| عزيزتـي الجزيرة
في يوم الثلاثاء 3/10/1422ه انتقلت إلى رحمة الله تعالى المقرئة الفاضلة الجليلة (المطوعة) سارة بنت علي المطير عن عمر يناهز التسعين عاما قضته بحمدالله في أعمال الخير كلها، حيث كانت صوّامة قوّامة محبة لعمل البر والاحسان ونحسبها والله حسيبها مثالا للمؤمنة الصادقة.
وكانت رحمها الله صاحبة فضل بعدالله على بنات كثير من الأسر بمحافظة الزلفي، حيث قامت بتعليمهن كتاب الله تعالى وذلك منذ السبيعينات الهجرية ولمدة طويلة..وقد كانت نعم المعلمة والمربية تتمتع بأخلاق المؤمنة من ورع وتقى وإخلاص، وكانت تقوم بعملها احتساباً للأجر وابتغاء ماعند الله وكان الناس آنذاك بحاجة ماسة إلى امرأة مثلها حيث لم يكن هناك تعليم عام فقامت بتعليم القرآن الكريم مقرونا بحسن التطبيق لآدابه وأخلاقه من التقوى والعفة والحياء والاخلاص. ولما كثر الاقبال على تعلّم القرآن الكريم من بنات المجتمع حينذاك قامت بتعليم ابنتها الكبيرة هيا بنت ابراهيم بن عبدالله الموسى وأصبحت مساعدة لها في ذلك فأدتا رسالتهما في وقت كان الناس أحوج ما يكونون لمن يقوم بذلك لندرة المتعلمات في ذلك الزمان، وكانت محل محبة وتقدير من الأهالي في محافظة الزلفي وألسنتهم تلهج بالدعاء لها وأن يتغمدها الله بواسع رحمته ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.والمعلمة هي والدة كل من عبدالله وعبدالرحمن وسليمان ومحمد أبناء ابراهيم بن عبدالله الموسى. وقد كان المصاب جللاً ولكن هذه نهاية كل حي (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).رحم الله المعلمة الفاضلة وغفر لها وأسكنها فسيح جناته ورفع درجاتها بمنه وكرمه مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.وبهذا فإني أرفع اقتراحاً لمعالي الرئيس العام لتعليم البنات وذلك بأن يتم تسمية إحدى المدارس بالمحافظة باسمها عرفانا ووفاء لدورها الذي قامت به قبل بداية التعليم النظامي، وهي إنما تستفيد من ذلك بالدعاء لها عند ذكرها وقد يكون ذلك من باب قوله تعالى «واجعل لي لسان صدق في الآخرين».وقد تكاثر حضور المصلين عليها وتشييعها إلى مثواها في قبرها جعله الله روضة من رياض الجنة وتسارع المعزون في وفاتها والدعاء لها وتخفيف المصاب بها من داخل المحافظة وخارجها ومنهم الأمراء والعلماء والفضلاء، فلهم جميعاً الشكر والثناء والدعاء بالمثوبة وعظيم الأجر. و«إنا لله وإنا إليه راجعون»، والحمد لله على قضائه وقدره، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالرحمن أحمد القشعمي
|
|
|
|
|