| الثقافية
جالساً وحدي
في مساء الحزْنِ في المقهى
بلا أحدِ
أفكر في مغيبِ الشمسِ
في روحي
وفي جسدي
وإذا بهِ عندي!
شيخاً وقوراً من بياضْ
جالساً قربي
خفتُ من هذا الغريبِ
وهممتُ أسألهُ الرحيلْ
فإذا لساني صامتٌ
وإذا يدهْ
معقودةٌ بيدي
تصافحني
وهممتُ أسألني الرحيلْ!
لكنني
خارت قوايْ
وتوقفتْ
فيني خطايْ
عندما بدأ الحديثْ
قالَ يا ولدي..
وأظلمَ المقهى وغابْ
ما بقيْ
إلا البياضْ
ضائعاً بين الضبابْ
قال يا ولدي
هذا حديثي فاسمعهْ
في كلّ عامٍ مرّةً أرويهْ
في كلّ عامٍ مرّةً
علّي ألاقي من يعيهْ
هذي قصة الانسانِ من بدءِ الوجودْ
فيها حكايةُ آدمٍ
وحكايةٌ
عن قوم هودْ
تتغيّرُ الأشكالُ والأشخاصُ والأسماءْ
تتغيّرُ الأشياءْ
تأتي الممالكُ ثم تمضي
للفناءْ
تتغيّرُ الأرضُ والأنهارُ والصحراءْ
لكنّ السماءَ..
هي السماءْ
قصتي هذي تطولُ
لكنها
هي قصتكْ
منذ البداية
والآنَ يا ولدي وصلنا
إلى النهاية
هي في يدكْ
قد كنت تسمعُ قصتي
والآن دوركْ
فاكتبْ بهِ التذييلَ في هذي الرواية
وقبل أن أمضي تذكرْ
أن السماءَ هي السماءْ
وأن الحقَّ حقٌّ
ما تغيّرْ
ثم اختفى ذاك البياضْ
وعادت الدنيا إليّْ
عدتُ للمقهى.. إليّْ
ورجعتُ وحدي
في سكونِ الليلِ
والمقهى
أفكرُ في حديثِ الشيخِ
والرؤيا
وفيّْ
وعلمتُ أني ملزمٌ
أن أبتدي
وضْعَ النهاية
فبحثتُ عن قلمِ العجوزِ
وخافقي
تجتاحهُ حمّى الحكاية
فلم أجدْ قلمَ العجوزِ
ولم أجدْ قلمي
ونظرتُ حولي في الدنا متحيراً
متشككاً
أكنتُ أخدعُني؟
فإذا يقيني صارخاً
أنظر هناك!
طالع يمينكَ
ما ترى؟
فإذا يميني مصحفي
وإذا النهاية تنجلي
بدايةً أخرى..
يا قارئي
هذي حكايةُ ما رأيتْ
هل تبتدي
حيثُ انتهيتْ؟
بعد أو وضعت النص تذكرت ملاحظة مهمة وهي أنني خلال كتابتي كنت أفكر في قصيدة بعنوان:
)ترنيمة البحار العجوز
The Rime of the Ancient Mariner)
للشاعر الانجليزي كولريدج. وهي قصيدةٌ أحببتها منذ زمن وهنا في نصي هذا تشابهٌ لاريب.. فوجب التنويه.
بليزر أبيض
|
|
|
|
|