| متابعة
*
* إسلام اباد حسام ابراهيم أش أ :
تخيم أجواء المواجهة الوشيكة على امتداد الحدود الباكستانية الهندية فيما يسود شعور في إسلام آباد بأن كافة الجهود الدولية الرامية لنزع فتيل الأزمة الراهنة بين الدولتين النوويتين لم تفلح في تحقيق غايتها ورغم حملات الاعتقالات التي تشهدها باكستان ضد عناصر التنظيمات الكشميرية الأكثر عداء للهند .
ورغم استمرار هذه الجهود الدبلوماسية الدولية والتي كان آخرها الجولة التي قام بها رئيس وزراء بريطانيا توني بلير لنزع فتيل الأزمة بين باكستان والهند تتواصل الاستعدادات للحرب على جانبي الحدود من حفر للخنادق وزرع للألغام وإرسال مزيد من التعزيزات العسكرية فيما يهجر السكان المدنيون ديارهم في البلدات والمناطق القريبة من خطوط المواجهة .
على ذلك يقول المحلل الباكستاني رشيد احمد خان ان الحشود العسكرية الحالية على جانبي الحدود الدولية بين الهند وباكستان فضلا عن خط السيطرة الفاصل بين شطري كشمير هي الأكثر خطورة وتهديدا للسلام في منطقة جنوب اسيا منذ احداث كارجيل.
وفي إطار أجواء المواجهة أصدر رئيس حكومة الشطر الباكستاني في كشمير المقسمة السردار سيكاندار خان أوامر مشددة للشرطة والأجهزة الأمنية بالتزام اليقظة لمواجهة كافة الاحتمالات وخاصة في المناطق القريبة من خط السيطرة الفاصل بين شطري كشمير والذي تخيم عليه نذر الحرب فيما يستمر التراشق المتقطع بالنيران بين وحدات من القوات الباكستانية والهندية .
وقد باتت أغلب مكاتب التنظيمات الكشميرية المناوئة للهند في الأراضي الباكستانية شبه مهجورة بعد ان طالت حملات الاعتقالات بعض قادة ونشطاء تنظيمي العسكر الطيبة وجيش محمد المتهمين من جانب نيودلهي بالتورط في عملية اقتحام مقر البرلمان الهندي يوم الثالث عشر من شهر ديسمبر الماضي بينما يقدر عدد هؤلاء المعتقلين بنحو 300 شخص على مدى الأيام العشرة الأخيرة .
وينظر مراقبون في إسلام آباد الى الموقف الأمريكي الداعي لاتخاذ مزيد من الاجراءات ضد الجماعات الكشميرية المسلحة باعتباره موقفا ينطوي على مزيد من الضغوط على حكومة الرئيس الباكستاني برفيز مشرف التي ساندت التحالف الذي تقوده واشنطن في أفغانستان بينما تعد قضية كشمير هي القضية الوطنية الأكثر أهمية بالنسبة لكثير من الباكستانيين حيث لم تستطع الحكومات الباكستانية المتعاقبة تقديم اية تنازلات في هذه القضية البالغة الحساسية.
ومن المنتظر ان تكون الأزمة الراهنة مع الهند محور الخطاب الذي سيوجهه الجنرال برفيز مشرف قريبا الى شعبه فيما من المتوقع ان تتخذ السلطات الباكستانية المزيد من الاجراءات ضد الجماعات الكشميرية الأكثر تشددا بغية تهدئة حدة الأزمة مع الهند وتفادي اندلاع حرب رابعة بين الدولتين . واعتبرالمحلل السياسي الباكستاني مشاهد حسين والذي كان يشغل في السابق منصب وزير الإعلام ان القمة الأخيرة لدول رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي السارك فضلا عن الجولة التي قام بها توني بلير رئيس الوزراء البريطاني في المنطقة والجهود الدبلوماسية المتعددة لنزع فتيل الأزمة الراهنة بين باكستان والهند لم تفلح تماما في تحقيق هذا الهدف حتى الآن.
وتظهر نتائج استطلاع للرأي العام الباكستاني نشرتها أمس الأول صحيفة نيشن ان نسبة قدرها 50 في المائة من الباكستانيين ترى ان المصافحة بين الرئيس الباكستاني برفيز مشرف ورئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجباي في قمة كاتماندو للدول الأعضاء في رابطة جنوب آسيا للتعاون الاقليمي /السارك/ لم يكن لها أي تأثير على فرص اندلاع حرب باكستانية/هندية بينما اعتبرت نسبة قدرها 30 في المائة من الذين أدلوا بآرائهم في هذا الاستطلاع ان المصافحة قللت من فرص اندلاع حرب .. وذهبت نسبة بلغت 20 في المائة الى ان احتمالات الحرب بين الدولتين باتت أعلى بعد تصافح الزعيمين .
وانتقدت صحيفة الفجر الباكستانية في افتتاحيتها أمس ماوصفته بانحياز رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للهند على حساب باكستان خلال جولته الأخيرة في المنطقة معتبرة انه لم يكن متوازنا تماما حيال وجهات نظر الدولتين بشأن الأزمة الراهنة فضلا عن مشكلة كشمير المزمنة .
وفي خطوة كشفت عنها النقاب أمس الأول صحيفة نيوز الباكستانية ووصفتها بانها تاريخية حتى وان كانت غير معلنة قامت الصين بارسال خمس سفن محملة بطائرات حربية غير مجمعة وقطع غيار للطائرات بغرض اصلاح الخلل في ميزان القوى بين سلاحي الجو الباكستاني والهندي على حد وصف الصحيفة.
وأكدت صحيفة نيوز الباكستانية ان هذه السفن وصلت الى ميناء كراتشي في الأيام العشرة الأخيرة من شهر ديسمبرالماضي فيما كانت باكستان قد تلقت معدات عسكرية من الصين لتلبية بعض متطلباتها الاستراتيجية على وجه السرعة عبر طريق قاراقوروم البري الواصل بين الدولتين.
ووفقا لما ذكرته الصحيفة فان منظومة الدفاع الصاروخي الباكستانية باتت اكثر كفاءة في ضوء الدعم الصيني الفاعل بينما تقل الفجوة الكمية الخطيرة بين سلاحي الجو الهندي والباكستاني والتي كانت لصالح الهند بنسبة الضعف بعد ان حصلت باكستان على عدة أسراب جديدة من طائرات حربية صينية من طرازي سوبر7 واف 7 . وأشارت الصحيفة الى انه قبل وصول هذه الطائرات الصينية الجديدة في الاسبوع الماضي كان عدد الطائرات الحربية الباكستانية لايزيد عن 340 طائرة مقابل 730 طائرة يمتلكها سلاح الجو الهندي.
|
|
|
|
|