| أفاق اسلامية
* كتبت شيخة القحيز :
تعتبر الدكتورة أفراح بنت علي بن عبدالله الحميضي بأن الدعوة هي الوظيفة الوحيدة التي تؤنث وتذكر وتستلزم تضافر الجنسين، وأن أول شيء يتحتم على المرأة المستقيمة تداركه حتى تؤدي ما عليها من واجبات الدعوة إلى الله أن تعلم أن فريضة الدعوة ليست خاصة بفئة دون أخرى ولا بامرأة دون غيرها فكل النساء عليهن واجب الدعوة والنصيحة.
وتتحدث د. أفراح الحميضي أيضاً عن دورها الدعوي والكتابي ودور المال في الدعوة وحالات التأخر عن الزواج.
وتعمل د. أفراح الحميضي وكيلة للإدارة العامة للتوجيه والإرشاد في الرئاسة العامة لتعليم البنات. وفيما يلي نص اللقاء :
* في البداية سألنا د. أفراح الحميضي عن دور زوجها في نشاطك الدعوي والاجتماعي؟
بفضل الله كان له دور مساند، فهو يدفع بي إلى النشاطات الدعوية دفعاً إذا كلّت أو فترت همتي، ويأخذ بيدي إذا ضعفت مقدرتي، مشجعاً لي إذا ما أحسنت، مستشاراً لي إذا ما حرت والحمد لله.
* نلحظ نشاطك الكتابي، في بعض المطبوعات، فكيف تسنى لك مع كثرة المشاغل؟
رغم قلة وضعف تنفسي الكتابي فأنا أعتقد ان ذلك ليس نشاطاً كتابياً كما آمل أن يكون لكنه على أية حال جهد المقل حاولت من خلاله ان اجتاز طريقاً من طرق الدعوة قد أصل فيه إلى فئات لم استطع ان اصل إليها عبر الدروس والمحاضرات.
واعتقد ان من المناسب أن اعترف بأني لا أتميز بسلاسة في الأسلوب وتدفق في الأفكار لكنني أجد بين جوانحي فكراً أشبه أحرفاً وكلمات وجملاً بصعوبة الناحت أو أكتبي ان شئت انني ألد كل مقال ولادة كتابية قيصرية أما كيف تسنى ذلك مع كثرة الشواغل فاعتقد بادىء الأمر ان مرد ذلك إلى مباركة الله في الوقت ألا ترين أن كثيراً من أوقات نسائنا ورجالنا تذهب هباءً على أصحابها وزرها وهم في استطاعتهم ان ينتفعوا بذلك الوقت أيما انتفاع، ثم إن الهم الكتابي جزء من من الدعوى الذي أحمله بين جوانحي وأسعى بها في كل القنوات والطرقات.
* ما المجال التي يمكن للمرأة الدعوة من خلاله دون صعوبات معيقة؟
(1) عالمها الصغير أسرتها ذلك العمل الذي تدخله كل يوم بل تعيش فيه كل يوم تمارس فيه نشاطها الدعوي تضع ما تشاء من نصائح في بوتقاته وتجري ما تشاء من توجيهات على أسرتها.
(2) مجال التربية والتعليم حيث تستغل المعلمة كل حركة وسكنة ثانية وساعة في بث الوعي لدى الطالبات بحيث تستغل كل الدروس في تحريك آمال الطالبات نحو الحق فتتدافع نفوسهن الغضة نحو تبني سلوكيات إيجابية تسهم في تقوية شخصياتهن وسموها.
* مجالات الخير متعددة والدعوة كثيرة فأي الرجال سند للمرأة في ذلك؟
كل من يشارك المرأة في حمل همّ الدعوة هو سند لها. إذ إن الدعوة هي الوظيفة الوحيدة التي تؤنث وتذكر وتستلزم تضافر الجنسين فإذا كانت المرأة الداعية بحاجة لمساندة الرجل فهكذا الرجل الداعية بحاجة لمثل ذلك.
* في حقل الدعوة هل المال ضروري؟ وما عنصر قوته للداعية؟
نعم هو ضروري. لكن علينا بادىء الأمر ألاَّ نعتقد أن الدعوة قد تتعطل بدونه وإنما مساندة المال لجهود الدعاة يعجل ويسهم في تحقيق نتائج قد لا يمكن الوصول إليها بدون هذا المال. ولعلي أجدها فرصة سانحة لأهمس في أذن ذوات الأموال بأن لا يخسرن حظهن من الجهاد المالي (وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم) في دعم الجوانب الجهادية والدعوية والخيرية فرب مال لا تلقى صاحبته له بالاً أين انفقته تضعه في جوانب الخير فكان له دور في إسلام شخص.. أو فك كربة أو دفع ضيق، أو صد هجمة، أو نشر علم..
* ما علة الشباب من الجنسين في نظرك في التأخر عن الزواج إلى ما بعد 30 سنة من العمر؟
أولاً : حبذا لو ذكرت بعد سن الثلاثين وتوقفت فلم تذكري العمر ذلك ان بعد 30 سنة من العمر يكون الإنسان في عداد الموتى. فالثلاثون سنة من الولادة تحسب لا من عمر الإنسان الذي لا يعلمه إلاّ الله.
ثانياً: كنت أفضل لو طرحت بعض علل الشباب في تلك المسألة وسألتيني رأياً فيها فأنا أميل أن أتحدث بصوت الآخرين. لكن من خلال استقراء واقع المجتمع ألحظ أن تلك مشكلة موجودة بشكل بارز وكلا الطرفين المعنيين (الشاب، الفتاة) لهما من الحجج التي يرفعاها فحين يرفع الشاب راية تكوين نفسه ترفع الفتاة راية أكمل الدراسة وحين يصرخ الشاب المهور مرتفعة تحتج الفتاة بأنها ليست سلعة مجانية وهكذا.
ولعلي أجدها فرصة مناسبة لأملي للأطراف المعنية (الفتاة، الشاب، أسرهما) ببشارات أبشرهم بها :
فإلى كل فتاة .. لا تجعلي هاجس الغنى يسيطر عليك عند اختيار من سيقاسمك مسيرة الحياة وليكن سؤالك الأول والثاني والأخير حول الصلاح (وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) النور فهذا وعد من الله بأن يغنيهم من فضله.
وهمسة أخرى : ارضي بالقليل فسيبارك الله فيه فرب فتاة دُفع لها ودُفع لها من الصور العظيمة والهدايا الثمينة لكنها في حال فقر من السعادة الزوجية غريبة في بيتها لأنها ربطت السعادة بالماديات فحين ذهبت المادة أو اعتادت عليها بقيت النفوس تبحث عمق تألفه وتأوي إليه فلم تجد مكاناً تغدو إليه ولا صدراً يحنو إليها. فطارت السعادة بذهاب البركة.
ثم إني أهمس همسة أخيرة لك إن الزواج شراكة اجتماعية وليست شركة مالية فإذا اقبلت إليها بعواطفِك وبأملكِ في تأسيس بيت أسري تفوح منه رائحة الحب والرحمة والمودة والعطف فلا تجبري زوجك فمنذ البداية أن يدخل بعقلية مادية عند ذاك سيطول الحساب بينكما ويفقد بينكما الدفء والعواطف.
وإلى كل شاب : أحسب أنك ستتقبل مني هذه الكلمات الممزوجة بالحب لكل فتى صالح.
الكلمة الأولى: ألا ترى أن تكوين النفس الذي يدَّعيه بعض الشباب يتعارض مع النفقات المسرفة التي ينفقونها على أنفسهم في كماليات لا داعي لها أو من الممكن تأجيلها. وألاّ ترى أن ذلك الأمر يتعارض مع السفريات الطويلة أو العريضة إن شئت التي ينفق فيها الشاب من صلاحه ما لا يعوض أو من ماله ما تعب في جمعه وما لم يتعب فيه حتى إذا فكر في الزواج قال دعوني أكوِّن نفسي.
الكلمة الثانية : لك يا أخي الغالي، ألا تعلم أن لذة
البناء الاسري أن تشاطرك سواعد ناعمة في بناء لبنات الأسرة فأنا أرى ان التكوين الحقيقي للأسرة يبدأ بعد وضع الأكف على الأكف حينها يصعد البناء شامخا. يكفي من تكوين النفس ان تكون قادرا على سعادة نفس أوت إلى ظلك حينها ما سيكفيك سيكفيها وأنا أربأ بك أيها الغالي أن تظن انها دعوة للكسل والخمول لكن مصلحة الزواج بالقليل تقدم على مفسدة تأخير الزواج بحجة جمع الكثير فمهر قليل وشقة صغيرة وسيارة بسيطة تغني عن مهر باذخ وبيت عظيم وسيارة فارهة وكلمة أخيرة لك أيها الغالي: لا تكن الراية التي ترفعها بعض الفتيات سدا يمنع الزواج حين ترفع راية اكمال الدراسة.. عدها بذلك وأوف بوعدك وأعنها على ذلك فنتائج ذلك الأمر لصالحك أنت وكم من فتاة أكملت دراستها تحت كنف زوجها بل وإني أعلم كم من شاب أكمل دراسته ويده بيد زوجته واستمرا طلاباً في مدرسة الحياة.
وإلى كل أسرة للفتى وللفتاة أحسب أن دوركما عظيم في التأليف بين قلبين لأجل بذر بذرة أسرة مسلمة ويتأتى ذلك الدور في توجيه ونصح وارشاد الفتى والفتاة الى الغاية السامية من الزواج ومحاولة تذليل كل العقبات التي تحول دون ذلك الهدف الأسمى فتوجيه الطرفين الى حسن الاختيار يسهم مساهمة فعالة في اجتياز كثير من خطوات بناء الاسرة المسلمة.
* عندما تقدمين درسا أو محاضرة في مجمع نسوي ما الانطباع الذي تخرجين به؟
أحسب أني مقصرة في كل مرة أخوض فيها في بحر الدعوة فكم من النساء عطشى للعلم وللخير وحين نهم في ارواء ظمئهن ما هي إلا قطرات هي ما نملك لا تروي ظمأ ولا تطفىء لهيباً.. إن كل محاضرة أو درس تدفعني للآخر وكل درس أعده أحس فيه بمقدار جهلي فأنا المستفيدة حين تدفعني كل محاضرة للاطلاع والقراءة.
* ما رأيك في هذه الوسائل وكيف يمكن استغلالها في سبيل الدعوة؟ وكيف تتعاملين معها؟
المذياع: يكفيك إذاعة القرآن الكريم فهي جامعة بحد ذاتها فجزى الله القائمين عليها فكرة ومباشرة خير الجزاء فخيرها قد امتد في الخافقين وأحسب ان المستمع لها أربع سنوات جدير بمنحه شهادة جامعية.
الهاتف والفاكس والفيديو والكمبيوتر والانترنت وسائل لو اخضعت للتعامل السليم لكانت قنوات اتصالية دعوية مباركة فهي اجهزة صماء بكماء لا ترى ولا تسمع إلا من خلال مستخدميها فعلى سبيل المثال من يستخدم الهاتف للمعاكسات او لتمضية وقت الفراغ قادر على استغلال ذلك الجهاز لايصال كلمة خير، صلة رحم، بطاقة دعوة ومن يستخدم الفيديو لرؤية ما يغضب الله قادر على استغلاله في رؤية ما يباح فيزداد وعيا بمن حوله.
ومن يرى في الانترنت وسيلة لملاحقة المواقع المشبوهة او متابعة المحادثات المفسدة لوقته واخلاقه بإمكانه ان يجعل تلك الوسيلة وعاء يبث فيه للعالم أجمع سمو رسالتنا وعمق دعوتنا وأصالة اهدافنا.
* ما الذي ينقص المرأة المستقيمة حتى تقوم بالدعوة كما ينبغي؟
في اعتقادي ان اول شيء يتحتم على المرأة المستقيمة تداركه حتى تؤدي ما عليها من واجبات الدعوة الى الله ان تعلم ان فريضة الدعوة ليست خاصة بفئة دون أخرى ولا بامرأة دون غيرها فكل النساء عليهن واجب الدعوة والنصيحة وان تفاوتت جهودهن ولذلك فعليها:
العلم بالشيء الذي تدعو له.
حمل هم الدعوة إلى الله.
التربية هي دعوة شعار لابد ان ترفعه في أسرتها ومجتمعها.
تجديد الاسلوب المعتمد على الثوابت القائم على الاقناع والتبليغ والإحسان الى المدعوات.
* هل تقرأين كتباً تربوية ونفسية واجتماعية كي تستفيدي منها في محاضراتك. اذكري نماذج من هذه الكتب وأسماء مؤلفيها؟
نعم فحين اقوم باعداد أية محاضرة أحرص على الاحاطة بقدر استطاعتي بكافة جوانبها، فمثلا لو كانت المحاضرة تعني بقضايا التربية فأنا احرص على قراءة كل ما يقع بيدي بخصوص ذلك الموضوع حتى لو كان يتعارض مع رسالتي الدعوية التي أريد ان ابلغها فتكون قراءتي هنا رصدية لمستجدات التربية ونقدية لمحتويات المدارس التربوية ومقارنة بين المنهج التربوي الاسلامي والمناهج التربوية المختلفة وخلاصة ذلك أنقله إلى أجواء المحاضرة.
|
|
|
|
|