|
| تحقيقات
* المجمعة فهد الفهد:
تمشياً مع توجهات وزارة المعارف ممثلة في الإدارة العامة للإشراف التربوي الرامية إلى تطوير وتحديث العملية التربوية وحرصاً على تنمية قدرات المعلم «رائد التغيير وربان سفينة التطوير والتحديث».
ارتأت إدارة التعليم بمحافظة المجمعة قسم الإشراف التربوي والتدريب تصميم كراستين إحداهما باللغة العربية والأخرى باللغة الانجليزية لتخطيط وإعداد الدروس الصيفية «اليومية» للمعلمين بهدف تسهيل العملية التعليمية في مدارسنا وإغناء معطياتها من خلال تزويد المعلمين بإطار ودليل للعمل في هذا المجال يساعدهم بعون اللّه على نجاح مهمتهم السامية وتوجيه تربيتنا وأجيالنا إلى الأفضل والأسمى.
ويسر «الجزيرة» أن تلقى الضوء على هذا العمل التربوي الهام .. وتستطلع رأي وزارة المعارف ممثلة في الإدارة العامة للإشراف التربوي وبعض التربويين في محافظة المجمعة عن هذه الكراسة.. ونبدأ أولا بالتعرف على محتوياتها.
محتويات كراسة المعلم الجديدة
تشتمل كراسة إعداد الدروس اليومية للمعلم على توجيهات تربوية مهمة، خصصت الصفحات الثلاث الأولى لموضوع التخطيط للدروس الصفية «مفهومها أهدافها مستوياتها إجراءاتها» وخصصت ثلاث صفحات أخرى لموضوع الأهداف السلوكية «مفهومها مكوناتها شروطها مجالاتها» وخصصت الصفحة الأخيرة لارشادات عامة للمعلم .. ثم وضعت صفحة كاملة بها مجموعة من الجداول التي تخدم المعلم مثل جدوله الأسبوعي المواد التي يدرسها وعدد خصص كل منها بالاضاف إلى ما أسند له من أنشطة وأعمال إضافية .. وكذلك جدول للطبعات المعتمدة للعام الدراسي حتى يكون على إطلاع بما استجد من طبعات الكتب المدرسية .. وفي الصفحة التي تليها .. الملحوظات والتوصيات التي دونها المشرف التربوي للمعلم في سجل الزيارات.
وخصت صفحات أخرى لتخطيط وتنظيم ارتياد المكتبة المدرسية ومصادر التعلم .. ثم الخطة السنوية أو الفصلية وبعدها الخطة اليومية .. وفي آخر هذه الكراسة وضعت مجموعة من الصفحات لتدوين الأخطاء المطبعية والعلمية في المقررات الدراسية والموضوعات التي يرى المعلم حذفها أو تعديلها أو إضافتها.
الكراس على الإنترنت
ورغبة في تحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة فقد جعلت الإدارة العامة للإشراف التربوي بوزارة المعارف الكراس متاحا على صفحة الإشراف التربوي بموقع الوزارة على شبكة الانترنت .. وعملت على تعميم ذلك على مدارس المملكة في جميع المناطق والمحافظات.
تميز بالأفكار
وقد التقت «الجزيرة» بمدير عام الإشراف التربوي بوزارة المعارف الدكتور صالح بن موسى الضبيبان وذلك للتعرف منه على هذا الكراس وما يميّزه عن النماذج الأخرى المستخدمة من قبل المعلم وتوجهات الوزارة نحوه وقال: قامت إدارة الإشراف التربوي في محافظة المجمعة بمبادرة مشكورة، بإعداد نموذج للتخطيط وإعداد الدروس الفصلية واليومية، يتضمن أفكاراً جيدة تشكل نقلة نوعية في عملية إعداد الدروس، وتعين المعلمين على إعداد دروسهم بقدر لا يستهان به من المهارة والاحتراف.
والذي يميّز هذا النموذج هو أنه متفق في محتواه مع كثير من الأفكار العلمية الواردة في الأدب التربوي وكذلك يؤكد على الأسلوب المقترح الوارد في دليل المعلم الذي سبق أن أصدرته الوزارة بمبادرة من الإدارة العامة للإشراف التربوي في عام 1418ه وهذا الأسلوب يعتمد على ربط كل هدف إجرائي بإجراءات تنفيذه. إضافة إلى ذلك فإنه يتضمن العديد من الإضافات والصفحات المساعدة التي تعين المعلم وتسهل مهمته مثال ذلك: إعطاء المعلم صورة واضحة عن مفهوم التخطيط الدرسي وأهدافه ومستوياته وإجراءاته، وهذا يقدم فائدة كبيرة لجميع المعلمين وخاصة المعينين حديثا، وكذلك يعطي تصورا علميا واضحا ومختصرا عن الأهداف السلوكية من حيث مفهومها ومكوناتها وشروطها ومجالاتها، إضافة إلى ذلك فهو يتضمن الكثير من النماذج المقترحة والجداول المساعدة التي يحتاجها المعلم في عمله، ويتضمن صفحة مخصصة للتوجيهات التي دونها المشرف للمعلم في سجل الزيارات، وجدول يذكر المعلم وينظم له عملية ارتياد الطلاب للمكتبة المدرسية أو مركز مصادر التعلم، ويتضمن جدولاً خاصاً يذكر المعلم برصد الملاحظات التي يكتشفها عن المقرر الدراسي.
وعن توجه الوزارة نحو هذا النموذج قال: رأينا أنه يستحق الإشادة بسبب المميزات التي سبق ذكرها، ونرى أنه سيفيد المعلم كثيراً ويجعله يخطط لدروسه بأسلوب علمي احترافي ، لذلك فقد عملنا على جعله متاحاً على صفحة الوزارة في شبكة الإنترنت، وعممنا بذلك على جميع إدارات التعليم حتى يتمكن المعلمون من العمل به في مدارس التعليم العام تحت إشراف المشرفين التربويين، والنية قائمة في أن نقوم بتطويره كلما دعت الحاجة إلى ذلك حتى يتمشى مع المستجدات التربوية.
يلبي أهداف كل مادة
وقال مدير إدارة التعليم بمحاظة المجمعة الأستاذ إبراهيم بن أحمد العمر عن الكراس .. أن المعلم هو العنصر الفاعل في العملية التعليمية والتربوية والاهتمام بالوسائل المساعدة له في أداء عمله والرفع من كفاءته ضرورة حتمية لتطوير العمل التربوي وكراس التحضير من أهم تلك الوسائل وقد كثر تذمر المعلمين من السجل الذي بين أيديهم وأنه عديم الجدوى ولاحظ قسم الإشراف في الإدارة أن بنود السجل لا تساعد المعلم على إعداد الدروس ذهنياً وكتابياً بالشكل الذي يطمح إليه حيث تنعدم فيه الكفايات المطلوبة لإعداد الدروس بالطرق الحديثة التي تساعد الطالب على الاستيعاب والتركيز على تنمية ميوله وتنشيط عقليته وتحريك ذهنه.. وبجهد متميز من قبل الزميل الأستاذ محمد الفهد رئيس الإشراف التربوي أعد كراساً بأفكار جديدة ستشكل بإذن اللّه نقلة متميزة في عملية إعداد ا لدروس وقد روعي في هذا الكراس الآتي:
أن يكون ملبيا لأهداف كل مادة بطرق إجرائية عملية تنشيطية محورها الطالب وليس المعلم مع استهداف التخطيط لكل دروس واختيار ما يناسبه من نشاط مصاحب يساعد الطالب على التركيز وإشغال ذهنه والتمحور حول عقليته بأساليب متنوعة تساعد على التفوق والإبداع.
ثم إن هذا الكراس يخدم الأهداف السلوكية بمفهومها الشامل والمتقن وهذا أمر يغيب غالبا عن المعلم أثناء تحضير الدرس وطرحه مع الطلاب وأقول مع لأن هذا الكراس يعطي مساحة حوارية للطلاب وليس حشدا للمعلومات عن طريق التلقي ولم يغفل هذا السجل دور المشرف حتى تكون توجيهاته قريبة من المعلم.
نقاط عديدة تضمنها هذا الكراس أعتقد أنها تعتبر نقلة وخطوة لتطوير كراس التحضير وهو مطروح للمراجعة والتجربة والتعديل بأسلوب عملي.
ولا شك أن هذا ما كان ليظهر بوضوح لولا دعم المسؤولين في الوزارة وترحيبهم بهذه الخطوة وعلى رأسهم معالي وزير المعارف الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد.
الدوافع والفكرة
وقال الأستاذ محمد بن عبدالعزيز الفهد مدير الإشراف التربوي والتدريب بإدارة التعليم بمحافظة المجمعة صاحب فكرة هذا الكراس والذي قام بإعداده إن الدوافع التي دعته إلى بلورة فكرة هذا الكراس هي: أن ما يقوم به المعلم في غرفة الصف هو الفعل الحقيقي للتطوير .. وهؤلاء الطلاب بين يديه ثروة البلاد وكنوزه يما يفتح فيهم من أشواق إلى المعرفة وبما يثيره في أعماقهم من توق إلى التجديد والتغيير ومن وعي على عالمهم وما يسوده من قيم .. وأي إغفال لهذا الدور يبقى التطوير الذي نتغنى به ونسعى إليه مظهرياً وسطحياً .. نلمسه في الأشياء المادية ونحن نريده أن يصل إلى العقل والقلب .. ويشكل التخطيط عنصراً هاماً من عناصر المنظومة التربوية الحديثة الذي يصب في ذات الاتجاه «أي مخاطبة قلب وعقل المتعلم» لأنها تؤثر في كل عناصر هذه المنظومة من مدخلات ومخرجات وتغذية راجعة .. وهي فعالية هامة يندرج تحتها كثير من المفاهيم التربوية كالتخطيط للتدريس وتنفيذه وتقويم الانتاجات النهائية لعملية التدريس.
من هنا جاءت هذه الكراسة لتلبي حاجات ميدانية ملحة لدى المعلم «حجر الزاوية في العملية التعليمية التعليمية» والتي تبلورت فكرة هذه الكراسة في الآتي:
عدم وصول مجموعة من المعلمين إلى الحد الأدنى من متطلبات الإعداد الكتابي الذي يحقق الأهداف المرجوة.
مواكبة النماذج التخطيطية للدروس اليومية المدونة في دليل المعلم الصادر من الإدارة العامة للإشراف التربوي بالوزارة.
إيجاد الترابط والتكامل بين العناصر الأساسية لعمليتي التعليم والتعلم وهذه العناصر هي «الأهداف الأساليب الوسائل والنشاطات التقويم» حيث أن في دفاتر الأعداد السابقة كان الفصل واضحا بين الأهداف وعناصر الموقف التعليمي التعليمي مما قلل من نسبة تحقق النواتج التعليمية وإهمال ما لم يتحقق وعدم متابعته والإعداد الكتابي بهذه الصورة يضمن لنا زيادة حرص المعلم على تحقيق جميع أهدافه.
ترشيد العملية التحضيرية ونقلها من الكم إلى الكيف بحيث نحصل على مخرجات بأقل جهد وأقصر وقت.
نقل العملية التحضيرية من التقليد إلى الإبداع والابتكار بحيث تستوعب هذه العملية مستجدات التربية وثورتها المعلوماتية.
دفع المعلم إلى التنمية الذاتية والتعلم المستمر لأن التدريس كما هو معروف نشاط تفاعلي بين المعلم والتلاميذ يؤدي بالضرورة إلى النمو في الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية لكل من المعلم والتلاميذ معاً.
صممت لتعين المعلم
أما الأستاذ صالح بن محمد الربيعة مدير التدريب التربوي بإدارة التعليم بمحافظة المجمعة فقد قال: إن قدرة معلم ما على تخيل المواقف التعليمية التعلمية التي يفترض أن تحدث من أجل تحقيق أهداف درس معين يعتزم تنفيذه لتعكس براعة ذاك المعلم وتمكنه من ممارسة مهنة التدريس.
ولعل توثيق هذه المواقف المتخيلة وتدوينها لا يقل أهمية عن تصورها، ولقد أمضى المعلمون سنوات عديدة يدونون خططهم وإعداداتهم لدروسهم في كراسات لا تخدم بشكل فعال متطلبات التخطيط والإعداد الجيد، واستشعاراً لمعاناتهم والصعوبات التي يواجهونها فقد أبدع المفكر التربوي الأستاذ محمد عبد العزيز الفهد في كراسة التخطيط وإعداد الدروس الجديدة، والتي صممت لتعين المعلم وتيسر له عملية التخطيط والإعداد الجيد لدروسه الصفية بما يتفق والأهداف المنشودة، ونظرا لأن الكراسة تحمل في مضمونها جوانب تطويرية متنوعة، فقد بادر مركز التدريب التربوي بصوغ خطة شاملة لإشباع حاجات المعلمين التدريبية فيما يتعلق بتخطيط وإعداد الدروس وفق الكراسة الجديدة وأجد المقال مناسبا لعرض أبرز ما تضمنته تلك الخطة كما يلي:
عقد اجتماع يضم جميع المشرفين التربويين لمناقشة مضامين الكراسة الجديدة.
تنفيذ برنامج تدريبي متنقل بين مدارس المحافظة.
إقامة مشاغل تدريبية في بعض المدارس.
إعداد نماذج من تخطيط وإعداد دروس مختلفة لجميع المواد الدراسية وتوزيعها على جميع المدارس.
تقديم العون والمساعدة لمديري المدارس من أجل إقامة مشاغل تدريبية في الكراسة الجديدة.
إبداء الاستعداد الكامل لتقديم الاستشارة الفنية للمعلمين بمجرد اتصالهم بأحد الهواتف الخاصة بالإشراف والتدريب التربوي.
والجدير ذكره أن عددا من مديري المدارس قد بادر بإقامة مشاغل تدريبية في مدارسهم وبجهودهم الذاتية من أجل تنمية مهارات معلميهم على توظيف الكراسة الجديدة لخدمة التخطيط والإعداد الجيد للدروس الصفية.
الكراسة تميزت بعدة نقاط
وأخيرا قال الأستاذ محمد بن عبد العزيز المناع مدير ثانوية تمير إنه من خلال نظرة سريعة على كراسة إعداد الدروس الجديدة تبين لي منذ الوهلة الأولى تميز الكراسة بالنقاط التالية:
وضع تعليمات وإرشادات وخطط في البداية للتوجيه بالنسبة للمعلم الجديد وللتذكير بالنسبة للمعلم القديم.
حددت أسلوب ونهج معين يسير عليه المعلم ويكون بشكل ملزم إلى حد كبير.
يسهل متابعة الكراسة من قبل المشرف المختص.
قللت من الإسهاب وحددت أسلوباً مختصراً مفيداً.
يمكن الحكم على جودة الإعداد من عدمه بسهولة.
البعد عن الروتين المتبع سابقاً والعمل بموضوعية أكبر بعيداً عن الاجتهاد.
أخيرا هي تجربة مفيدة تطبق لأول مرة في المحافظة ويمكن الحكم بشكل قطعي ونهائي في نهاية العام الدراسي.
|
|
|
|
|
