| مقـالات
تواجه المنظمات والأفراد وربما الدول والشعوب أحيانا تحديات ومشكلات تتطلب جهوداً مضنية وجوهرية للتعامل معها وتستلزم توظيف كل الطاقات والاستعانة بمعظم الأسباب المجربة والإبداعية وربما تسخّر في سبيلها معظم الموارد المالية مثال ذلك ما حدث في الولايات المتحدة الامريكية في فترة الستينات عندما سجل الاتحاد السوفيتي في حينها تفوقا في غزو الفضاء، حيث تفاعل المجتمع الامريكي مع قضية التعليم في أمريكا وأشرك معظم القطاعات في إيجاد الحلول وفي عقد التسعينيات واجهت أمريكا مشكلة عجز في الميزانية وتفاعل المجتمع مع هذه المشكلة ونشر حولها عدداً من الكتب، وحتى نحن طلاب الدراسات العليا كان يطلب منا المشاركة والتفكير في حل .
ومن خلال التدريب في برامج المعهد والالتقاء بعدد من المتدربين من جهات حكومية ومن خلال مشاركتي في التدريب على مهارة حل المشكلات وصنع القرارات تطرح عدد من المشكلات الجوهرية التي تعاني منها بعض المنظمات ولا غرابة في ذلك، فالإنسان خُلق في كبد، ولكن المحزن هو أسلوب التعامل مع المشكلات فبدون إجراء دراسة أو بحث وبدون تكوين فريق عمل وبدون التروّي والاطلاع على تجارب الغير يقوم المدير بالشرح على المعاملة ويقوم أحد موظفيه بتنفيذ توجيهاته حرفيا وبدون مناقشة أو إضافة وبطبيعة الحال تتفاقم المشكلة وتتحول من مشكلة بسيطة قابلة للحل إلى مشكلة مستعصية ومعقدة.
ومن خلال الملاحظة، تطرح مشكلة اجتماعية في الصحافة أو في المجالس تتطلب بحثاً ودراسة ومشاركة من الجميع فيتصدى لها أحد المتفوهين أو النافذين ومع رشفة عجلة لفنجان من القهوة ويقدم حلا أرعن ويظل يدافع عنه باستماتة ويحرم المجتمع من التفكير في قضاياه ومشكلاته بتقديم إجابة سهلة لسؤال صعب.
وقد تتعرض الأمة لمشكلات صعبة تهدد أمنها ورفاهيتها ومكانتها بين الأمم وتتطلب حلولا أصيلة وجادة، فيخرج أحدهم عبر وسائل الإعلام ويحلل المشكلة ويقدم الحلول وربما تحسن الظن وتعتقد أنه أجرى بحثاً علمياً، ولكن للأسف تكتشف أنه يقول كلاما مبتذلا وفكرا مكررا ناتجا عن قدرة على الاتصال وسلوك تأليف الإجابات السهلة للأسئلة الصعبة.
وبطبيعة الحال لا أحد ينكر على الإنسان أن يفكر أو يتكلم في ما يريد فهذا حق مشروع ولكن المشكلات والتحديات تحتاج أكثر بكثير من ذلك، وحل المشكلات فتوى والفتوى غالبا تصدر من مراكز أبحاث . «THINK TANK» .
إن المشكلات التي تواجه المنظمات تحتاج إلى إيجاد إدارات للبحوث في المنظمة وتفعيل القائم منها لتوكل إليها مهمة القيام بدراسة وتحليل المشكلات والقضايا الفنية الهامة التي تواجهها المنظمة واقتراح الحلول المناسبة لها، وتقوم بالتعاون في ذلك مع الجامعات والمعاهد المتخصصة في موضوع المشكلة لتقديم المزيد من المعلومات والمقترحات اللازمة للمشكلة.
أما المشكلات التي تواجه الأمة فتشخيصها والتفكير في الحلول الناجعة لها فرض عين على كل مواطن ومنظمة منتمية لها ومطلوب اتباع منهجية علمية موثوق بها وتوفير الدعم الفني والمادي للجهود التي تبذل وإخضاعها للمراجعة والتقييم ثم الشروع في تنفيذ الحل.
|
|
|
|
|