضات وهمية لمجرد الكسب وخداع المشترين وان وجد القليل منها حقيقة فيكون خاصة في المحلات الكبيرة التي تخشى على سمعتها ومكانتها والتشكيك بمصداقيتها.
أما الاستاذ احمد (مصري) يقول: انه لم تعد هناك ثقة بين المستهلك والتاجر خصوصا عند الاعلان عن التخفيضات.
ويحكي منصور عبدالرحمن عن مقلب حدث له في التخفيضات فيقول: لقد اشتريت بعض الادوات الكهربائية من التخفيضات وكنت سعيداً جداً ولكنني بعد مدة اكتشفت ان زميلاً لي اشترى ما اشتريته بسعر اقل من متاجر اخرى ومن دون تخفيضات ومن يومها لم اعد أثق بالتخفيضات.
التجار يبررون
ويرد التجار وأصحاب المحلات التجارية حول آراء المستهلكين تجاه التحفيضات ومصداقيتها في المحلات التجارية فقد تحدث أحمد المنسي صاحب محل لبيع الاحذية قائلا: ان التخفيضات تجري مرتين في العام على جميع البضائع المعروضة وتكون في حدود 30% ونحن نعتبر التخفيضات فرصة لتشجيع وتنشيط عملية البيع.
وأكد ان الزبون أو المشتري الذي يتردد دائما على محل معين يمكنه كشف مدى صحة هذه التخفيضات اذا كانت حقيقية أم لا.
وأضاف علي المحسن صاحب محل ألعاب أطفال متسائلا لماذا لا يثق المستهلك بالتخفيضات مع انها صحيحة 100%؟ وقال انا تاجر ألعاب أطفال والالعاب دائما تتجدد وتخضع لموديلات جديدة على مستوى العالم ومتى انتهى وقتها أو سنتها تصبح قديمة و بقاؤها في المحل يتسبب في خسارة كبيرة ولذا يقوم صاحب المحل بعمل تخفيضات ببيعها مقابل سعر التكلفة.
فيما علق التاجر محمد الباهلي غاضباً وقال أخي الكريم ان من يقول هذا الكلام ليس لديه اي معرفة عن التجارة في البيع والشراء فيجب على الانسان ان لا تكلم من فراغ وللتوضيح فإن ما نقوم به من تخفيضات في محلاتنا هو بالاصل على البضائع القديمة وبهذه الصورة يكون المستهلك قد عرف الاسعار التي قبل التخفيضات والتي بعدها وعرف مدى مصداقية هذا المحل.
وأؤكد لك ان هناك بعض التخفيضات التي تكون اقل من التكلفة بكثير ولكن للاسف بعض المشترين لا يعلم هذا والمشتري دائما يبحث عن الاقل مهما كان نوع السلعة وهو يرى في نظره ان أصحاب المحلات دائما يكسبون في جميع الاحوال.
ويرى عبدالعزيز السيف صاحب أحد المحلات التجارية المخفضة أن التخفيضات تعتبر فرصة ينتهزها التجار لتصريف بضائعهم حتى لا يضطروا الى تخزينها الى مواسم قادمة مما قد يسبب خسائر كبيرة لهم والمستهلك ليس مخدوعاً كما يرى بعض المستهلكين وارجو من المستهلكين مراقبة سعر السلعة قبل وأثناء التخفيضات لمعرفة مصداقيتها.
الحصول على التصريح
وعن طريقة الحصول على التصاريح المتعلقة بالتخفيضات ذكر مسؤول في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ان هناك طلباً يقوم التاجر بتعبئته يتعلق بالمنشأة التجارية وهويتها وأنواع السلع المراد تخفيضها والأسباب التي تدعوه الى عمل التخفيضات ونوع التخفيضات سواء موسمية أو تصفية نهائية والمدة اللازمة للتخفيضات حيث يقدم الى أمين عام الغرفة التجارية الصناعية وأنه على طالب التخفيضات ان يتقدم قبل الموعد بشهر على الاقل ويجب ان لا تقل نسبة البضاعة الخاضعة للتخفيض عن 50% من بضاعة المحل.
وبين أنه لا يجوز للتاجر عمل تخفيضات موسمية أكثر من مرتين في السنة على ان لا تزيد المدة في كل مرة عن 45 يوماً وبين ان عدد التصاريح الممنوحة من 1/10 الى 24/10/2001م 120 تصريحا من قبل الغرفة التجارية الصناعية.
ضوابط وزارة التجارة
علق الدكتور عبدالعالي ابراهيم العبدالعالي مدير ادارة مكافحة الغش التجاري بوزارة التجارة قائلا:
حرصت الوزارة على وضع قواعد وضوابط خاصة للتخفيضات التجارية لضمان الجدية وعدم الخداع حيث صدر القراران الوزاريان رقم 757/3/49 بتاريخ 24/3/1405ه ورقم 895/3/49 بتاريخ 19/3/1409ه وقد اسندا للغرف التجارية الصناعية صلاحية منح تراخيص اجراء التخفيضات بعد التأكد من الالتزام بالشروط المنصوص عليها في هذا الشأن بموجب ذلك فانه يجوز لاصحاب المحلات التجارية الاعلان عن اجراء تخفيضات تجارية ولمرتين سنويا على الا تزيد المدة في كل مرة عن 45 يوماً.
وعن طريقة مراقبة المحلات التجارية المعلنة عن التخفيضات اوضح ان الغرفة التجارية تقوم بتزويد وزارة التجارة بالمحلات التي حصلت على تراخيص باجراء التخفيضات وذلك قبل 20 يوما من بدء سريان الترخيص لاعطاء الفرصة لاعضاء هيئة الضبط بالوزارة بجولة على عينات من المحلات التي حصلت على تراخيص باقامة التخفيضات للتأكد من صحة الاسعار التي قدمت للغرفة ثم يتم بعد ذلك مراقبة المحلات من خلال جولات ميدانية للتأكد من تقديم نسبة التخفيضات المصرح بها وضبط أي مخالفة تقع فيها تلك المحلات.
عقوبات للمخالفين
وأكد الدكتور العبدالعالي أنه يعاقب اي مخالف لتنظيم الاعلان عن تخفيضات عامة في اسعار بالمحلات التجارية بالعقوبات المنصوص عليها في المادة الاولى للفقرة (د) من نظام مكافحة الغش التجاري بحق المخالفين حتى تصل الغرامة من 5000 ريال الى 000،100 ريال أو باغلاق المحل مدة لا تقل عن اسبوع ولا تزيد عن 90 يوماً أو بهما معاً مع نشر العقوبة في احدى وسائل الاعلام على نفقة المخالف وقد سبق احالة مجموعة من مخالفي تنظيم التخفيضات الى اللجان المختصة وصدرت بحقهم العقوبات المناسبة في هذا الصدد.
محلات لا تعرف الإجراءات
ومن خلال الجولة التي قمنا بها في عدد من الاسواق والمحلات التجارية داخل مدينة الرياض فوجئنا بعدد ليس بقليل من المحلات التي تقوم بعمل تخفيضات من دون تصريح من الغرفة التجارية والصناعية بالرياض وعن ذلك سألنا اصحاب هذه المحلات وعن عدم حصولهم على تصريح او ترخيص للقيام بعملية التخفيض فأكد لنا العديد من اصحابها انهم لا يعرفون شيئاً يسمى تصريح تخفيضات او ترخيصاً وأنهم كثيراً ما يعملونها في أوقات مختلفة وهذا يخالف ما أكدته وزارة التجارة بأنها تقوم بجولات ميدانية على المحلات التجارية للتحقق من صحة التخفيضات حتى ان أصحاب بعض المحلات طلب صورة من الشروط اللازمة لإجراء التخفيضات والتي كانت بحوزتنا من الغرفة التجارية كنموذج كان معنا خلال الجولة..
|
|
|
|
|