| متابعة
*
* الرباط واس:
أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس ان الإعلام الإسلامي مدعو إلى ان يقوم بدوره الفاعل في تصحيح صورة الإسلام وتسليط المزيد من الضوء على حقائقه وحضارته وقيمه الاخلاقية.
واعتبر الملك محمد السادس في رسالة وجهها يوم الاربعاء إلى الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية حول «صورة الإسلام في الإعلام الغربي بين الانصاف والاجحاف» التي تنظمها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «ايسيسكو» بالرباط ان ما يبعث على الارتياح هو كون الإعلام الإسلامي قد عرف تطورا كبيرا بفضل ما يمتلكه من اجهزة وقنوات للتواصل واستثمار واسع للتقنية إلا ان نجاح هذا الاعلام رهين بقدرته على التواصل مع عقلية الفكر الغربي واتقان لغاته والتمكن من مخاطبته بنفس التقنية والمهارة كما ان نجاحه رهن بالتنسيق المستمر بين القائمين عليه ليكون الخطاب الإعلامي خطابا واحدا في مرجعياته واهدافه وهذا لا يتحقق إلا بوضع استراتيجية إعلامية كفيلة بتحقيق الاهداف المتوخاة منها.
وأضاف العاهل المغربي في رسالته ان نجاح الإعلام الإسلامي في تصحيح صورة الاسلام لدى الرأي العام الغربي يتطلب معرفة من نخاطبه بهذا الإعلام معرفة عميقة حيث ان المجتمع الغربي لا يتأثر إلا بالخطاب العقلاني والواقعي ويلعب فيه المجتمع الاهلي دوره كاملا في توجيه الرأي العام لذلك «يقول العاهل المغربي» فمخاطبة المجتمع الغربي بالوسائل الاعلامية وبالمنهج الذي يلائمه يعتبر المنفذ الوحيد للتأثير فيه.
وأشار الملك محمد السادس إلى ان تغيير الصورة السلبية عن المسلمين لدى الغرب يجب ان يوازيه اعلاميا عمل المسلمين الدائب على تنمية طاقاتهم وتعاونهم وتضامنهم وتجسيدهم للقيم المثلى التي جاء بها الإسلام.. من هنا «يقول العاهل المغربي» تنبع الاهمية البالغة لهذه الندوة العلمية ومحاورها الرئيسية ولاسيما ما يتعلق بوضع استراتيجية إعلامية ممنهجة ومضبوطة ومنسقة الخطاب لمواجهة الحملات الغربية التي تستهدف الإسلام.. معتبرا ان نجاح الاستراتيجية رهن بمدى تأهيل الإعلام الإسلامي وارتقائه إلى مستوى الإعلام الفاعل المؤثرالمدعم بالهياكل التقنية والتمويلية والمؤسساتية والمعرفية الضرورية..
وذكرالملك محمد السادس بالظروف التي تنعقد فيها هذه الندوة والتي تتزامن مع التداعيات التي أفرزتها الاحداث التي تعرضت لها الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي والتي استغلها خصوم العالم الإسلامي للتمادي في تشويه صورته في الإعلام الغربي بل وفي اتهامه بما هو براء منه ويتعارض مع عقيدته السمحة.
وأشار العاهل المغربي إلى ما افرزته هذه الاحداث من تضليل للرأي العام وللشعوب الغربية من قبل وسائل الإعلام الغربية التي عرضت صورة زائفة عن المسلم والعربي وهو ما يستوجب الادانة والرفض.. واعتبر انه لا مناص من إعداد الاجيال لاستيعاب هذه التحولات الاعلامية بدمج الإعلام في برامج التنمية البشرية من اجل جعل الشعوب قادرة على الاندماج في الالفية الثالثة موفورة الكرامة محافظة على هويتها الإسلامية.
|
|
|
|
|