| فنون تشكيلية
يرى الكثير من الفنانين ان قبول عملهم الفني في معرض مدروس ومعتنى بمستوى العرض فيه اتكاء على الأسس والقواعد المتعارف عليها في جديد هذا الفن نتيجة لخبرات وتجارب سابقة ومعارض متتابعة وبحث وتقصي لكل نواحي الأداء المتميز وبتقييم صحيح من قبل لجنة عالية المستوى في التحكيم وقبلها لجان عالية المستوى في حسن اختيار الأعمال أهم بكثير من ان يفوز الفنان بجائزة في معرض ارتجالي يضم الغث أكثر من الثمين من أعمال لاتستحق إلا ان تعرض في معارض مدرسية ورغم ذلك يتم فيها منح الجوائز لأعمال الحسن فيها سيئ مقارنة بما يمكن ان يعرض من أعمال متميزة ومنتقاة، كل ذلك لمجرد ان المعرض يقام وينتهي أمره دون مراجعة أو محاسبة للذات من قبل المعنيين محدثا بذلك شعور الاستهانة وعدم اكتراث من بعض المشاركين نتيجة للتساهل وعدم تفادي العواقب عند قبول أي عمل مرسخا بذلك القناعة لدى هؤلاء ان مثل هذه المعارض تحصيل حاصل مما يعني إمكانية الفوز بشيء من الجوائز وان لم تكن جائزة فإن وجود اسم المشارك في الكتلوج وصورة لوحته مكسب يوثق تواجده اعترافا به كفنان ليبدأ في فرض حضوره مستقبلاً وفي كل معرض مستشهداً بقبول مشاركاته في سابق المعارض معترضا بها على أي رفض للمشاركة في اللاحق منها..
ورغم محاولات الإغراء المتمثلة في قيمة الجوائز إلا ان المستوى العام للمعارض أضاع فرصة الجذب، لهذا لم تعد الجائزة مهمة ولم تعد معارض المسابقات تشكل هاجسا أو موعدا يترقب الفنانون حدوثه متابعين نتائجه مراجعين عند المشاركة فيه كل أوراقهم ومختزلهم باحثين عن كيفية تحقيق فوز على بقية التجارب فيه بل ان الغالبية أصبحت تتفادى حضور الاحتفاء بتلك الجوائز باهتة الطعم واللون والهدف نتيجة لقصر المسافة لتحقيقها وسهولة الحصول عليها في مشاركات تجمع النطيحة والمتردية من أعمال دفعت بالكثير من الفنانين ممن رغبوا المشاركة بأعمالهم الإبداعية الرائعة المستحقة للوقوف لها احتراما وإعزازا باشتراطهم الإشارة إلى أنها خارج التحكيم أو للمشاركة فقط أو بأي صفة وعلى مدى سنوات ماضية كانت بدايتها مؤشرا سابقا لما آلت إليه النتائج الحالية مستبقين الأحداث ممسكين العصا من منتصفها بين تقدير للمعارض ذات الخصوصية والمناسبات الرسمية واحترام للدور الذي تقوم به الجهات المعنية وبين حفظ ماء الوجه تفاديا للسقوط في تدني مستوى التحكيم بينما تتغيب تلك الأعمال الرائعة والمتميزة في معارض كثيرة مما افقد تلك المعارض قيمتها الفنية لاعتمادها على ما سبق ذكره من مشاركات (لمن هب ودب على أرض الفن التشكيلي).
بقي ان نقول ان الأمر باق كما عهد منذ سنوات في وقت أصبح لهذا الفن موقعه ومكانته منافسا من سبقوه في حال إعادة النظر في كيفية إعطاء المعارض قيمتها والمسابقات والجوائز أهميتها وهيبتها ليعود أصحاب الخطوات الجادة والمتميزة إلى الساحة ويصبح الفنان التشكيلي معتزا بانتمائه لمجاله وحريصا عليه ويسعى الآخرون للمثابرة للوصول إلى المستوى المتميز الذي يحقق لهم المشاركة وهذا لن يتم الا بتصنيف المعارض وحجب الجوائز إذا لم يجد المحكمون من يستحقها حتى لو بلغ الأمر حجب المعرض كاملا ان لم تصل الأعمال المشاركة فيه مستوى الاسم الذي يحمله.
* مجموعة الرياض وإنقاذ ما يمكن إنقاذه:
بدأت مجموعة الرياض التشكيلية في التحرك نحو الساحة والمساهمة بتحريك التشكيل الساكن في الرياض توازيا مع المتحرك في المناطق الأخرى ورغم ان المجموعة تضم أسماء معروفة بالقدرة على تحقيق النجاح المؤمل منها والموثوق فيه إلا ان تجارب الآخرين من المجموعات السابقة في العديد من مدن المملكة مرت بمراحل صعبة وثقيلة ساهمت في إضعاف تحركها ومن ثم إيقافها أو جزء منها ومع تفاؤلنا بالنجاح لمجموعة الرياض إلا ان الأيام القادمة ستكشف الكثير ولهذا فالحمل كبير على المؤسسين والاحتمالات واردة وعليهم تفادي ما وقع فيه السابقون من زعزعة وزلزلة تحدثها براكين المنافسين الناضجين بما في أوانيهم الحلو منها والمر . ولنا حديث طويل حول تجربة مجموعة الرياض القديمة الجديدة مكررين تفاؤلنا الكبير بإضاءتهم سماء الرياض تشكيليا.
talmehah@yahoo.com
|
|
|
|
|