| مقـالات
تجتمع «أم دحيم» و«أم صالح» و«أم حمد» و.... و«البنات» وتبدأ «السواليف».... وتعترض هذه «السواليف» أحاديث تربوية «أجارنا» الله منها.. فهي خليط بين الاجتهاد الذاتي لبعض الناس إضافة إليها ما قد يسمعونه من المصادر الإعلامية كالكتب والمجلات و«الراديو أو التلفزيون»... فمثلاً تبدأ أم دحيم لتقول: الله يعينك يا أم..... بنتك في مرحلة المراهقة!! وتتلاحق التعليقات في الجلسة عن هذه المرحلة وصعوبتها ومدى معاناة الأهل من المراهق أو المراهقة والطامة الكبرى ان الأبناء والبنات الذين يمرون في هذا العمر إنما يستمعون إلى آبائهم وأمهاتهم وهم يتحدثون صراحة عن صعوبة هذه المرحلة وما قد يجري فيها من خروج عن قواعد السلوك المعتاد أو أحياناً السوي إلى بعض السلوكيات الغريبة أو الشاذة أو لنقل غير المرغوبة من المحيطين على أقل تقدير..؟
«أم دحيم وأم صالح» تتحدثان ولكن كل هذا الحديث يرسخ في ذهن البنات.. أو الأبناء ويجعل لديهم «الاستعداد الجذري» لعمل ما يحلو لهم في هذه المرحلة من أفعال خاطئة في كثير من الأحيان وإنما لهم التبرير الذي يسمعونه في أحاديث آبائهم فهم مراهقون!!
أحياناً قد نسمع من أناس ربما لا نعرفهم وفي أماكن عامة يشتكون مثلاً من أبنائهم.. فلان من الأبناء يستخدم الهاتف في المعاكسات أو ربما أكثر من ذلك، فما نجد الرد إلا أن يبرر ذلك فوراً بكلمة واحدة «معليش.. ما يخالف.. تعرف مراهق! ردود سلبية لا تدرك للتربية أي طريق إيجابي خاصة إذا لحقتها كلمة.. «بكرة يتعدل»!!
ماذا تعني بكرة يتعدل!! هل لأنه مراهق، فهو لا يحاسب ولا يعاتب... يخطئ من يعتقدون ذلك!! بل إنهم جنوا على أبنائهم ليعيشوا مراهقة طويلة الأمد قد تصل إلى الأربعين من العمر والسبب عدم الردع وعدم الحد مما قد يراه الأهل سلبياً! إن المراهقة مثلها مثل غيرها من المراحل العمرية بمعنى ان لها احتياجات ومتطلبات لابد ان تشبع ولكن شرط ان يكون ذلك وفق الدين والاخلاق ولا يبرر لانتهاك ذلك أنها مرحلة مراهقة!! فالبنت عند الخطأ لا بد أن تعاقب عقاباً يتناسب مع الموقف الخاطىء والابن كذلك وبصرامة وبدون أدنى تهاون.. بل إنه إذا أراد أن يأخذ دوره حقيقة فيجب أن يعامل كفرد راشد، لأنه هو يريد ذلك بمعنى أن المراهقة تتطلب التفاهم مع الأبناء كما لو كانوا كباراً وإعطاءهم حقهم من الحوار والجدل وليس العفو عنهم، بل و«التطنيش» اثناء ارتكاب الأخطاء الفادحة، أي مراهقة هذه. إنها «فساد أخلاق»!!
لن تصبح أباً ديمقراطياً متفتحاً اذا فعلت ذلك مع أبنائك بحجة تقديرك لمراهقتهم ولأفعالهم السيئة، بل ستصبح «أباً» لا يعي من التربية ما يمكن أن يعيه إلا الجاهل لكل ما يدور حوله إذاً فالمشكلة في أن يكون عندك ابن مراهق.. نحن من جعلنا من المراهقة مشكلة وأي مشكلة!!
والله الموفق .،
* أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود najla2001@maktoob.com
|
|
|
|
|