متابعة

قوات الاحتلال تقتحم ميناء الصيادين وتصادر معداتهم أهالي رفح يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ليلة شتوية عاصفة بعد تدمير إسرائيل العشرات من منازلهم * * غزة واشنطن الوكالات: أعلن مجيد الاغا محافظ رفح لفرانس برس أمس الخميس ان عملية الاقتحام الإسرائيلية لمخيم رفح أسفرت عن تدمير أكثر من 70 منزلا فلسطينيا بالكامل وحولت المنطقة المستهدفة إلى منطقة منكوبة. وقال الاغا لفرانس برس «أسفرت العملية العدوانية الإسرائيلية عن تدمير 73 منزلا في مخيم بلوك أو برفح». وأضاف «تم إعلان المنطقة منكوبة بسبب عدم تمكننا من إيواء 123 عائلة تم تشريدهم خلال هذا العدوان الجديد». وأوضح الاغا ان الرئيس ياسر عرفات أصدر أوامر عاجلة لتقديم المساعدات اللازمة للعوائل المنكوبة «منوها إلى انه قد يتم إيواءبعض العائلات مؤقتا في عدة مدارس مستغلين بذلك العطلة نصف السنوية لهذا العام خاصة مع ظروف الأحوال الجوية العاصفة والسيئة جدا». ونفذت إسرائيل عملية الاقتحام ردا على هجوم نفذه مسلحان من كتائب عزالدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، في منطقة رفح، وأسفر عن استشهادهما ومقتل 4 جنود إسرائيليين أول أمس الاربعاء. وذكر شهود عيان أن نحو 12 آلية إسرائيلية منها ثلاث مجنزرات وثلاث دبابات وثلاث جرافات وقوات كبيرة توغلت في المنطقة وشردت العديد من المواطنين الآمنين في منازلهم وأصبحوا هم وصغارهم في البرد الشديد بلا مأوى. وقال أحد السكان إن «الدبابات الإسرائيلية برفقة جرافات عسكرية ووسط إطلاق النار الكثيف اقتحمت المخيم في الثانية من فجر أمس الخميس وقامت دون سابق إنذار ورغم الأمطار الغزيرة والأجواء العاصفة بإخراجنا من منازلنا وتدميرها». وعلى مسرح الجريمة شوهدت العديد من الأمهات وهن يحملن صغارهن ويهربن بهم من المكان خوفا عليهم من الرصاص الإسرائيلي. وعلى ذات المسرح شوهدت أخريات يحاولن تدفئة الأطفال لكن دون جدوى حيث لم يعد بحوزتهن أي شيء من الممكن أن يستخدمنه في تغطية الصغار فقد ردمت جميع محتويات المنازل تحت أنقاضها وأصبحن وصغارهن يفترشن الأرض ويلتحفن السماء تحت الأمطار الغزيرة تلفحهم رياح الشتاء الباردة. وشمل العدوان الجديد قيام قوات الاحتلال الإسرائيلية فجر أمس أيضا باقتحام ميناء الصيادين في رفح حيث استولت على كل ما به من معدات كان يستخدمها الصيادون في عمليات الصيد. وأكد نزار عياش رئيس نقابة الصيادين في قطاع غزة أن هذا العمل ألحق أضرارا مادية فادحة بالصيادين. وقال إن القوات الاحتلالية نقلت جميع معدات صيد الصيادين إلى جهة غير معلومة مما قطع رزقهم. وقد اعتبرت السلطة الفلسطينية الاعتداء الإسرائيلي الجديد «جريمة» وتصعيدا خطيراً يهدف لتدمير الهدوء والجهود الدولية والأمريكية. وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لوكالة فرانس برس إن «اقتحام مخيم رفح فجرا يعتبر عدوانا جديدا وجريمة بحق الإنسانية وتصعيدا خطيرا يهدف إلى تخريب الهدوء الحاصل وكل الجهود الدولية خصوصا الأمريكية منها». وأشار أبو ردينة إلى ان «الحكومة الإسرائيلية لا تريد التهدئة أو الاستقرار خاصة ان الاسابيع الثلاثة الماضية شهدت هدوءا تاما وهذه الاعتداءات هي استمرار للمخططات الإسرائيلية لتصعيد العدوان ضد الشعب الفلسطيني». وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش أدان الهجوم الفلسطيني الذي أدى يوم الاربعاء إلى مقتل أربعة عسكريين إسرائيليين بالقرب من حدود قطاع غزة وشدد ضغوطه على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ليقدم تفسيرا لقضية شحنة الأسلحة التي ضبطتها إسرائيل. وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض اري فلايشر ان «الرئيس يدين هذا الهجوم الذي يثير القلق خاصة وانه نفذ في وقت يشهد الوضع على الأرض هدوءا نسبيا». وتابع ان العملية تشكل كذلك «هجوما مباشرا على سلطة الرئيس عرفات، ويرى الرئيس (بوش) ان من واجب عرفات اتخاذ إجراءات فورية للقبض على من سماهم الزعماء الإرهابيين وتفكيك شبكات الإرهاب القائمة في المنطقة». أعلـىالصفحة رجوع